استاذ التعليم الإبتدائي (المعلم :بالتسمية القديمة ).
لما لم اجد لعرائسي رجالا.... واكفاء وأدت بناتي : هو بيت شعري يتحدث فيه الشاعر عن علاقة العرب بلغتهم اللغة العربية ،وهو منطبق تماما عما سيقع لي بعدما نجحت في شهادة الباكلوريا اواخر سنوات السبعينات ،حين ظننت اني ضمنت مستقبلي كموظف على الاقل في إحدى الوظائف العمومية انذاك وهكذا بعد حصولي على نجاحي في السنة الاولى من السلك الاول الجامعي (DEUG ) : حسب النمط القديم الجامعي،
رجعت الى قريتي واخذت ابحث في من سيساعدني ان الج سلك التربية والتعليم ، وخاصة ان الباب مفتوح لمن هم دون مستواي الدراسي ،وكان كثير من شباب تلك المرحلة ،قد توظف خصوصا في وظيفة التربية والتعليم ، ونظرا للنقص الكبير في إيجاد نساء ورجال التعليم لسد هذا الخصاص المهول في ميدان التدريس والتعليم ،مع بداية مغربة الاطر التربوية بالمغرب. واخذت اسمع فلان توصل بتعيين له بمدرسة كذا او ثانوية كذا وهو دون مستوى شهادة الباكالوريا ،وهم ثلة من اصدقائي بازيلال وبقريتي ، وانا لم اجد من يتدخل لي ، لكي افك اسرتي من انياب الفقر المقدع ،وخاصة ان والدي رحمه الله لازال لم يتقاض اول حوالة له عن تقاعده منذ فترة طويلة ،والتي اوقعتنا جميعا نحن افراد اسرتنا في ازمات ماديةصعبة.
وهكذا عندما ٱخذ منحتي الجامعية ، كنت اعود بها من جامعة محمد الاول من وجدة لاسلمها لابي لعله يعين بها حل مشكل تكاليف مصاريف اسرتنا الفقيرة ، وحدث مرة ان اقتربت الإنتخابات التشريعية بمنطقتنا فزارنا بتاكلفت ابن جلدتنا وهو اصلا من تيفرت نايت حمزة ،ولم يكن هناك في تلك الحقبة من سينافسه من قيادتنا وهكذا اتفقت القبائل التابع لايت داو اعلي على على لم الشمل والتصويت بالاجماع على هذا المثقف الكبير والذي سياتي لنا بمصالح كثيرة تنفعنا وتنفع منطقتنا الهشة الفقيرة ،ولما اشتد الصراع بينه وبين المحامي الواويزغتي المعروف قام كل السخمانيين كرجل واحد من اجل التصويت على ابنهم البار ،وهكذا انا ايضا كنت ارى انه سيقف بجانبي لكي اصبح معلما نافعا لنفسي ولقبيلتي ،ولما اتى يوما في حملة انتخابية سابقة لاوانها ونزل ببيت احد افراد قبيلتي ايت وشن ،حكيت مشكلتي لهذا الاخير وقال لي بالحرف عندما تشعر انه في منزلي ادخل علينا وإذاك ساقدمك له واعتقد انه سيوظفك لانه موظف سام في مجال التربية والتعليم وانه مندوب إقليمي بمدينة اخريبگة ،وفعلا حصل ما اتفقنا عليه ،ولما قدمني له ،امرني ان اعطيه ملفي والذي حملته بين يدي ، ولما اعطيته له ،اخذ يتصفح اوراقه ،وقال حسنا ،عندما اكون في بني ملال اتصل بالنيابة وإن شاء الله ستتوظف وتصل الى ما تريده.
