سابقة... المحكمة المدنية تبرئ عدلين بعد قضائهما ل 10 سنوات بحكم من المحكمة العسكرية وهذه هي المفاجئة التي برأتهما
جمال مايس
في واقعة غريبة وتعتبر سابقة في المغرب ، عانق الحرية اليوم الاثنين عدلين "ع.غ" و "م.م" ينحدران من مدينة الفقيه بن صالح ، بعدما قضيا عقوبة سجنية بلغت 10 سنوات ، خلال محاكمتهما من طرف المحكمة العسكرية.
ووفق مصادر للجريدة فتعود هذه الواقعة الى 10 سنوات مضت حين أقدم جندي يعمل في الصحراء على التنازل على منزل لفائدة أشقائه الخمسة بعدما كان في ملكية والده الذي تنازل له بدوره من أحل اخراج مكتري، وتوجه العسكري عند العدلين اللذين وثقا له العقد ، حيث كان في مهمة عسكرية حين وثق العقد ، وهو ما دفع زوجته للتقدم بشكاية بعد وفاته تتهم فيها العدلين بتزوير الوثيقة لحرمانها من الميراث وأدلت بعقد يؤكد ملكيته للمنزل، كما ادلت للمحكمة بوثيقة تثبت تواجد زوجها بعمله بالصحراء أثناء توثيق العقد وهو ما اعتبرته المحكمة العسكرية تزويرا ، وقضت على العدلين ب10 سنوات سجنا نافذا ،حيث يؤكد مصدرنا أن الملف أحيل على محكمة النقض لأربع مرات وجاء في صالح المتهمين ،إلا أن المحكمة أيدت حكمها الأول بسجنهما.
وحسب ذات المصادر فالمفاجئة وقعت حين صدر قرار محاكمة المدنيين بالمحاكم المدنية بدل العسكرية ، وهو ما طالب به محامي العدلين من محكمة النقض ، هذه الأخيرة أحالت الملف على جنايات بني ملال ، والتي أخضعت إمضاء الجندي للخبرة الطبية ، حيث تأكد أن الخط والامضاء يعود للجندي وأنه هو من وقع وثيقة البيع لأشقائه ، وهو ما دفع استئنافية بني ملال وفي حكم جريء يستند الى روح القانون والعدالة بالحكم ببراءة العدلين، ليعانقا الحرية اليوم الاثنين بعدما قضيا 8 سنوات في سجن سلا وسنتين بسجن بني ملال.
وفي تصريح حصري للعدل عبد اللطيف الذي عانق الحرية اليوم قال ل"أخبارنا" متحسرا :" القضاء المدني أنصفني أنا وزميلي وأصلح خطأ القضاء العسكري".