تلميذات يمتهن الدعارة ويرتقين إلى وسيطات داخل أسواق المتعة بقلم : إلهام زخراف
أضيف في 18 نونبر 2017 الساعة 41 : 02
تلميذات يمتهن الدعارة ويرتقين إلى وسيطات داخل أسواق المتعة
بقلم : إلهام زخراف
جمعهن البؤس والاحتقار، العديد منهن لم يستطع العودة إلى الوراء، الكثير منهن اختار السهل الممتنع...، لا يخجلن من واقعهن، يعتقدن أحيانا أنهن يؤدين خدمة للمجتمع، يرفضن الاعتراف بظلمهن لمستقبلهن، يلبسن أقنعة مختلفة، يقبلن العيش داخل دوامة النفاق الاجتماعي، ينصهرن داخل المجتمع...، يسخرن أجسادهن للحصول على كماليات باتت في عرفهن ضروريات.
كلهن ينضوين تحت لواء قاصرات، كلهن عاهرات اخترن التشعب داخل عوالم الدعارة في سن مبكرة....، اقترفن أكبر خطأ في حياتهن، تحملن النتائج لوحدهن، اغتصبن طفولتهن بمحض إرادتهن وفي أحيان كثيرة بإجبارهن وإخضاعهن ......
تتعدد قصصهن، تتشابك وتتخالف، لكنها تتلاقى تحت اسم ظاهرة ظلت وستظل ملعونة من طرف جل المجتمعات، رغم تعايش البعض معها، بل وإباحتها، وجعلها الاقتصاد الذي تعتمد عليه العديد من الأسر من أجل كسب لقمة العيش، بل والدينامو الذي بات منعشا رئيسيا للعديد من القطاعات.
مع أنهن منبوذات ومحتقرات داخل أوساط عديدة، إلا أن المحيطين بهن يستفدن منهن بطريقة أو بأخرى، والكثير يطلب خدماتهن داخل المنزل، الشارع، المقهى والملهى... بل وحتى داخل المؤسسات التعليمية.
قصص أغرب من الخيال التي صادفت جريدة "مراكش الإخبارية" أثناء تحريها عن ظاهرة دعارة القاصرات، وخاصة داخل حرم المؤسسات التعليمية، حيث جرتنا الأقدار إلى أن نكتشف عوالم أخرى لدعارة هذه الفئة التي لم تعتد ترتبط بتلميذات "الليسي" فقط، بل تعدتها إلى مؤسسات الإعدادي، بل وحتى الابتدائي، حيث تمتزج براءة الطفولة بطموح الحصول على أشياء بسيطة، وتصطدم بجدار الدعارة القاسي الذي يستبيح الحرام، ويجعل الحلال الطريق الصعب الذي لن تحصّل فيه التلميذة على أحلامها، ومتطلباتها التي تتزايد وباستمرار مع تطور التكنولوجيا والطمع اللحاق بكل ما تنجبه من آلات واحدث الهواتف النقالة.
كيف لطفلة تبلغ سن الثانية عشر من عمرها، وتعيش داخل كنف أسرة بالكاد توفر لقمة عيشها، أن تمتلك هاتفا يتجاوز مبلغه 4000 درهم؟، كيف لتلميذة أن تتمرد على طفولتها وبراءتها من اجل أن تحصل على أتفه الأشياء؟، كيف لبريئة أن تجعل من ابتسامتها وجسدها "اللحم الطري" المعرض بيعه بابخس الأثمان؟، كيف لقاصر أن ترتقي من تلميذة إلى وسيطة تتاجر في أجساد صديقاتها العذراوات داخل أسواق المتعة؟، كيف لجريمة ترتكب ضد الطفولة أن تتحول إلى ظاهرة تتشعب فروعها وتصير فيها القاصر البطل الذي ينسج فصول وخيوط جرائم يومية يعجز القانون عن احتوائها، ويضطر المجتمع إلى تقبلها، بين أحياءه، شوارعه....، بل وتصير العماد الأساسي لبعض مشاريعه؟ هل حقا أن القانون أعلن عن هذا العجز، أم أن مؤسساته تتواطء مع ممتهنات الدعارة مقابل خدمات قد تتنوع ما بين الماديات والاختلاء بهن من أجل لحظة متعة وأشياء أخرى؟، وهل حقا هن ضحايا مجتمع، أم أن اختيارهن العيش مستقلات فكريا وماديا صنفهن ضمن خانة المنبوذات؟، كيف للقاصر أن تجعل من جسدها رشوة تقايض بها الأستاذ من أجل النجاح؟ وهل دعارة القاصرات بين المؤسسات التعليمية، خطأ أستاذ، أم تهور تلميذة، أم تواني أسرة؟.
هل و....وهل....؟، وأسئلة أخرى تتشعب وتتماوج بين قصص عاهرات ووسيطات قابلتهن جريدة "مراكش الإخبارية" أثناء تحريها عن هذه الظاهرة التي تتنوع مسبباتها وتتشابك نتائجها، وذلك في ملف حاولنا من خلاله مقاربة هذه الظاهرة ورصد انعكاساتها على ممتهناتها وباقي مكونات المجتمع الذي قد ينبذهن أحيانا، وقد ينصهر معهن ويعيش تحت ظل عائداتهن في أحيان كثيرة.