هكذا نوقشت المراقبة المستمرة في لقاء تربوي
أحمد ونناش
تسعى اللقاءات التربوية التي نحن إليها ، إلى تكوين العاملين في الحقل التربوي ،بغية تطوير أساليب عمل كيانها،يتطلب ذلك خبرة تربوية لها نفس طويل ،لكي يتم اجتثاث معيقاتها بتقنيات حديثة ووضع في الحسبان التغيرات الطارئة في العملية ،يتجند إليها مهندسون مؤطرون ينتظر منها التأثير المجموعة، التي يفرض عليها التركيز وهضم التوجهات المتفق عليها للوصول إلى الأهداف المنشودة.
كما تهدف هذه اللقاءات التربوية إلى الرفع من العملية التعليمية من جميع نواحيها التعليمية والاجتماعية والنفسية ..وهي أسلوب في مجال التربية والتعليم لطرح مشاكل ومواضيع لها علاقة بالسير العادي للمنظومة التربوية والإطلاع على المستجدات على الساحة التعليمية وتقاسم التجارب.. تسمح بالاتصال والتواصل بين مختلف الفاعلين والمتدخلين التربويين قصد إيجاد حلول للصعوبات التي تعترض سبيلهم لتحقيق نموهم المهني للوصول إلى الأداء المطلوب والمواطن الذي نريد صناعته يساير التطورات العالمية التي تشهدها البشرية في مرحلة تاريخية مليئة بالتناقضات..
هذه اللقاءات التربوية نفسها مراقبة مستمرة لمجموعة من الأنشطة التي يمارسها المربي ،يخرج منها بملاحظات ويرصد مختلف تعثرات التلاميذ وإيجاد السبل الناجعة لتصويب ما تم انجازه من قبل المتعلم .كا تعتبر فرصة للتواصل بين رجال التعليم لتبادل الأفكار ،وطرح المشاكل التي تعترض السير العادي للعمل ،من خلال مستجدات على الساحة ،كما تضع تصورات للسياسية التعليمية ..هذا التواصل الذي أُقبر في السنوات الأخيرة ،بذريعة اختيار الوقت المناسب خارج أوقات العمل ،مع تشردم الشغيلة التعليمية التي كانت متحدة في إطارها النقابي ،من اجل تحقيق مطالب لتحسين أوضاعها ،والعمل في ظروف مناسبة لتحقيق جميع الأهداف ، ،فرملة هذه اللقاءات ، كان ضحيتها مجموعة من الأنشطة التي يمارسها المتعلم والتي تعتبر قنطرة للعملية التعليمية التعلمية ،
لقاؤنا اليوم ،ذكرنا بالسنوات الماضية ،التي يكون فيها بمثابة عرس تربوي ،تبعد فيه الاختلافات ،تحضر فيها كرامة رجل التعليم ومصلحته فوق كل اعتبارالموازية لمصلحة الطفل.. لقاء نشكر عليه السيد المفتش بتوجيهاته ومجهوداته وتقاسمه للتجارب ، كان موضوعه ّ المراقبة المستمرة ّالتي أصبحت مساراتها هاجسا أمام المتدخلين ،في ظل الانتقادات الموجهة للمدرستين العمومية والخصوصية،اللتان تبحثان عن المسار الصحيح لصيرورتهما ،ينسجم مع التطورات التربوية الحديثة ، التي يشهدها العالم المتقدم في صناعة الإنسان ،البعيدة عن البورصة الخصوصية .. يندرج هذا اللقاء ضمن مجموعة من اللقاءات التربوية التي سبقته ،في محاولة منه إحياء هذا التواصل قصد مراجعة أو دعم أو تكوين وتصويب ماتم انجازه من قبل المتعلمين .
فالمراقبة المستمرة شغلت كثيرا الرأي العام ،قدمت فيها توجيهات لانجازاتها واختباراتها ،إلا أنها كلها تتوقف عندما تدخل إلى الحجرات...
استهدف اللقاء ثلاث مدارس تنتمي إلى قيادة فم الجمعة ،تحت تأطير مفتش اللغة العربية مشكورا واشتمل البرنامج على النقط الآتية:
- الافتتاح
- دراسة وتحليل وثيقة وضع جدولة زمنية لانجاز الفروض
- مواصفات اختبارات المراقبة المستمرة
- نشاط تطبيقى
- مختلفات
رغم تعدد المفاهيم للمراقبة المستمرة ،هي عمل إجرائي يهدف إلى تقويم أداءات المتعلمين بكيفية مستمرة قصد التعرف على إمكاناتهم ومردودهم والسعي على تطويره،تمكن المدرس الحصول على معلومات حول فعالية الأدوات والعمليات التعليمية المستعملة .
