إلى.. معالي الوزير القادم !
أيها القادم إلينا من هناك..
يا من سيحظى بثقة صاحب الجلالة، ويصبح وزيرَ إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.. هذا إن لم تُقَسَّم، وبقيتْ على حالها تُذكرنا بديكتاتورية معمر القدافي.. وبما اعْتَقَدَه ـ خاطئا بطبيعة الحال ـ ضيعته الخاصة: "الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى.." ..إلى جانب تذكيرها لنا بدكتاتور تقدمي، رحمنا الله، ثم الإعفاء الملكي منه ومن تصرفاته، التي لم تكن تَمُتُّ في يوم من الأيام للفكر التقدمي اليساري الفعلي بأية صلة..
يا من سيتربع على وزارةٍ مجالات تدخلاتها عديدة، وميزانياتها سمينة ـ تُسيِّل اللُّعاب ـ .. ومشاكلها لا تقل أهمية عن وظائفها ومهامها وحساسية عملها..
مرحبا بظهير تعيينك، ومرحبا بك؛ لا يهمنا انتماءك السياسي، بقدر ما يهمنا إنتماءك للوطن، وحملك لِهَمِّ الوطن، وتقديرك لثقة "ملك الوطن"، واحترامك لأمانة الوطن، واستعدادك لنكران الذات، في سبيل الوطن..
اعلم رعاك الله؛
أنها سنوات عجاف، تلك التي عاشتها الوزارة في عهدٍ، لم نعد نرغب حتى في تذكره، أو حتى مجرد تذكر أن "فريقا تقدميا"، من (الرفيقات والرفاق) بين قوسين بارزين، عسكروا هنا لولاية حكومية وبضعة شهور..حقبة طويلة.. ثقيلة مريرة.. عصيبة.. دفعتنا إلى الاعتقاد ـ في بعض الأوقات ـ أنهم قد حَفَّظُوا الوزارة في أسمائهم، وأصبحت ملكية خاصة بهم.. !
سنوات عجاف، أتت على الموارد البشرية والمالية على حد سواء :.. تعينات في مناصب المسؤولية خارج معايير الكفاءة، وفي إقبار تام لمبدء لتكافئ الفرص، وفي غياب شامل لمِعْيَارَيْ النزاهة والشفافية.. تعينات على منوال "تبادل الطوابع البريدية".. بل تبادل السير الذاتية الحزبية ـ على "علتها/على فراغها" ـ بين أحزاب الأكثر أقلية المُشَكِّلَةِ للحكومة.. حتى لا أقول "المُشْكِلَة في طريق الحكومة" !
ولكم في المفتشية العامة، والمديريات المركزية والجهوية، والإقليمية، الدليل الشافي، والتزوير الطافي، والفعل المنافي.. وفي طاطا، تجدون البرهان "الصافي" !!
وهو الأمر الذي يفرض على معاليكم ـ انسجاما مع الزلزال السياسي التاريخي المحمود، الذي دشنه جلالته بقرار إعفاء سابقك ومن معه.. ـ ضرورة إعادة النظر في كل التعينات التي قام به "من لم نعد نرغب حتى في تذكره" !، إحقاقا للحق، وإنصافا للكفاءات الإدارية والمالية والمحاسباتية والتقنية التي يعج بها القطاع، ودفعا بمشاركة ـ إلى جانب كل القوى الحي بالوطن ـ في نهوض حقيقي بكل الوطن !
.. أما الميزانية العامة، بصفقاتها وسندات طلبياتها، وشساعتها، وسفرياتها غير المفهومة، والممولين المحظوظين، الذين استصدروا "شهادات الإقامة والسكنى" بقر وزارة السكنى.. بحيث أنهم بكثرة التردد على "مديرة الديوان" أصبحوا جزءا شبه قار، يؤثث فضاء الوزارة.. !
وبعبارة مختزلة، فالميزانية العامة للوزارة، في عهد "المتبجح بالتقدمية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية..وُ دَاكْ شِي" ظلت أرقامها وأبوابها وفقراتها وفصولها، على امتداد هذه "السنوات العجاف" تعزف لحنا نشازا، لا بد من الوقوف عنده طويلا لتصحيح نغماته pour rectifier ses notes musicales.. أو بعبارة محاسباتية محضة، لا بد من القيام بافتحاص دقيق لكل الصفقات التي مُرِّرت، قبل تقلد معاليكم زمام الأمور بهذا المرفق.. وقبل قيامكم بعملية "تَسَلُّمِ المهام passation des consignes"، مع المسير الفعلي للوزارة قبلكم، وأعني بها "مديرة ديوان" "من لم نعد نرغب حتى في تذكره" !.. تلك السيدة التي كان لها "نصيب اللبؤة"، فيما وصلت إليه الوزارة من فساد واحتقان وتداخل للمهام.. بل استحواذ، واغتصاب، واحتكار لمهام إدارية وصفقاتية ومحاسباتية، لا علاقة للديوان بها لا من قريب ولا من بعيد؛
حالة شاذة كهاته، تجعلنا نعيد النظر في المقولة المشهورة:"وراء كل رجل عظيم امرأة"، لنردد من جهتنا ـ وبحسب مُعَايَشَتِنا "للسنوات العجاف" ـ :"وراء كل "مسخوط سيدنا"،امرأة أسْخَطُ منه !