وفرحت غاية الفرح وانا الشاب البسيط الذي لا علاقة له بالسياسة ولا بالحيل والمراوغات ،وبعد مرور عشرين يوما من الحادث ،سافرت الى بني ملال وذهبت الى النيابة اسال عن حال ملفي هل اصبح مستقبلا موظفا ام لا ؟. ولما اعطيت اسمي للمكلف بملفات التوظيف ،قال لي : لا يا سيدي هذا الملف غير موجود وانك غير مقبول نهائيا ،واضاف قائلا انظر هل يوجد ملفك في الملفات المرفوضة الموجودة في تلك الزاوية من تلك النافذة الكبيرة المسدود .ولما اخذت اتصفح الملفات المرفوضة وكلها مكسوة بغبار وكانها كانت موضوعة في زاوية من زوايا صحراء قاحلة ،وانا على هذه الحال ولما وصلت الى ٱخر ملف وجدته ملفي وكادت صورتي ان تتمزق من كثرة البحث ووضع ملفات عليها .
وهنا شعرت بإحباط لا مثيل له واخذت انعل واسب ممثلنا لقريتنا ،رغم اني تناسيت فيما بعد ما قدمه لي من مساعدة مبنية على الغش والتحايل علي ؛ اذ كنت من الذين ساعدوه بكل ما املكه لانه ابن منطقتي.
وهكذا وجدت نفسي مرغما على ايجاد حل لمعضلة مصاريفنا اليومية ،الى ان تعرفت في واويزغت على صديق يدعى
واسو المعروف باسم ( للمان ),نسبة للالمانيين ولا اعرف لماذا لقبه الناس بهذا اللقب ، وهو مولوع بالحضور كل مساء الى حلبة الرقص لشراء اوراق اليناصيب المؤقتة ما كان يسمى انذاك ب ( السويرتي ) او لعبة الحظ ،فكانت له خبرة في ذلك يعرف متى يشترى اوراق اليناصيب من يدي رجل راقص مقنع بلباس امراة واظنه مثلي ، يعرف كيف يصطاد بعض الشباب في ٱخر الليل من نهاية حلقة الربح والرقص ،وهكذا لما علم بوضعي ومشكل اسرتي المادي ،سالني ٱنذاك وقد توفي اليوم ، يرحمه لله لماذا لا تتوظف انت ايضا كمعلم ، ولك مستوى عالي جامعي ؟.وخاصة ان هناك شباب اصبح معلمين بدون شهادة الباكالوريا ،اجبته على الفور بحزن عميق ،لا اعرف اي احد يمكنه ان يتدخل لي لكي احصل على منصب معلم عرضي بالتعليم والتدريس ، ،فسكت برهة من الزمن ،وقال لي : يوجد بالدار البيضاء صهري وهو مفتش لمادة التربية البدنية ،يمكنه ان يساعدنا على ان تلج التعليم ،اذا لم يكن له اي عائق في ذلك ،فرحت بخبره ،واتفقنا على ان نسافر الى الدار البيضاء ،الى منزل صهره ،قد يجد لي منصبا في التعليم كباقي شباب تلك المرحلة واخذنا مقعدين بنفقتي الى الدار البيضاء ،وانا في امل وفرحة كبيرة ،وخلال مدة السفر ، اخذت اسبح في خيال رومانسي ،ابني عليه امنياتي التي لم تنضج بعد ،حتى وصلنا الى مدينة الدار البيضاء ، وهي اول زيارتي لها ،وتعجبت من كثرة السيارات والحافلات وشتى انواع وسائل النقل ،الى ان امرني للمان ان اتبعه لكي ننزل في شارع كبير توجد به نيابة التربية التعليم والتي تسمى اليوم بالمندوبية الاقليمية للتربية والتعليم . اينما اتجه للمان كنت اتبعه كدابته ،الى ان وجدت نفسي بمقر المندوبية للتربية والتعليم ،وهناك استقبلنا صهره ،وبعد السلام والتحية ، امرنا ان نتجه الى منزله والذي يعرف للمان مكانت واجده ، وبعد دقاىق معدودة من