أيها المتشائل..
عبد اللطيف الصافي
أَمِيلُ قَليلًا عَلَى ذَاتي
مُلْتَفًّا بِعَبَاءَة اللَّيْل
أَحْتَسِي سُمْرَة أَجْفَاني
وَمِلْحَ عُيُوني
أَسْتَلُّ مِنْ صَمْتي
قّبَسَ شَمْعَة
(2)
بِمِلْإ فُؤَادي
أُنَادي
إِمِيلْ.. يَا حَبِيبي
أَيُّها الْمُتَشَائِل الَّذي يَكْبُر فِينا
أَنْظِرْنا
خَبِّرْنا الْيَقِينا
وَاسْرُدْ عَلَيْنا وَقَائِعَك الْغَرِيبَة
وَ مِيلَادَ التَّغرِيبة
(3)
هَذا الْمَخْلُوق الَّذي يَتَسَرَّبُ إِلَيْنا
كَمَدِّ الْبَحر
يَلْتَهِم مَا تَبَقَّى مِنْ جُذُورِنا
كُلَّما احْتَرَفْنَا لُعْبَةَ النِّسْيَانِ
سَخَّرَتْ لَنا آلِهَةُ التَّمْر
جُنودًا
مِنْ أَسَاطِيرِ الطَّيْر
(4)
هَا نَحْن،
بِجَمَاجِمَ حَجَرِيَّة
نَتَكَدَّسُ
فِي لَيْلٍ لَا يَنْجَلي
نَسْكُبُ دَمْعَة
نَنْتَظِرُ لَمْعَة
(5)
مَطارِقُ الرِّيح
تَهُبُّ علَيْنا
مِن كُلِّ فَجّ
تَعْوي فِي دَمِنا
تَلْهَج
بِصوْت كَالْفَحيح
لِصَباحاتٍ
بلَا وَهَج
(6)
يا لَلْعَجب
هذا لُكع ابن لُكع
يَخْرج عارِيا
كَما أَنْجبَتْه الحِكايات
مِن صُنْدوق مُطرَّز بالذَّهب
يمُدُّ لِسانا مِن لٌهَب
يَحْفُر عَميقا فِي تَفاصِيل جُرحنا الْغَائر
(7)
قَوافلُ الْغَيم الْغَامر
تَمُرُّ فوق حُقولنا
غَيْر عابِئَة بِالسَّنابل الٰعَطشى
وَضِرْع أَرْضنا الضَّامِر
(8)
يا إلهِي
لمْ يَعُد في الصَّبر فَرَج
فَالصَّبر
هو الْقَبر
لنَا الصَّدْر
دُونَ العالَمِينا
لنا النَّصْر
مَا حَيِينا
ولنا الأرْضُ والتِّبْر
والْغَد الآتِي
***