"الشباب" الاستقلالية .. أول جريدة ناقشت تقبيل يد سلطان المغرب
كانت جريدة "الشباب" التي أصدرتها الشبيبة الاستقلالية الأولى التي تناولت مسألة تقبيل يد الملك خلال عهد المغفور له محمد الخامس في السنوات الأولى لاستقلال المغرب، حسب ما أشار إليه محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عضو الشبيبة الاستقلالية آنذاك، في حوار أجراه معه جمال المحافظ، باحث وكاتب صحافي، خلال إعداده لدكتوراه في الحقوق حول النقابة الوطنية للصحافة المغربية.
وقال الكاتب العام الأسبق للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، محمد اليازغي، في ذلك الحوار الذي جاء في ملاحق بحث الدكتوراه، "أتذكر أنه وقعت لنا مشكلة كبيرة ذات مرة في تناول هذه الجريدة الشبابية في افتتاحيتها لموضوع تقبيل يد الملك، وذلك خلال سنة 1958".
وأضاف اليازغي: "قيامنا في الجريدة التي كانت لسان حال الشبيبة الاستقلالية بنشر هذه الافتتاحية حول هذا الموضوع بعد عامين على استقلال المغرب، خلق نقاشا حادا واستياء من لدن قيادات حزب الاستقلال، خاصة المهدي بن بركة، وأحمد بلافريج الذي بادر إلى عقد اجتماع طارئ مع أعضاء هيئة تحرير الجريدة، وأخبرنا بأن الملك محمدا الخامس اتصل به وطلب منه توضيحات حول ما جاء في جريدة الشباب".
واسترسل اليازغي: "خاطبنا بلافريج قائلا: إنكم بهذا ستساهمون في تكسير ذلك التحالف الأساسي الذي بني عليه المغرب الحديث. هذه إذن كانت واقعة حدثت لي صدفة حينما كنت في هذه الجريدة الشبابية"، التي اعتبرها اليازغي أول اهتمام له بالصحافة حينما كان عضوا في الشبيبة الاستقلالية ومن مؤسسي "الشباب" التي كان المهدي بن بركة، "متحفظا بعض الشيء على تأسيسها، في حين كان الحاج أحمد بلا فريج يشجعنا كثيرا على ذلك".
وبخصوص الطاقم الصحافي للجريدة، ذكر اليازغي أن مديرها كان هو عبد الحكيم كديرة الذي بنى مسجدا بحي الرياض، وعبد الرحمان السايح، رئيس التحرير، في حين كان ضمن هيئة التحرير كل من عبد الفتاح سباطة وعبد اللطيف خالص، فضلا عن عبد اللطيف جبرو، واليازغي شخصيا الذي أوضح أن عمله في المجال الصحافي كان إلى حين اغتيال عمر بن جلون وخلافته في إدارة جريدة "المحرر" منذ أواخر 1975 إلى غاية سنة 1981، تاريخ توقف الجريدة التي اضطلع بمهام المدير المسؤول عنها خلال هذه الفترة.
هيسبريس