ترشيد القهر...تدوير البشرية
للشاعرة ذ . مالكة حبرشيد
حداد.....على بلد الحريات
اعور هذا الليل
من الشقوق ...يتسرب الى البيوت
يقتحم القلوب من اوسع الابواب
اعتقالا للنبض بتهمة الحب
وارتكاب العشق
مخادع ....
ينتحل رداء القانون
ليخترق الاسرة المثقلة بالحرمان
ينكش اعشاش الفرح
تشريدا لاحلام
في وضح النهار تغتصب
والنساء والاطفال
على النواصي نوادب
وقع الحوافر ينخر الهدوء
يعري سوأة الحب
والصمت غلق هاجس الشبابيك
ليس سوى فساتين الانوثة
رايات في الشوارع
الاجساد مسافرة في غابات البنادق
حنان وهاجر....وجهان لاحتراق واحد
لهما....ولنا القبيلة الموشحة بالفحم
ولهم الوطن الراقص
على اشلاء القمر
الحازم خصره بجدائل الشمس
لنا الافق الهارب خلف اسوار الظلام
ولهم جدوع النخل ...
متى....كيفما شاؤوا هزوها
فتساقط رطبا ...
ونحن المتسولون على اعتاب البلاد
غادرتنا القصائد
ومواويل العشق الندي
حتى صرنا غصة في حلق الصبر
وشما على جبين الضياع
يا من ضاق بك الشارع ...والمدى
لا تقف بعيدا عن ظلك
كيما تتوه عن دائرة احتمال
قد تعيدك الى سفر التكوين
لا تلتقط القبل الساقطة على الارض
فلن تروي عطش الحب فيك
لن تسقي جسدا بورا
تتفاداه الابتسامات
كيما تعتقل بارتكاب العشق
لا تحاول قراءة ملامح العابرين
كلها تعاني الامية الانسانية
تحتاج سبورة احساس
طبشورة مشاعر
وانشودة عشق
تعلمنا معنى الحياة
أيا هاجر...يا اخية الأوقفوها
على الضفة القصوى للذنب
شارد هذا الليل
لا تعنيه احلامنا
ولا القمر الزاحف
تحت الغيوم المخاتلة
قد فتحت جرحا في المدى
فيه يمتزج دمك...وحنان...وامي فتيحة....
وسارة ....واسراء ...و....و...و
مشغول هو بطاولات القمار
حيث الوطن يقامر بما تبقى
من مقاليع ....من شطآن ...من صحار ....
صارت خشبات ردح للمغامرين
بآخر هزات للنبض
علهم يغنمون لحظات
بعيدا عن نجومه الحاقدة الحارقة
مخادع هذا الليل
يبيعنا بالتقسيط لنهار محتال
نصب الضوء فخاخا
الشمس مقصلة
لنعود الى نفس الهاوية
هكذا يتم ترشيد القهر
وتدوير البشرية