شباب مبدع، يبادر في ظل الحصار »الكوروني« وينظم جامعة ربيعية للشباب عن بعد .
أزيــلال 24 : ابو أمجد
"كورونا جعلتنا حبيسي البيوت، لكن لم تجعل أفكارنا حبيسة عقولنا ". بهذه العبارة الباسمة والمشرقة بكلماتها المفعمة بالحياة، استهل المشرف العام سهيل الفطاح كلمته الافتتاحية في الجامعة الربيعية الأولى للشباب عن بعد، تحت شعار التكوين المستمر حل استراتيجي لمواجهة الأزمات، و الذي تم تنظيمها من طرف قيادات شابة مغربية تتراوح أعمارها بين 20 سنة و 33 سنة تحت لواء المرصد المغربي لنبذ الإرهاب و التطرف، في سابقة من نوعها حظيت بالإقبال و الإعجاب من طرف الشباب المغربي في مختلف ربوع المملكة . و قد شملت استفادة حوالي 450 مشارك و مشاركة عرفت كذلك مشاركة من خارج أرض الوطن في الفترة الممتدة ما بين 06 أبريل و 12 أبريل 2020، وفي حوار مع ادارة الجامعة أسفر على مجموعة من المعطيات سنسردها في هذا المقال .
جمعية المرصد المغربي لنبذ الإرهاب و التطرف تقف على أرض الواقع لتعكس صورة الإنجاز الكبير و الجهد المتفاني للمجتمع المدني و تبرز الطاقات المتميزة التي يزخر بها بلدنا الحبيب، انطلاقا من أهمية نشر العلم و دعم التربية و المعرفة في تعبير صريح على الانخراط في الحملات الشبابية لمحاربة محتويات التفاهة و الابتذال و رسالة قوية للانطلاق في مشروع التكوين الموازي سواء في أحضان فضاءات المجتمع المدني، أو عن بعد في رحاب مواقع التواصل الاجتماعية و داخل أوساط الشبكة الافتراضية بين صفوف الشباب المغاربة في ظل جائحة كورونا .
حيث تم تنظيم جامعة شبابية ربيعية تطمح في خطتها لأحد مكانة رائدة في هذه الأزمة ، و جاءت الفكرة من طرف الشباب و عزمهم في تخطي هذه الجائحة، و السير في درب طرح السؤال و التنقيب عن المعرفة، عن طريق عرض بث مباشر لندوات و ورشات موضوعاتية تم تأطيرها من طرف أساتذة و باحثين و أطر مغربية، تم التطرق فيها لمجموعة من المواضيع التي ترتبط بسياق الأزمات و مقاربات تدبيرها من طرف الفاعلين المجتمعيين على مختلف الأصعدة. وإيمانا بأن الشباب قوة للمشاركة اﻹيجابية ورهان للتغيير و محور التقدم و النموذج التنموي.
عملت الجامعة أيضا على تفعيل التفاعل المتبادل و المشاركة المسؤولة في الورشات حول أساليب العمل التي من شأنها تعزيز قدرات الشباب وفعاليات المجتمع المدني وفضاءات المشاركة الديمقراطية، فضلا على السبل الكفيلة بتمكين الشباب من ظروف المهارات و المعارف و الاقتدارات اللازمة لتصنيع الحياة المجتمعية المشتركة و قيادتها نحو الرقي، انطلاقا من قناعتنا بالدور المحوري للشباب في عملية بناء مغرب الغد، وضرورة مساهمتهم في صياغة مختلف الأنشطة التي تتجاوب بكيفية نشيطة و حركية للسياسات العمومية للبلد في كافة المجالات والميادين عبر انخراطهم في تدبير الشأن العام وصناعة القرار داخل المؤسسات ذات الطابع المدني، و كذا التفاعل مع الورش التنموي الجديد الذي سيرى النور في الشهور القادمة و الذي سيحتل حيز السياسة العامة للبلد و رؤيتها الإستراتيجية التي تركز على تكوين و تمكين و تأهيل العنصر البشري .
و في هذا الإطار أكدت إدارة الجامعة الربيعية في حوار مع سهيل الفطاح (المشرف العام) أن الجامعة الربيعية جاءت كامتداد متقدم و منقح لفكرة أولية تم اعتمادها، و هي مناقشة مواضيع شبابية داخل الفضاء الأزرق على شاكلة بث مباشر مع أصدقاء الصفحة ، كان الهدف منها هو الاقتراب من المعرفة، و التفاعل مع الرأي الأخر في ظل الظروف الحالية و تحليل أفكار راهنية تطرح أمام المجتمع المغربي باستمرار، ثم انتقلت إلى تحديد إطار موسع، أكثر تحديدا و موضوعية تحت لواء المرصد المغربي لنبذ الإرهاب و التطرف بحكم الانتماء، كما جاء في قوله على أن هذا النشاط كان الهدف الرئيسي منه هو التأكيد على الأدوار الطلائعية للمجتمع المدني، كونها لا تختزل في تحقيق التكافل و التماسك الاجتماعيين، بل تتعاده إلى إرساء السلوك المدني، و ثقافة الوعي، و تمكين الشباب و الممارسة الديمقراطية على اعتباره شريكا أساسيا للمؤسسات الرسمية في تدبير الشأن العام، و لازالت ثماره تجنى من سنوات سبقت إلى حدود الآن،و كونه نسقا لإنتاج التنمية . و الاجتماع مع شباب الوطن و خلق جسور التواصل و الحوار و الخروج من الحياة الروتينية داخل البيوت كفعل أساسي لتخفيف الضغط النفسي.
