من اليسير على المرء أن يتنازل عن جنسيته ويحرق جواز سفره كما فعل المرتزق محمد راضي الليلي بحركته البهلوانية التي وثقها على حائطه الفايسبوكي، بل وان يتخلى عن كل ما يربطه بالوطن شريطة أن يكون نذلا ناكرا للأيادي البيضاء لهذا الوطن ، مديرا ظهره لنعماء التربة التي ترعرع في شعابها وشرب من مائها، وللهواء الذي تعلل به منذ نعومة اظافره، ليغدوا ناقما وجاحدا لجميله وأفضاله…….؛
لكن من العسير عليه أن يعيد اثبات جدوره التي تنصل منها تحت شروط اليأس والتيئيس بفعل اراجيف وافتراءات توهمه بحضور لا يتحقق الا في بيع وطنه تحت ذرائع واهية ومسيجة بكلمات ملطخة بالنذالة والوقاحة، لا ضير في تذكير الصحافي السابق الليلي ايضا انه صنيع ميليشيات البوليساريو التي اختارت طريق العمالة واثرت الانبطاح لإرادة الجزائر و وحجب شمس الحقيقة التي رمت بأشعتها على ما خفي في سريتها من سلوك مذموم وتلوث سياسي يرقى الى اعلى مراتب الخيانة ويضرب قيم الوطنية في الصميم.
ما فعله الصحفي السابق الليلي في معاركه المصلحجية هو امتداد لشطحات البوليساريو الدعائية وتقليعاتها الاستفزازية في هذه الآونة الاخيرة واحد الابواق التي سخرتها بعدما دقت ساعة الانتصار على المرتزقة ومن يواليهم، هو تصرف ارعن يميط اللثام عن تركيبة بشرية من النوع الذي روعته الفوبيا من الظلام فلم يعد باستطاعته تلمس الطريق الصحيح فاختلطت عليه الاوراق وتعددت السبل واختار اشدها إذاية لذاته ولدويه.
هذيان هذه الشرذمة الانفصالية التي نصبت نفسها فصيلا من الفصائل الثورية فعن اي ثورية يتحدثون ….وهل الثورة شيء اخر غير بناء المجتمع وتحصين الإنسان والارتقاء به الى مدارج السمو، والارتباط الوثيق بالأرض التي ينتمون اليها، فالثوري الحقيقي لا يحتاج الى صك اعتراف من دولة مارقة تمتهن التحريض والعدوان وتتشبث بالأطماع.
هي حقيقة ليست في حاجة لمن يحاججها بل لمن يعيد تأكيدها، فمكونات البوليساريو خرجت من رحم المغرب اساسا و بان الصحراء لم تكن خلاء بل كانت امتدادا طبيعا للمغرب وأن البوليساريو مجرد تنظيم هجين، وهو صناعة جزائرية وقاعدة خلفية لامتدادات الجيش الجزائري وألة من أليات محاولة ازعاج الدولة المغربية، دمية يحركها حكام الجزائر كلما اقتضى الامر ذلك وسيناريوها لمأساة انسانية صنعوها بأيديهم للاستجداء والتسول للحصول على المساعدات الدولية، يحولوها زعمائهم وادعياؤهم الى مشاريع شخصية تقوي من رصيدهم في الابناك الجزائرية والاوروبية.
فسياسة الاختطاف والتجويع والقتل وعزل الابناء عن الاسر وتعذيب المعتقلين وتوهم نظام سيادي لا قبل لهم به تاريخيا ولا جغرافيا ينم عن حقيقة فريدة وهي ان جماعة البوليساريو ليست في واقع الامر الا عصابة من قطاع الطرق يشرعون لبناء كيان مصطنع يفتقر الى أبسط مكونات الدولة، وهو عنصر التاريخ الذي يستحيل ان يحاجوا بوجوده بجانبهم ليعضد اطروحتهم البئيسة. ذلك ان الخيانة لا تفرز الا الفشل في اقذر واعفن مكان في مزبلة التاريخ ما دام هذا التاريخ مرتبط بالمملكة المغربية ولا مكان فيه للعصابات التي سيحاكمها وسيتدخل في حقها وضدها في حق دولة تعتبرهم ابناءها وتتحاشى إداءهم والاساءة اليهم.
تقليم أظافر هذه العصابة وتحقيق حلم كل المغاربة يبتدئ من الحوار الذي تبنته الامم المتحدة ويمر عبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب هو مشروع غاية في الحكمة، يوحد ولا يفرق، يبني ولا يهدم، ويحقق كرامة المواطن في الصحراء وفي أرجاء المغرب، هو ايضا مشروع يعكس حكامة دأبت على عدم التفريق بين ابناء الوطن الواحد باعتبار ذلك فعلا حضاريا متجدر في القيم الانسانية النبيلة وهي قيم استمدها المغاربة من ارثهم الحضاري المتجدر في التاريخ.