الذباب السخماني .
بقلم : محمد همشة
انه يا سادة ذباب لايشبه باقي الذباب ، وليس كذباب المناطق المجاورة كذباب واويزغت او ازيلال او افورار . إنه ذباب من النوع المدرب على التموقع ، واختيار المناسبات ، لكونه يتلون حسب الزمكانية التي يمر منها . سيقول قائل انه يشبه ذبابنا نحن ساكنة ازغار المتواجد تحت مصب عين اسردون،
صحيح ذبابنا يحب الركوب فوق ظهور إسردان الغبية التي ظلت سنين وسنين تحمل فوق ظهورها , دون وعي منها اكباشا تقدم كقرابين طائعة ، لاي لاجئ همه الوحيد الحصول على الاصوات الانتخابية ؛ من اجل الوصول الى المناصب العالية ، ومن اجل الوصول خاصة الى تامين الاغراض الانتهازية الشخصية المحددة مسبقا .قبل الولوج الى المعركة الإنتخابية اللعينة .
قد يقول محلل متطفل على ما اكتب انه يقصد فلان بن فلان لان فلان يوجد في منصب كذا وكذا ... لكنك اخي المحلل تغرد خارج السرب : هذا الذباب السخماني ينتشر في المكان الذي يحدده هو بنفسه ويتكاثف من اجل طعام معروض للاكل والتلذذ به ، ولا يمكنك ان تراه واضحا جليا ، الا إذا كنت بعيدا كل البعد عن المناطق الحساسة الانتخابية ، وإذاك ترى الذبابة لها حجم كبير ، قد يصل الى اكثر من حجم الجمل وذكاؤها يفوق ذكاء الثعلب .
ورغم ان هذا الذباب السخماني يحاول ان يتستر وراء الوقار والرزانة الا ان عورته تنكشف لك شيئا فشيئا كلما دنت فترة الانتخابات ، وقد تبرز بشكل واضع وبارز بلا حشمة ولا تعقل اثناء الحملة الإنتخابية ، او تستقر بالقرب من امكنة الاقتراع، فتخرج جيوش الذباب السخماني للدفاع عن الزعيم ، وهو ٱت من مناطق نائية قد يكون من ازيلال او بعض اطراف الاقليم ولا علاقة له بما تحتاجه الساكنة . ولكن هذا الزعيم قد يكون ذكيا : فيلقي فتات الخبز اليابس المدنس في مرق يبهر العقول ، فتشرع كل ذبابة الى سرقة بعض الفتات او تلتصق اجنحتها ببعض الاوراق النقدية وخاصة ذات اللون الازرق الجذاب . وتطير في السماء عائدة الى مقر سكناها ، جاعلة ذاك الزعيم الغريب عن همومها ومتاعبها اليومية كالتنقل والتمريض والادوية والتربية... ينام الليل بعد طوافه في ٱخر فترات الحملة الإنتخابية نوما مريحا و مرتاح البال ، لانه يعرف من اين يصطاد الذباب ويكبله داخل شباكه الخاصة به .
إن ذبابنا يا سادة ، ليس كباقي ذباب القمامات والاماكن التي يلجأ اليها الذباب العادي ، والمعروف لدى كل الناس : إن ذبابنا يتحين الفرص فلا يظهر الا في مناسبتين فقط
1الاولى : عندما يفوز مرشحه الذي اغدق عليه الاوراق النقدية الزرقاء ، ترى الإناث مختلطات بالذباب الٱخر وقد يكون غريبا عن البلد ، وترقص هؤلاء الذبابات لابسات ملابس الشيخات الامازيغات الراقصات ، وهن يلكن بمؤخراتهن ، ليس فرحا بنجاح مرشحهن الغريب عن البلد ، ولكن فقط يرقصن من اجل إظهار انوثتهن للمتفرجين الذين اصطفوا على جنبات الشوارع والازقة الرئيسية بالقرية ؛ المنسية منذ زمان الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي .
2 : اما المناسبة الثانية والغريبة ان كل هذا الصنف من الذباب السخماني يتلون حسب مناسبات التضامن الوطني ، مع مستهل حلول شهر رمضان ، فتاتي صفوف الذكور والإناث: وكأنها جيوش الروم او الفرس او الوندال في اسبال تعبر عن ان اصحابها فقراء لايملكون اي شيء ، ويحلفون للمسؤول عن كتابة لائحة اسماء المزمع مساعدتهم وإعطائهم هذه الاعانات الملكية الرمضانية . وتختلط الاجسام وتتدافع من اجل نيل الحظ من هذه الإعانات . وهنا تاتي بعض الحشرات المضرة الاكبر من قوة هذا الذباب الفقير . لتتدخل وتسجل من تريد وتشطب على اسماء من يعارضها ويعكر عليها جوها العام الذي الفت ان تعيش فيه شهورا وسنوات .