المشي ، وصلنا الى منزل صهره ، دق للمان باب المننزل ،وإذا بزوجة المفتش تفتح لنا الباب وتستقبلنا بحرارة ،وجلسنا في غرفة الضيوف ،وكم اندهشت لاتات وتنظيم هذه الغرفة ،وبعد مدة قصيرة قدمت لنا هذه الزوجة شايا منعنعا وحلوى وبعض المكسرات الغالية ،ولم يمر وقت طويل حتى التحق بنا رب المنزل السيد المفتش المحترم ،وقد اقترب وقت صلاة المغرب ، وبعد ان تبادلنا نقاش مواضع متنوعة اغلبها واقعنا المغربي ٱنذاك ،وتدخلات الزبونية والتعارف في ميدان التوظيف والتجارة والبناء ،تناولنا وجبة العشاء ،وطلب رب المنزل من للمان اسباب مجيئه الى مقر عمله المفاجئ ،فشرح له رفيقي وبجدية كبيرة : اني ابن فقير ،لي مستوى السنة الاولى جامعي ،لم اجد فرصة لولوج مهنة التعليم والتدريس ، فنظر الي نظرة فهمت منها انه فرح من وضعي الدراسي الجامعي فقال لي وباسف : ليس لك الحظ في هذا الصباح قدمت للمندوبية لائحة توظيف لإثنين واربعين شاب وشابة لاساتذة جدد وليس لي الحق ان اقوم بتسجيل ٱخرين من بعد ذلك ،وشعرت بخيبة امل كبيرة حتى احسست اني غير محظوظ فوق هذه الارض الشاسعة واضاف قائلا : يمكنك ان تزيد هذه السنة بالجامعة ،وحين تحصل على دبلوم الدراسات العامة (DEUG ) , إذاك ستاتي وساجد لك منصبا بالتعليم إن شاء الله ،وهكذا اثلج هذا الرجل صدري وفرحت غاية الفرح بكلامه ونصائحه واتجه الى خزانة بالقرب منه ،فاخذ يتصفح صورا وقدم الي صورة قائلا لي : اانت فعلا سخماني ، من قبيلة ايت داود اعلي ، قلت له وبسرعة مؤكدة : اجل انا اداود اعلي ؛ ولما تصفحت الصورة ، وإذا به فوق ظهر بغل وبجانبه سائح وزوجته بالقرب من ماء عين صافية و قال لي اين توجد هذه العين بايت سخمان ؟. وهنا وقف حمار الشيخ في العقبة ، اضطررت ان اجيبه بصراحة تامة ،لا اعرف اين توجد هذه العين باراضي ايت سخمان ،وقال مستهزئا شيئا ما من ثقافتي الجبلية الضيقة .هذه يا إبني هي التي تسمى ببلدكم بالعين الذهبية (تغبالوت نوورغ ) وهي سميت بالعين الذهبية لصفاء ونقاء مائها المتدفق من ارض بين صخور بيضاء لامعة .
وفي الصباح ،ودعت صهر صديقي ،ورجعنا انا وللمان الى واويزغت ولم اجد منصبا في وزارة التربية والتعليم كمعلم عرضي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنفجار الماضي
الجزء الثاني
الحلقة 02 الثانية
رجعت خاوي الوفاض ،بدون منصب في وظيفة التربية والتعليم ،لكنني مفعم بالامل لأني اقترب من الحصول على وظيفة كمعلم مستقبلا وهكذا عدت انا ورفيقي للمان الى واويزغت وبقيت شهورا بها لدى اسرتي ،قررت اخيرا بعد انتهاء السنة الدراسية الاستقرار بقريتي تاكلفت ،والتي اخذت اشعر فيها بان مصيري سيكون قاسيا علي اذا لم ابحث عن حل لعطالتي ومشاكلي النفسية والمادية في الايام المقبلة