معالي الوزير القادم، وإن كنتُ شخصيا ـ وأكاد أجزم، أن العديد من الزميلات والزملاء،يشاطرونني الرأي ـ أرغب في تكونوا أيها الوزير القادم، السيدةَ كاتبة الدولة في الإسكان، الدكتورة المحترمة "بنت الوطن"، والتي تربت في حضن الوطن.. ورضعت عشق الوطن.. وحملت هَمَّ الوطن.. وبالتالي لم يُعِقْها ضعف إمكانيات الوطن.. بل زادتها إصرارا وثقة في مؤهلات الوطن، وفي شرفاء الوطن.. وفي مستقبل الوطن.. !
معالي الوزير المحترم؛
سترثون إرثا مشوها.. ستحُلُّون بإدارة خُرِّبت، وأموال نُهِبت، وحقوق سلبت.. وكفاءات وَئِدَتْ.
ستحلون بهذه الوزارة، والاستعدادات قد سبقتكم لاستقبال مؤتمر الوزراء العربي.. عفوا، أقصد استعداد استقبال الممون المحظوظ.. لكن وكما يقال :" أريد، وتريد والله يفعل ما يريد" ..ها هم يخرجون منها، يجرون ذيول الهزيمة والذل الهون والعار..
ورغم رحيلهم.. إعلانا ببداية نهايتهم سياسيا وحزبيا.. رغم ذلك، فحذاري ثم حذاري من هذه الصفقة الملغومة.. المدفونة في أروقة أو ممرات أو مكاتب الوزارة !!!
معالي الوزير القادم؛
لا تنسوا وأنتم تطؤون عتبة هذه الوزارة، أن تبادروا إلى إعطاء تعليماتكم الصارمة، إلى الجهة المختصة ـ شريطة ألا يكون لا المفتش العام الحالي للوزارة، ولا مدير الموارد البشرية، ولا "مدير برا"، ولا مديرة "إنعاس السكن الاجتماعي"، ولا أي مدير يدخل في إطار "تبادل الطوابع البريدية " ضمنها ـ بتفحص دقيق لصفقة العتاد، برسم السنة المالية الحالية، وهي الصفقة التي فُصِّلت تفصيلا على مقاس "النجار"، ورغم ذلك لم تُحْترم بنودها ، لا من حيث الآجال ـ وإن أُعطيِ الضوء الأخضر للمحظوظ، كي يشرع في استقدام العتاد، حتى وإن لم يحترم المواصفات المطلوبة.. بل وإضافة إلى أن مجموعة من الشرفاء، قد رفضوا استقبال هكذا مكاتب، فإن هذه الأخيرة استُقْدِمت في غياب "مشتقاتها"، بما في ذلك "الصالون" و"السجاد".. و..و.. والفاهم يفهم !
معالي الوزير المحترم؛
كان بودنا أن نلقاكم بالورود.. لكن لن ننافقكم، فطريق الإصلاح، لن تكون مفروشة بالورود.. فقط أحملوا معنا هَمَّ الوطن.. حينها سترون الوطن كله ورودا.. ! حينها ستتذوقون حلاوة ولذة النضال والتضحية من أجل الوطن.. حينها تستشعرون وستشعرون برغبة جامحة في الدود عن الوطن.. حينها ستكتشفون ـ ونحن نستقبلكم من غير ورد، أننا نحمل على أكفنا ، ما هو أسمى وأغلى وأصدق وأنبل من الورد !!! إنها قلوب مَلْأَى بحب الوطن.. سَمَّاعَةٌ لنبض الوطن.. !! وإلى أن يُوقَّع ظهير تعينكم، أقول لكل شريفات وشرفاء هذا القطاع: " تصبحون على وطن !"
عضو المكتب التنفيذي للمنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان
الكاتب الجهوي لجهة الدار البيضاء ـ سطات
ذ. محمد أنين