إيقاف متهم بالابتزاز الجنسي

يتحدر من وادي زم هدد ضحية بنشر صوره الفاضحة على الأنترنت

أحالت عناصر الدرك الملكي، الخميس الماضي، على الوكيل العام للملك لدى استئنافية بني ملال، مشتبها فيه بابتزاز شخص عبر “فيسبوك” وتصويره في أوضاع جنسية مخلة بالحياء، للنظر في التهم المنسوبة إليه.
وبعد الاستماع إليه، أمر الوكيل العام للملك بمتابعته في حالة اعتقال، وإيداعه السجن الاحتياطي بالسجن المدني لبني ملال في انتظار عرضه على القضاء.
وأفادت مصادر مطلعة، أن المتهم الموقوف يتحدر من وادي زم كان موضوع شكاية تقدم بها مواطن يتحدر من زاوية الشيخ، أكد فيها تعرضه للابتزاز من قبل المتهم، وباشرت عناصر الدرك الملكي تحرياتها، قبل أن تضع كمينا عجل بإيقاف المتهم الذي ابتلع الطعم، لاعتقاده أن الضحية خضع لتهديداته، ووفر له مبالغ مالية مقابل عدم التشهير به.
وأضافت مصادر متطابقة، أن المشتبه فيه تعرف على الضحية بعد أن تواصل معه عبر “فيسبوك” منتحلا صفة فتاة، أغرته بجمالها وأسقطته في حبائلها بدعوى أنها كانت تبادله الحب وتتحرق شوقا للقائه.
وبعد لقاءات افتراضية بينهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تمكن المشتبه فيه الذي أتقن دوره في الإيقاع بضحيته، ودخل معه في علاقة غرامية ملتبسة، قبل أن يتم تصويره في أوضاع جنسية فاضحة، بعدها كشف لضحيته عن هويته الحقيقية، وأخبره أنه تقمص دور فتاة أغوته وأسقطته في حبائلها، وهدده بنشر صوره الجنسية الفاضحة عبر “فيسبوك” إذا لم يسلمه مبالغ مالية مهمة.
اسودت الدنيا أمام عيني الضحية الذي عاش لحظات عصيبة، قبل أن يفكر في تقديم شكاية لدى الدرك الملكي، للإبلاغ عن المشتبه فيه الذي عرضه للابتزاز بعد أن صوره في أوضاع جنسية مخلة بالحياء.
وفور توصلها بالشكاية، باشرت عناصر الدرك الملكي لبني ملال بتنسيق مع مثيلتها بزاوية الشيخ تحرياتها اللازمة، وشرعت في إجراء أبحاث مكثفة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مستعينة بكل التقنيات المتطورة للتعرف على هوية المشتبه فيه الذي واصل اتصالاته بالضحية، وأظهر له أنه منشغل بإيجاد وسيلة لإرسال مبالغ مالية مهمة لطمس الفضيحة التي يتخبط في تداعياتها.
وتمكنت فرقة التحقيق التي باشرت تحرياتها من تحديد هوية المشتبه فيه، الذي لم يكن يعلم أنه تحت المراقبة، وتم إيهامه بأن الضحية مستعد لإرسال مبلغ مالي قدره 6000 درهم عبر إحدى وكالات تحويل الأموال بوادي زم، وانتقل بسرعة إلى الوكالة، لكن وجد في انتظاره رجال الدرك الملكي بزي مدني، تمكنوا من اعتقاله متلبسا بمحاولة تسلم الحوالة وصرفها.
وبعد تصفيده، انتقل المحققون إلى منزله بوادي زم لتفتيشه، وتأكد أن المشتبه فيه الموقوف له سوابق في عملية ابتزاز عبر الانترنيت، وأسفرت التحريات عن حجز حاسوبين وهاتفين محمولين كان يستعملهما في عملية الابتزاز، قبل أن يتم إرسال الأجهزة الإلكترونية إلى مختبر الدرك الملكي من أجل إخضاعها للخبرة التقنية بهدف جمع الأدلة لإدانته.
وعرفت وادي زم عددا من القضايا المماثلة للابتزاز الجنسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبرع بعض شباب المدينة في الإيقاع بالضحايا على الصعيد الوطني وخارجه، ونشطت مجموعات في ابتزاز الضحايا، لكن المصالح الأمنية ترصدت خطواتهم، وكانت في عدة مرات توقع المبتزين الذين يتم إيداعهم السجن، وتحرير ضحاياهم من تهديداتهم المتكررة التي كانت تقض مضاجعهم.