وحدث مرة اني عدت مساء من لعب كرة القدم بقريتي ،بعد ان شاركت في مقابلة جيدة وكان وقتا لاباس به ،نسيت فيه مشاكلي المضنية والروتينية ،استقبلني والدي بحماسةغير معهودة به فابلغني اني سارافق صهرنا وهو زوج اختي فاظمة ،وهواحد كبار قبيلة ايت عثمان ،بزياراته الكثيرة للكاتب العام لحزب الحركة الشعبية ،والذي يغدق عليه بين الحين والحين ببعض الامتيازات المادية والمعنوية الحزبية ،حتى إنه كان يرتدي لباسا امازيغيا نظيفا الجلباب الصوفي الابيض اللون والثقيل والخنجر الفضي اللامع في غمد جميل يجلب اول ناظر اليه ،وحقيبة جلدية باللون الازرق المصنوعة من طرف صانع تقليدي بمراكش او فاس وقد تعجبت من هذا السماح الذي بدا على محيا والدي يرحمه الله ،وبعد ذلك علمت ان والّذي توصل بمستحقاته المالية من طرف صندوق التقاعد المغربي بالرباط ،وهكذا عاد الامل والفرحة من جديد ينتشران فوق غشاء قلبي النابض لمستقبل وقد سلم ابي مالا لايستهان به لزوج اختي ،بعد ان إتفق مع والدي لانه سيسافر معي الى الرباط من اجل التوسط لي بوزير البريد ٱنذاك المحجوب تحرضان ،لكي يتدخل لي لدى وزير التربية والتعليم من اجل توظيفي كمعلم عرضي بإحدى المدارس الإبتدائية المغربية ،فعلا تقرر سفرنا معا انا وصهري ان نذهب الى مقر وزارة البريد لهذا الغرض ،ولما دنا وقت السفر ،ذات مساء سافرنا على مثن شاحنة من قريتي ومن بني ملال اخذنا حافلة حمراء اللون وجميلة المنظر وصعدنا اليها كباقي الركاب المتجهين من بني ملال الى عاصمة المغرب الرباط ،والحق يقال كنت فرحا اشد الفرح معتقدا ان الله ارسل لي صهرنا كمفتاح لعقدتي كمعلم عرضي قريبا ان شاء الله،وقد اخبرني والدي ٱنذاك يرحمه الله انه سلم مالا لاباس به لصهره كمصاريف سفرنا وزادنا اثناء هذا السفر ذهابا وايابا ،ولما وصلنا الى قرية زحيليگة ،والتي يقف فيها سائق الحافلة لكي يتناول المسافرون فطورهم كنت في حالة جوع شديد كجوع ثعلب حين يرى فريسته وهكذا نسجت املا على صهرنا ان ياخذ لنا فطورا شهيا نحارب به جوعنا المفرط فينا ولما جلسنا بمائدة بداخل المقهى قام صهري الى النادل وتحدث معه قليلا ثم قفل راجعا ليجلس بجانبي دونان يطلب مني ما اشتهيه في فطوري وبعد برهة من الزمن اتجه الينا النادل حمل في صينية فنجان من الشاي بداخلها عروشا من النعناع الذابل فقط بدون خبز ولا زيت ولا جبن هنا احسست باحتقاري احتقارا شديدا وتركته هو الفنجانين من الشاي وخرجت من المقهى انتظر ركوب السائق الحافلة لتستمر رحلتنا ،وانا في هذه الحال من الغضب الشديد اخذ صهري يناديني بصوت مرفوع لكي اجيبه عن سؤال اراد مني جوابا له ولما اقتربت منه كان جميع الحاضرين بداخل المقهى ينظرون الينا في تعجب واستغراب كبيرين وقال لي هل تريد ان تمتص ورق الشاي وعروش النعناع الذابلة داخل فنجانالشاي الذي رفضت ارتشافه وشربه ،وازداد غبي مشيرا له باشارة تدل على اني لا اريد ذلك فاخذ ما تبقي من بقاياورق الشاي المطبوخ وعروش النعناع الذابلة ،وشىع ياكلها وكانه عنزة جائعة تتلقف اي شيء امامها ولا شعرت امام الحاضرين بحشمة مفرطة وغضب لما رايت ماتبقى من الشاي ينزل فوق اصابعه وهو ياكل بقايا اوراق