عصام الناصيري
شهد صيف هذه السنة، عشرات المسيرات والاحتجاجات في إقليم أزيلال، بسبب عودة العطش إلى مجموعة من القرى والدواوير الجبلية، خاصة تلك البعيدة عن المركز: تيقي نلخزين وتامصغميت... نتيجة الجفاف وقلة التساقطات هذا الموسم، ما دفع النساء والأطفال والرجال للخروج للاحتجاج، طلبا لقطرة ماء تنقذهم من العطش، وتحفظ ماشيتهم التي تواجه خطرا حقيقيا، بسبب ندرة المياه، واكتفاء المجالس الجماعية بإرسال صهاريج للتخفيف من حدة الأزمة، خاصة أن المنطقة تعرف بنشاطها في تربية المواشي، وتسمين أضاحي العيد، سواء تعلق الأمر بالأغنام أو المعز، والذي يكون في حاجة ماسة إلى الماء في فصل الصيف، قصد الحصول على نتائج مرضية في عملية التسمين، إذ لا يكفى العلف وحده في غياب الماء البارد.
ويخوض سكان جماعة “تيفيرت نايت حمزة” اعتصاما مفتوحا منذ أيام، بسبب عودة العطش، ورفض السكان لسياسة “الإطفائي” التي تقوم بها الجماعة، من خلال إرسال صهاريج من الماء، كل ثلاثة أو أربعة أيام، وتمكين كل فرد من كمية لا تتجاوز 200 لتر، علما أن هذه الكمية غير كافية للشرب والأعمال المنزلية والمواشي، خاصة بالنسبة إلى أصحاب القطعان الكبيرة والمسمنين. وانتفض السكان في وجه المسؤول المحلي، إذ وجهوا نداء إلى الملك محمد السادس، وعامل إقليم أزيلال، قصد التدخل لحل الأزمة، إذ استغرب السكان، كيف لمنطقة تتوفر على أحد أكبر السدود بالمملكة، سد بين الويدان، بالإضافة إلى سد الحسن الأول وسد مولاي يوسف، وما يزال العطش يحكم قبضته على جل الدواوير البعيدة؟، في ظل عجز سلطات الإقليم عن مد قنوات الماء إلى تلك المناطق، كما هو الأمر بالنسبة إلى عدد من المراكز الحضرية التي تستفيد من مياه سدود أزيلال، من قبيل البيضاء.