إلا الملك محمد السادس: ياقناة النهار الجزائرية
بقلم ذ.محمد الفنيش
تطرقت قناة النهار الجزائرية أو بالأحرى القناة البوتفليقية لتنظيم المغرب لكأس افريقيا وأسردت مجموعة من الأوهام الإستخبارتية الفاشلة والتي تعود لمخلفات الحرب الباردة.. هو أن الشعب المغربي سيساند المنتخب الجزائري انتقاما من جلالة الملك. حسب تعبير القناة. فدعونا نحلل هذا الخبر الذي يحمل القذف أكثر من الإخبار. يحاول النظام الجزائري المتأكل أن يخلق شرخا بين الشعب المغربي والشعب الجزائري, ونسى أو تنسى أن ما يملكه المغرب ليس النفط أو الغاز و إنما قوة سياسية وفكرية وتحليلية يحسب لها ألف حساب في شمال إفريقيا. يحاول النظام الجزائري أن يبعد الجمهور المغربي عن مقابلات الجزائر في كأس إفريقيا المقبل بالمغرب, وبتالي يبعد بين الشعبين ويستفيد النظام الجزائري ظننا منه أن تصريحات قناة النهار لن يحللها الشعب المغربي. ويبحث عن ما تمت صياغته في غرف بوتفليقة قبل أن تقرأه مذيعة مغلوب على أمرها. الشعب المغربي ملتف حول ملكه ويكن له عظيم الإحترام. الشعب المغربي سيشجع المتخب الجزائري, وقد يحضر جلالة الملك لتشجيع المنتخب الجزائري لإن المغرب ملكا وحكومة وشعبا يدعمان ويشجعان دائما وإلى الأبد الشعب الجزائري. وشجعه الجمهور المغربي في قلب البرازيل في نهائيات كأس العالم, وشجعه المعلقون المغاربة على القنوات الرياضية بحس الأخوة وارتفعت الأصوات في المقاهي والبيوت المغربية عند دخول المنتخب الجزائري مربع عمليات الخصم, لإن الشعبين المغربي والجزائري أكبر من نظام بوتفليقة المتهالك. وأكبر من نظام استخبارتي جزائري بعد نظره لا يتجاوز عتبات مكاتبهم المكيفة.
فدعونا نشرح لقناة النهار من هو بوتفليقة ومن هو النظام الجزائري الحالي. بوتفليقة نشأ وفي وجدة ودرس في الدار البيضاء ولا يزال بعض الأساتذة يشهدون على عديد مشاكله بين التلاميذ حيث كان يحي الصراع في الفصل بين التلاميذ, وهو مايفعله الأن ومنذ توليه المناصب في الجزائر حيث فرق بين الأحزاب وأبعد بين شعوب شمال افريقيا.بوتفليقة يتذكر حمام وجدة جيدا ويعرف تفاصيل لا يشرفني سرده هنا. بوتفليقة الذي كان أحد ضباط المنطقة الغربية مابين سنتي:1958 , 1960 قبل استقلال الجزائر, ويعرفون سكان تلك المناطق جيدا ماعانوه منه. بعد ذالك انتقل إلى الجنوب ولقب أنذاك بعبد القادر المالي وكان رفقة الجيش الفرنسي ولقنوا سكان الجنوب ويلات التعذيب, كان من أبرز قادة الإنقلاب العسكري الذي وقع 19 يونيو1965 بمباركة من اصدقائه الفرنسيين.
هرب من الجزائر سنة1981 إلى حدود يناير 1987 بعد أن أتهم بإختلاس 6 مليارات سنتيم في مابين 1965 إلى1978.كان يعيش أغلب فترات فراره بالإمارات العربية المتحدة وقد حاول ظباط الجيش تسوية وضعه وضغطوا على الرئيس الشاذلي ليصدر له عفوا عنه حيث كانت تحاك خيوط لعبته مع العسكر منذ أن كان موجود في الإمارات, وفعلا عفى عنه الرئيس الشاذلي بن جديد. وعاد حيث مهد له الجيش حكم الجزائر وهو مادفع بالكثيرين بالإستقالة من بعض الأحزاب الجزائرية نظرا لتدخل الجيش في التركيبة الحزبية ورسم الطريق أمام بوتفليقة. بوتفليقة مريض لا يستطيع بسبب مرضه مواكبة مسرحيته السياسية, إذ يخترق الدستور الجزائري في مادته88 حيث لا يصح لرئيس الإستمرار في منصبه إذا ما تأكد عدم قدرته على مزوالة نشاطه السايسي, فما أدراك أن يترشح لولاية رابعة ويفوز بها, ضحك على الذقون. بوتفليقة أقدم حاكم جزائري عرفته الجزائر, بعد الإستعمار الفرنسي, جاء الإستعمار البوتفليقي,حيث يعتبر العديد من المعارضين الجزائريين أن أخ بوتفليقة له حصة الأسد من الفساد سياسي واقتصادي في الجزائر.
ملك المغرب لا يحتاج منا مدحا فهو غني عن المدح, وسكن قلوب الملايين من المغاربة بتواضعه,وعمله الذؤوب وصراعه المستمر مع لوبيات الفساد من أجل بناء المملكة المغربية بناء حداثي يواكب طموحات الشعب المغربي. ملكنا محمد السادس يخطئ ويصيب وإذا أخطئ يعتذر, و يستمد شرعيته من الشعب وليس من العسكر. قناة النهار أخطئت الطرح, ونست أو تناست أن تناقش أوضاع عبد العزيز بوتفليقة على كرسي متحرك, شفاه الله من مرضه لكن حتى إن شفي من مرضه, سيظل مرض حب الرئاسة و مرض عدواة الجيران قائمين. كان هذا إختصار شديد لديكتاتورية بوتفليقة مع تجاوز بعض المحطات لعدم إطالة الموضوع. ولا نريد الغوص في تفاصيله الشخصية من قهوته السوداء صباحا وخليطها نهاية بغرفة نومه وتفاصيلها, احتراما منا للحياة الشخصية للأفراد, لكن إذا عادت قناة النهار عدنا بتفاصيل أدق قد تشوق القارئ الجزائري قبل القارئ المغربي. وعاش الشعب المغربي والشعب الجزائري شعبين عظمين رغم إكرهات من يحاولون التفريق بينهما.