الشاي وقد امتص كل ما في فنجانينا وهكذا تابعنا سفرنا بعد ان عاد السائق هو والمسافرين معه الى الحافلة ولما وصلنا الى مقر وزارة البريد وجدت كثيرا من الشباب امام باب الوزارة ينتظرون خروج الوزير (المحجوب احرضان وقد انتظرنا نحن ايضا زاء ساعة ونصف خروج الوزير لكنني كنت على امل كبير انه سيقوم بواجبه لان صهري شخصي مهمة لديه لانه يساعده في كل حملاته بإقليم ازيلال عامة وبقيادتنا خاصة ،حتى ان صهري اثناء وليمة العقيقة لما ازداد عنده ولد بالمحجوب نسبة لاسم الوزير المحجوب ،تيمنا به لعله يوما يكون شخصية مرموقة بارزة .ولما فتح باب السفلي للوزارة والموجود مباشرة على رصيف شارع كبير ،اخذ كل الزوار يستعدون لاستغلال الفرص من اجل مقابلة الوزير الذي لا يهتم باي احد ،وعندما خرج هذا الوزير كان محفوفا بحراسه وهو يمشي دون ان يلتفت يمنة ولا يسرة متجها الى سيارة الدولة الفخمة المفتوحة الباب الخلفي بينما سائقا وراء مقودها بوزرة بيضاء وطربوش ابيض وقفازين ابيضين وفي لمح البصر هرولت امراة وسقطت على قدميه واخذ تبكي وتطلب من الوزير ان يساعدها في قضية تهم ابنها ،غير ان هذا الوزير لم يابه بها ولم يهتم بمشكلها بل رفسها بقدمه وركلها ركلة قوية اسقطها على وجهها ودموعها تنزل الى الحضيض .وهنا اسرع صهري بلباسه الصوفي الثقيل وادرك الوزير وهو قد استوى خلف سيارته الخاصة بمهامه ،ولما راى صهري ابتسم ابتسامة ترحيبية وقال له ماسبب مجيئك يا فلان وقبل صهري يده وحكى له سبب مجيئنا اليه ،وقال له اذهب الٱن الى مقر وزارة التربيةالوطنية واسال عن فلان انه سيحقق لك توظيف هذا الشاب الذي يرافقك وودعه صهري منحيا مرة اخرى يريد تقبيل يده لكنه لم ينتظر ذلك لانه خاف من تجمع باقي الواقفين بجابن مقر وزارة البريد هنا تغيرت ملامح وجه صهري وهو في فرحة كبيرة وانا أمشي بجانبه في فرحة وامل اني اصبحت معلما عرضيا باقليم ازيلال .واخذنا تارة نجري وتارة نمشي بسرعة لعلما ندرك الوقت للوصول الى مقر وزارة التربية والتعليم ولما شعرنا بعياء والعرق يتصبب من جباهنا ،اضررنا اخذ سيارة طاكسي صغير والذي اوصلنا الى ما نريده وقد وجدنا كثير من الموظفين التابعين لهذه الوزارة لازالوا في مكاتبهم سالنا عن اسم المكلف بالتوظيفات واستقبلنا استقبالا حارا خاصة لما قلنا له اننا مرسولين من طرف السيد المحجوب احرضان فاجلسنا خلف مكتبه واخذ ملفا اخضر اللون وشرع يملأ فيها معلوماتي الشخصية ولما انهى عمله قال لي بالحرف انك ستتوظف كمعلم عرضي باقليمكم ان شاء الله الاسبوع المقبل هذا النبأ نزل علي بردا وسلاما وفرحة فرحا لم اشعر به منذ طفولتي واثناء عودتنا الى بني ملال عبر حافلة اخرى كان صهري معتزا بنفسه وشخصية احرضان وكنت اشعر بضيق كبير مخافة ان اقول كلاما عن الحجوب احرضان لا يليق به ولاب صهري وهكذا عندت الى قريتي وقد نسيت ما تبقى من اموال ابي لدى صهرنا الذي بخل على نفسه وعلي اثناء سفرنا هذا الى الرباط
. (يتبع )