دمنات : يجب أن يوضع حد لهذه الظاهرة.
بقلم ذ.: عصام صولجاني
يحدث ذات ليلة، من ليالي دمنات الهادئة. وفي وقت متأخر من الليل، والناس نيام، أن يقض مضجعك صداعا لا يحتمل، فتستيقظ مذعورا، فتحوقل، وتبسمل، ثم تستعيد بالله من الشيطان الرجيم. وقبل أن تستعيد هدوءك، تكتشف أن وراء ذلك الصداع صوت منبهات/ كلاكسونات السيارات. سيارات تسير على شكل رتل، طاقة العنان لمنبهاتها بقوة شديدة. والسبب هو ليلة زفاف، زف فيها عريس، أو زفت فيها عروسة. ولهؤلاء العرسان الجدد يتمنى الجميع، الرفاه والبنين، والرزق الوفير. لكن لماذا إطلاق العنان لصوت منبهات/ كلاكسونات السيارات، وفي كبد الليل؟. لماذا يجب إزعاج الناس، وهم يغطون في نومهم؟. سيقول قائل بأن هذا زواج، والناس عندهم حق التعبير عن فرحهم، بالطريقة التي يريدون. وقد يضيف آخر بأن ذلك يعتبر إشهارا للزواج. نعم من حق الناس أن يفرحوا، ولكن دون أن يزعجوا الناس الآخرين. فمن يا ترى في الليل البهيم، والناس نيام سيعلم أن تلك الجلبة والصداع، هي إشهار لزواج فلان من فلانة؟ لأن إشهار الزواج، كما جاء في المأثور الديني، يتم ضمن حدود العائلة والجيران والأقارب. سواء باستعمال الطبول، أو الدفوف، أو الموسيقى الشعبية خلال النهار. أو بنشر ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن اقتضى الحال. وهل استباحة ليل دمنات وإطلاق العنان لمنبهات/ كلاكسونات السيارات، والمرور ذهابا وإيابا عبر شوارع المدينة، يعد تعبيرا عن الفرح أم يعتبر إزعاجا للناس؟. ويتناسى هؤلاء المحتفلون، أن إزعاج الناس بالليل، لا يحصدون من وراءه سوى اللعنات ودعوات الشر، بدلا من دعوات الخير والتبريكات. والمطلوب هو أن يوضع حد لهذه الظاهرة. والمواد 44-43-55-56 من مدونه قانون السير، تنص على أن كل استعمال مفرط لمنبه العربات، يكلف السائق غرامة مالية قدرها 150 درهما. كما أنه في القانون، لا يجب استعمال الكلاكسونات بطريقة مزعجة، خاصة بالليل أو بالقرب من المستشفيات. ولكمْ تمنيت أن تستوقف دورية للشرطة بالمدينة هذه القوافل من السيارات المزعجة وتطبق عليها قانون مدونة السير، حتى يعتبر من لا يعتبر. ولله في خلقه شؤون.