كما عبر سهيل الفطاح عن شكره للأساتذة الكرام على تلبية الدعوة و المساهمة في تأطير الأنشطة المبرمجة، و على رأسهم الدكتور عبد الرحيم العطري الذي خلق الحدث عبر إلقائه للدرس الافتتاحي ، في مداخلة كسرت الحصار "الكوروني" وجمعت مختلف الأعمار في فضاء "السلطة السابعة" بتعبير العطري، للتفكير والتحاور و طرح الناقش حول الطفرة المجتمعية التي يعيشها العالم عموما و المغرب خصوصا، يضيف سهيل أن المبادرة ستشهد دورة ثانية في حلة متجددة تمت صياغتها بناء على اقتراحات المشاركين وذلك مباشرة بعد النشاط المقبل الخاص بالحوار مع الجالية المغربية المقيمة في الخارج.
و اختتم حديثه بأن المغرب يزخر بالقيادات الشابة التي تملك رغبة جامحة في خلق الديناميكية داخل أوساط الشباب المغربي في ظل الجمود الملغوم بأصحاب اللاضمير الذين يعملون على تمييع الفعل المدني في سبيل تلبية ملذاتهم الحسية، وأن لا سبيل نحو التقدم إلا بتطوير ثنائية الدولة والمجتمع، ثنائية الإنسان والمواطن والاستثمار في تأهيل الرأسمال البشري وصناعة الإنسان ،و بناء عن ما سلف فان توصيات الجامعة الشبابية بنيت على اقتناع الشباب بأن الفعل المعرفي يحتاج إلى العمل الجاد و المشاركة المسؤولة لتعبئة الجهود المؤسساتية و البشرية و المادية للمضي قدما نحو التنمية، هو السبيل الأنجع للرقي بجودة وفاعلية النسيج الجمعوي، و تعزيز قدرات الشباب هذا المجال شريطة توفير مبدأ تكافؤ الفرص داخل الجمعيات ما الأخذ بعين الاعتبار معطيات وتأثيرات النسق السياسي العام بالمغرب، لما يشهد من تكاملات بين الفاعل السياسي و المدني في إطار الديمقراطية التشاركية، كما لابد من إيجاد صيغ جديدة للإشراك الشباب و جعله في صلب القرار و الاستثمار في تكوينه لما له من أثار ايجابية على المجتمع ككل ..
و أوضح مدير الجامعة أيمن فردوس على أن هذه الفكرة الطموحة لقت استحسان الكثير الفعاليات الوطنية و التي قدمت كل الدعم المعنوي لهذه المبادرة و يضيف أن الجامعة هي ليست فقط فسحة للنقاش و تجاذب الآراء بل هي انخراط صريح في تنزيل التدابير الاحترازية التي اتخدها بلدنا و في إجابة عن سؤال استقطاب الشباب المشارك قال انه شأنه شأن باقي الطاقم الإداري للجامعة تفاجئ بالإقبال الكبير و طلبات الانضمام و المشاركة مبرزا أن الشباب اليوم أصبح يبحث عن فرص توفر له أرضية خصبة للنقاش و إبداء الرأي وقال انه جد متفائل لزمن ما بعد كورونا وان المرحلة القادمة ستكون مرحلة القطيعة مع التفاهة
وعن المواضيع قال فردوس أيمن انه تم اختيارها بعناية لتتماشى و طبيعة المرحلة وقد استضافة الجامعة ضيوف يشهد لهم بالكفاءة المعرفية التي تخول لهم التواصل مع الشباب و إلقاء دروس كل حسب تخصصه الضيف الشرفي للجامعة كان الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري وقد كان درسه والذي افتتح هذا العرس الجمعوي يوم الثلاثاء 07 ابريل 2020 كان تحت عنوان المجتمع المغربي و جائحة كورونا ملاحظات أولية أما عن الشق الإعلامي فقد تم استضافة الأستاذ لحسن اوسيموح و الذي تطرق لموضوع الاعلام المغربي و دوره في التعامل مع الأزمات ولقي عرض الأستاذ اوسيموح تفاعلا كبيرا كباقي العروض الأستاذ بنبوزيد حمادي كان له موضوع المجتمع المدني و دوره في تدبير الأزمات في حلقة تواصلية تفاعلية جعلت من الجامعة منصة تواصلية أعطت للحجر الصحي طعم آخر طعم النقاش العقلاني و الفكر الذي ينتصر للحياة
في هذا السياق تؤكد إدارة الجامعة الربيعية عن بعد أن "مسؤولية الاستمرار في التحفيز على إنجاح مبادرات الإبداع والخلق في زمن الحجر الصحي، للتفكير مليا في التوجهات القوية للبرامج التي نسعى لأن تكون محركا ديناميكيا ولها ما يكفي من المصداقية الفكرية والاجتماعية والسياسية... لأننا في آخر المطاف نسعى إلى تكوين فكر حر، قلق معرفيا وقادر فعلا على طرح الأسئلة المقلقة، لفهم جذور نفسه وإغناء عطاءاته وتطلعاته وكذا أن يكون نافعا وسط جماعته ووطنه".
يذكر أن الطاقم الإداري مكون من سبعة شباب من مدن مختلفة يشتغلون تحت لواء جموعي واحد و هو المرصد المغربي لنبذ الإرهاب و التطرف وقد عرفت الجامعة مشاركة شباب لا ينتمون للمرصد وليس لهم أي انتماء جموعي بالإضافة إلى شباب عن جمعيات أخرى رائدة و معروفة على الصعيد الوطني وكان المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف حريصا على الانخراط في هذه الظرفية التي يمر منها العالم والمغرب أيضا حيث عمل ومنذ بداية الأزمة على " إطلاق مبادرات مواطنة تنم عن وعيه بنشر قيم المواطنة والتطوع والتكافل لمجابهة هده المحنة " .