بقلم رشيد صبار
أن كاتبنا أحمد بوكماخ كان يعرف قرائة القصص من طرف الاطفال له دور لاكتشاف شخصيتهم،قرائة للأطفال تعينهم على توسيع مداركهم ،وتعينهم على بناء شخصيتهم بطرق التخيل والتصور ،وتقربهم للتعرف على ميولهم.
وكل قصص احمد بوكماخ من خلال سلسلة " اقرأ" بجميع أجزائها الخمس، عند نهاية القصة يطرح مجموعة من الأسئلة والتمارين لكي يستطيع من خلال اجوبتهم التعرف على مدى استيعاب الاطفال لقصصه،ومن بين هذه الأسئلة اوالتمارين: نلاحض الصورة- شرح المفردات- نفهم النص- إملاء - املئ الفراغ التالي بكلمات مناسبة...ما أثار انتباهي وهو هذا السؤال أو التمرين الاخير،بحيث يضع كاتبنا كلمات للاختيار ويطلب من التلاميذ وضعها في المكان الفارغ المشار إليه بنقط من أجل إتمام جملة مفيدة.وما كان يتنبؤ إليه كاتبنا أكثر من نصف قرن أن ذلك الأطفال سيصبحون شبابا ورجالا سيحصلون على شواهد عليا ويتم احصائهم في قائمة المعطلين ،ولا يجدون ما يملؤون به فراغهم الا الاحتجاجات والاعتصامات والالتجاء إلى عملية الأمعاء الفارغة ،امام المؤسسات العمومية للدولة وأما مقر البرلمان ،وكانت مصدر قلق مستمر للسلطات ،مطالبين تكافئ الفرص والمساواة بين المواطنين والإستفادة على قدم المساواة من الحق في الشغل والدعم من طرف السلطات ،على أن الولوج للوظائف العمومية يكون حسب الاستحقاق. أن الفراغ الذي نقصده هو اللاشيء ،هو أن تقضي عمرك دون أن تسعى إلى شيء ودون أن تحس بشيء ،حينها ستكون عرضة لكل مشاكل الدنيا ، وستكون ابعد ما تكون عن نفسك ودورك في الحياة. قال أرسطو " الطبيعة تكره الفراغ" والحريات لا تحمل الفراغ ولا تأبه بالفارغين لأننا في سباق أزلي ابدي نحو النهاية المجهولة المشوقة التي تغني اعمارنا في محاولة معرفتها ونفشل.
أن الفراغ الذي نتحدث عنه ليس ذلك الفراغ الذي تحدث عنه كاتبنا احمد بوكماخ بملئه بكلمات قصد تركيب جملة مفيدة ،اننا نتحدث على ذلك الفراغ الذي يحدث البطالة للشباب الذين يبحثون عن العمل ويعجزون عن العثور عليه والذي يؤدي إلى تفاقم معدلات الفقر ،والتشرد والجريمة المنظمة ،والبحث عن الهجرة بشتى الوسائل ،وتعاطي لكل أصناف المخدرات واشكالها ،والانتحار ، والاكتئاب ، والقلق والتوتر،والتشتت الأسري.