والمراقبة المستمرة تهدف من تمكين المدرس تتبع أعمال المتعلمين والوقوف عند نقط الضعف ،كما تساعده على ملاحظة تطور مستوى التلاميذ ،كما تعتبر إعدادا للتلاميذ لاجتياز الامتحانات الإشهادية عن طريق التمرن على معالجة بعض التمارين ،يتوقف هذا بالاهتمام بجميع الأهداف النوعية والمرحلية معرفية كانت أو مهارية أو سلوكية .. من بين مبادئ المراقبة المستمرة كذلك ،الاعتناء بعملية التصحيح وإبلاغ التلاميذ بنتائجها وبيان الضعف في انجازاتهم ...كما جاء في مذكرة 145 / 1991
وللمراقبة المستمرة مجموعة من الأدوات منها الفروض ،الذي يعتبر اختبار وقياس تحصيل المتعلمين ،إذ نجد تداخلا بين الامتحان والاختبار الذي يعتمد على مجموعة من التمارين ،التي تعتبر بدورها إجراء وممارسة وفعل يرمي إلى تدريب المتعلم على مهارة ما ،أو توظيفه لتحصيله اختبارات أو تكليف المتعلمين بواجباتهم اليومية..وكل ما يميز التمرين هو انه لايضيف جديدا ،بل تطبيق لمكتسبات سابقة .
والتمرين عبارة عن أسئلة ذات التصحيح الموضوعي ،وهي أربعة أنواع :- الصواب والخطأ
- تكملة الفراغ
- المزاوجة والمطابقة
-الاختيار من متعدد
كما نوقشت تقنيات فهم النص التي تعتبر عملية ذهنية يقوم بها المتعلم ،وهي أسئلة متعددة ومرتبطة بالنص منها:
-جدف جمل أوعبارات من النص
-حشو في النص والمطالبة باكتشافه
- تكملة نص
- تغير مواقع الجمل والفقرات
-تكثيف النص
-توسيع النص
-تحويل النص إلى لغة المتعلم
كما نوقشت خلال هذا اللقاء أيضا مواصفات اختبارات المراقبة المستمرة الواردة في المذكرة الوزارية رقم179 من بينها :
- قياس كل وضعية تقويمية
- تحقيق نوع من التوازن والتنوع بين الوضعيات الإختبارية على مستوى تدرج الأفعال
- تفادي وضعيات لها تأثير على أجوبة الوضعيات اللاحقة
- تقدير كمية ونوعية الأجوبة واعتبار المجهود الفكري والزمني
- ترتيب وضعيات كل اختبار ترتيبا تصاعديا حسب درجة الصعوبة
- إعداد بيان وصفي للاختبار يضم الأهداف المرسومة.
وفي الأخير تم عرض نشاط تطبيقى لصيغ الأسئلة المطروحة وسلم تنقيطها وتدرجها .معتمدة على أساليب بيداغوجية علمية سليمة .
تمت مناقشة النقط المدرجة في البرنامج من طرف المدرسين ،في جو تربوي يسوده الاحترام المتبادل ، لما تلعبه المراقبة المستمرة من دور في حياة المتعلم ،يؤدي إلى تصحيح مساره الدراسي ،وتحسين آدائه للارتقاء بتعلماته ،وتثبيت لمكتسباته السابقة ،وتمرين لمواجهته للامتحانات الإشهادية..
كما طرحت بعض الإ كراهات ،سواء تعلق الأمربالحيز الزمني لكل مكون ،في ظل الأقسام المشتركة والاكتظاظ ، واستعدادات التلاميذ والأساتذة خلال الأسابيع المخصصة للمراقبة المستمرة ،والعامل النفسي للتلاميذوالاسرة أمام مضاربات بورصة التعليم ..في حين لم يتم التطرق إلى المراقبة المستمرة في مادتي الامازيغيةالتي أريد لها أن تكون هكذا ، رغم أن آلة مسار أخذتها بجدية ، والتربية البدنية التي لا تمارس في مدارسنا ،قي غياب التجهيزات الضرورية والفضاء المناسب ،لتبقى النقط فها تحت رحمة القلم ..ورحمة السياسة تجاهها ..
لقاء استفاد منه الجميع ،ونتمنى أن تكثف ويشمل عدد كبيرا من المدارس ،كي تعم الفائدة ،وربط جسر التواصل من جديد بين الشغيلة التعليمية ،لمناقشة المعيقات التي تعترض سيرهم العادي ...للمشاركة في الإصلاحات التي ينادي بها الجميع ،قصد الوصول إلى المنتوج الذي نريده ،وصناعة المواطن المغربي الذي نريده ،القادر على مواكبة المستجدات العالمية ،وفتح آفاق العمل للجميع ..
ملاحظة : هذه فقط أرضية للنقاش لأن الموضوع يستحق أكثر