لماذا غياب الاشهار إلى حين ذلك الإشعار في زمن الكورونا ؟
بقلم: منصف الإدريسي الخمليشي
مارس شهر البرد القارس, و نحن نتجول في أزقة و شوارع ممتلئة, ملاهي و قاعات ثقافة و مسرح, كانت الصلاة منا و لازالت و ستبقى إلى أن يحيي الله الأرض و من عليها, فجأة و في ليل مظلم كان الإعلام يروج أخبار الأمم الذين أصيبوا بالوباء الجائحة, حتى تم الاعلان عن أولى الحالات في 02 مارس 2020, انقلبت الآية, لكن يبقى السؤال المطروح لماذا غياب الدعاية في زمن الكورونا؟ دعاية للشركات المصنعة للمواد الأساسية و غير الأساسية, كالسكر و الشاي و المنظفات و القهوة و شركات الاتصال, فمباشرة تم تعويضها بفيديوهات و مقاطع, فغياب الاشهار في زمن الكورونا أصبح يعج و يغتال عقولنا, فالوصلات الاشهارية التي تم وضعها لمواجهة الجائحة فهي جد كثيرة و متعددة و الآن تعد بالعشرات .
الذي يقع و في عصر الكورونا التي جعلتنا في تيه من أمرنا, تركتنا نحن الوسواس الخناس و هم من الجنة و الناس, هذا إن دل على شيء فإنما يدل على خطة نابعة من وجدان رجال و أنظمة خفية التي كانت تستعد لظهور الفيروس من أجل التجارة في الوصلات الاعلانية و الاعلامية, بالطبع نجح الهدف فسخرت الآلات و البرامج التوظيبية و خلايا النحل الجد كثيرة التي اشتغلت تحت طاولة التوضيب التي تسهر على اعداد هذه المواد و بطرق احترافية, لم نعد نشاهد اشهارات لمواد تجميلية و لا للشامبوان الذي كان يغزوا أجهزتنا الاعلامية و قنواتنا الوطنية الرسمية, و لا شركات الاتصال التي كانت تغرينا بعروضها المهولة الكاذبة التافهة, فأين نحن من مقاربة أو مراقبة نوايا الخفايا الذين, قاموا بترويج سلعهم الاعلامية في عز الأزمة و بيعها و ربما المبارزات على الصفقات أو ربما أيضا نيل الحق من صندوق وباء كورونا الذي أحدثه قائد البلد.
المستشهرين ألم يقوموا بإنتاج وصلات إعلانية في الموضوع؟ أو يضعوا عروضا تخص الوضع الراهن؟ فهذا الذي يقع هنا وسط هذا الكم الهائل من الفيديوهات و الأشرطة و الاعلانات التي تخص الوباء جعلت الزبناء المشاهدين يفرون من مغادراتهم لقنواتهم المفضلة.
فالسؤال الذي نضعه أمام أعيننا هو لماذا المسلسلات و الأفلام لم تنتج ؟ كما كان رصد ميزانية خاصة لإنتاج الدعاية الخاصة بالكورونا و كما تم القضاء على الاعلان و الاشهار لماذا لم تغيب المسلسلات النتنة العفنة, بما أننا في عصر تصفية و عهد تنقية العفن, فيجب علينا أيضا أن نقوم بتصفية الاعلام الموجه الذي يربي بناتنا و أخواتنا على الترويج للجنسانية الشرعية و التربية على الأخلاق غير الحميدة التي بعث لنا بها عبر منصات أروبية و خارجية, فمن قال أننا نشجع على العفة بمسلسل أزيد من نصفه إيحاءات و إيماءات تجعل الاسر ملهية و خائضة فكانت لي عملية حسابية إلى كم ساعة تم تضييعها عبر مشاهدة مسلسل سامحيني فكانت الحصيلة هي 1584 ساعة أي بالأيام 66 يوم, أربعة و عشرين ساعة بالتمام و الكمال, هل تعلمين أختي و هل تعلم أخي أن كل ساعة من هذا المسلسل فقد كانت تحتوي على الأقل على ثلاثة مشاهد إيحائية, من ثم فمضيعة و الاستيلاء على العقول و تهميشها أشد استيلاء على الاوطان و الدول و المؤسسات, فأكثر شيء يمكننا استنتاجه من يلخص أن هذا المسلسل بالضبط ربى في البعض غريزة الخمول هو أصبح حلم جل الشابات الزواج من رجل تركي, فاستعراض الرجال و النساء المثلون و الممثلات به فقط ممثلون و هم يمثلون فئة الأقلية هناك, فالأتراك هم أيضا تم ترويج صورة سيئة عنهم.
لنعد لموضوعنا الرئيسي الذي لم يغريني كتابة المقال سوى ما بلغته هذه اللعبة التي أصبحت واضحة المعاني, فكورونا جاءت لتفضح و لتجمع, فعملية الفضح تمثلت في هطول دعايات من السماء كالمطر, و البرق الذي يعتبر ظاهرة طبيعية في حين أن البرق هنا يتجلى في أن المشكل غير طبيعي و تم التخطيط للأمر حيال ذلك و ما يمكننا استخلاصه أننا أمام تبعية أخرى ألا و هي التبعية الموهمة بملك وباء, ففي هذه الأثناء لنا آلاف الحالات من بينهم ألف مكشوف عنهم و الآخرين من غير إعلان, لا لسبب سوى عدم التوفر على أجهزة الفحص و الاختبار الذي يعد عملية روتينية في كل الأوطان الموبوءة.
شكرا لإعلامنا الرسمي الذي جعلنا تائهين, و نحن لازلنا يافعين, حارت الأمم لتسيير ذواتها و نحن لا زلنا نعاني من كذبة إعلام موجه و نظرية التكذيب أو التصديق فما الذي علينا فعله؟