أغاني ديمقراطية الغد الموعود
عبد اللطيف برادة
اركض وفي قبضتي قوس قزح
اركض ومعي سيرة عنتر وسيف بن دي يزان وحكايات اخرى
قصص لم تكن حتى لشهرزاد ان تحكيها لشهريار
فلمادا اقتحمت ادا هدا العالم
ا من اجل شيئا ما بداخلي
شيء ينفلت مني
فهل اتيت فاقترفت كل حماقاتي من اجلكم
حروفي تمتد الان الى ما نهاية
حروفي المشتعلة تخاطب ذاكرتكم المنفية
حروفي تغوص في مقبرة الضمير
حروفي تتدحرج بين ثنايا عالمكم المزركش
ها انني لقد اتيتكم اليوم كذكرى وعبرة لفكر محنط
بخيوط من ذهب رفيع حبكت لكم كل الاقاصيص والاساطير المعتقة فصدقتم
والله لأنني اعلم ما قيل لكم وما سيقال
سأتطرق من اجلكم الى الغد وبعد الامس وما قبل
انصتوا الى كل ما سيكتب هنا
عن الحرية وعن الديمقراطية سأتكلم
لا تصدقوا ابدا الهتافات المدوية
صموا ادانكم عن الخطب الطنانة
تمسكوا بالأفعال فقط
صيحوا وبأعلى صوت بكلمة الحرية
اركضوا وكافحوا لكن لا تدنسوا الكرامة باسم العدل
من طوب الديمقراطي سأشيد لكم مدينتي وصومعتي
سأنادي من اعلى كسيدنا بلال الى الصلاة
من اجل الانسانية سأرتل ندائي
في مرحاب الحقيقة الازلية سأصلي من اجل الإنسانية
سأرتل الحرية كما عرفها كل الحكماء والفلاسفة
سأنقش احرفها من فوق ناطحات السحاب الباسقة
سأكتسح بالكلمات سماوات وبحار ثم جزر اخرى
وسأؤسس معتقدي وفلسفتي من الحب وبالحب سأنشئ رؤية جديدة للعالم
وقد أهدم جدران السجون ثم اعيد بناء احلام من زمرد
وبشيء من الرأفة سأزرع الرفقة في القلوب
سأزيح الدموع وسأشعل الشموع كي اضيئ الطريق
خطوة تلو خطوة سأبني لمن سياتي بعدي صرح المجد
اعلم أيها القارئ انه سينبثق يوما ما الحلم كأشجار الصنوبر
وستجثو على اعالي هضاب وقمم الاطلس
ستتدفق يوما ما الحكمة من ينابيع الانهار والوديان
ستصدح كما تتغنى العصافير على جنب ضفاف البحيرات الجميلة
سأتخطى القمم وانا انشد حريتي وحرية لكل الشعوب
سأتخطى كل التضاريس الوعرة على امتداد سهوب الجبال
وسأبني مدنا من احلام اليقظة
مدنا مسكونة بشعلة حب لا ينزوي وراء الظلام
وسأتغنى بالحرية والديمقراطية التي لم ترى النور بعد فاتركوني ابوح الان ابوح بهيامي الابدي وبعشقي
وعشقي كله لكي ايتها الديمقراطية المتألقة المتجددة
حبي لكي يا توأمة العقل الثاقب
من اجلك اصطفت كل الكتب ولم تجف الاقلام
من اجلك رفعت الرايات
ترانيمي لكي ايتها العشيقة الابدية
لكي رقصاتي البهلوانية
لكي جنوني وعقلي الرزين
ومن اجلك ورثت الحكمة عن اجدادي العظام