|
البحث بالموقع
|
|
|
|
الأخبار المحلية
|
|
|
|
صوت وصورة
|
|
|
|
كاريكاتير و صورة
|
|
|
|
الحوادث
|
|
|
|
الجهوية
|
|
|
|
الوطنية
|
|
|
|
إعلان
|
|
|
|
الرياضــــــــــــــــــــة
|
|
|
|
أدسنس
|
|
|
|
خدمة rss
|
|
|
| |
|
|
المؤثرات اليهودية في الأنساق الثقافية الأمازيغية بجنوب شرق المغرب بقلم ذ : لحسن ايت الفقيه |
|
|
أضيف في 23 يناير 2023 الساعة 35 : 22
المؤثرات اليهودية في الأنساق الثقافية الأمازيغية بجنوب شرق المغرب
بقلم ذ : لحسن ايت الفقيه
وجدتني مهتما بالتراث الثقافي ذي السمة اليهودية بجبال الأطلس الكبير الشرقية المغربية منذ التسعينيات من القرن الماضي، لا لشيء سوى أني ألامس دواما البصمة اليهودية في كل الطقوس التي حافظ عليها الدهر هناك. ثم وسِع مجال انتباهي مناطق أخرى وامتد ليغطي تافيلالت كلها وعرج إلى توات بجنوب غرب الجزائر. ولما تساءلت عن الجذور والمنطلقات تراءى لدي وقع حضارة واد الزيتون الذي يحمل في الحال اسم واد «درا»، بالأمازيغية، وتعرّب وأصبح واد درعة. وأذكر أن الاهتمام بالموضوع يندرج في إطار العناية بالتراث الثقافي ولا علاقة له بتقديرات زائفة نحو حب اليهود، أو الإشادة بالصهيونية اليهودية، أو الصهيونية غير اليهودية، وكلها تقديرات ترقى لتداني عوائق معرفية. لقد تبينت أن الأنساق الثقافية بناءها سيظل ناقصا في حال تغييب اليهودية الأمازيغية، وكذا الوثنية الأمازيغية فكلتاهما تبرز في المزارات الطبيعية، دون إغفال مؤثرات الدين الاسلامي الثقافية التي تتراءى في الطرقية الصوفية وثلة من التقاليد الشفاهية. فالموضوع إذن يبعد عن الدفاع عن الملة أو النحلة، ويقترب من الدفاع عن التراث الثقافي. وكما معلوم ليس لدينا جزر منعزلة فنحن جزء من الجنوب المغربي، وضمنه تافيلالت الثقافية. لذلك لا بد من الانطلاق من الكل قبل الجزء، أو على الأقل لا بد من البدء من حيث يجب بتسطير مدخلات الموضوع أو على الأقل فتح الأبواب التي يجب الدخول منها، وهي..... أبواب: ـ إن أمازيغ المغرب الذين تهودوا، وأمازيغ المشرق والأندلس حينما قصد المغرب، بما هو بلد آمن، وتعلموا الأمازيغية، هم مغاربة وبالتالي فالتراث اليهودي جزء من التراث المغربي، إن لم نقل، إنه عين التراث المغربي. ـ وجود البصمة اليهودية ضمن التقاليد الشفاهية بجنوب شرق المغرب وطقوس الختان والجنائز، وعادات غذائية وألبسة وأزياء جعل من الصعب التمييز بين ما لليهود وما لغيرهم، وكأن الإرث مشترك، وبالفعل فهو مشترك. لكن لما كان النسق الثقافي لدى اليهود موحدا بنسب مرتفعة، حيث تلفى مجال التعود لدى يهود فاس لا يختلف كثير عن المجال ذاته لدى يهود مراكش وتافيلالت، سهُل الميز بعد تحديد المرجعيات. ولقد ساعد ذلك على فهم التعدد الثقافي الذي يزخر به الجنوب الشرقي المغربي التعدد الذي يُلمس في درجة التأثير باليهودية. ـ انتشار المذهب المالكي الإسلامي بجنوب شرق المغرب، وهو مذهب منفتح على التعود والأعراف، أو على الأقل لا يضايقها، وانتشار التصوف ساعد على الاجتهاد في الملاءمة، ملاءمة بعض الطقوس المحرجة لكي لا تتعارض وما تنص عليه الديانة الإسلامية. هنالك ظهر التجانس وعمّ بين الطائفتين. ـ ابتعاد الجنوب الشرقي المغربي عن مجال الفتوى المناهضة لليهود مما قلل من درجة الحقد ومن وقع المضايقة. ـ جعلت اليهودية من مجال التقليد ممارسة دينية، فوق أن اليهودية عينها ديانة دنيوية، أقرب إلى شأن الدنيا، وأبعد إلى حد ما من نطاق الماورائي، ما وراء الطبيعة. ـ انتشار القصر بما هو نمط السكن المتجمع بجنوب شرق المغرب فرض الاستيعاب (Assimilation)، فجعل مجال التعود متشابها. وهناك أعراف تحوي بصمات يهودية نحو التشدد في الحفاظ على بكارة البنت البكر ليلة الدخلة، أو لحظة البناء. والقصر في حد ذاته نسق ثقافي متجانس. ولأن طبيعة الموضوع تعم مجال التعود، فالحديث لا يستقيم عن اليهود واليهودية، بما هي ديانة دخيلة بالوسط المغربي، بدون العروج إلى التاريخ والتسلسل الكرونولوجي، قبل الوقوف عند مجال التعود والتقاليد الشفاهية. إنهما مجالان، مجال التاريخ اليهودي والتسلسل الكرونولوجي للحدث ذي الصلة باليهود، ومجال التعود والطقوس الشفاهية، لم ينالا ما يكفي من البحث والدراسة. لذلك سأقدم ما تمكنت من جمعه، هنا وهناك. في مجال التاريخ ومجال التقاليد الشفاهية والتعود. 1ـ كرونولوجيا اليهود بالجنوب الشرقي قدمت الوفود اليهودية إلى المغرب ابتغاء ممارسة حريتها في معتقدها، طقوسها الدينية، وكذا لموقعه الإستراتيجي الذي يؤهل الطوائف اليهودية لممارسة نشاطها الحرفي. والمغرب بلد يحسن التعايش مع جميع الملل والنحل. ولا غرو، فأثناء ورود المغرب في أساطير الإغريق يتصل بالألهة نحو إله أطلس، أو أنصاف الألهة نحو هيرقل الذي أتي ليفصل أفريقيا عن أوروبا ويحدث مضيقا بحريا اسمه مضيق أعمدة هرقل. تُجمع ثلة من الإشارات إلى أن اليهود حضروا في المغرب منذ 2000 سنة، أي: منذ حوالي 1000 سنة قبل الميلاد. ويندرج الاهتمام باليهود ضمن الاهتمام بالتراث الثقافي المغربي. ولأن ثلة من الأمازيغ تهودوا، وثلة من اليهود تمزغوا، فإن الاهتمام بالأمازيغ اليهود، أو اليهود الأمازيغ، ضمن الاهتمام بالتراث المغربي، كما سلف ذكره أعلاه. حضر اليهود أول الأمر بواد الزيتون والمقصود بواد الزيتون واد «درا» الذي يحمل اسم واد درعة، وتحمل جهة الجنوب الشرقي المغربي اسم درعة تافيلالت، نسبة إلى حوض «درا» وتافيلالت. و«درا» من «تادراويت» بالأمازيغية أي: الاختلاط والاشتراك. ولا نعلم متى نشأ الواد يحمل اسم «درا»، وربما يرجع الاسم إلى التعدد الإثني. نشأت بواد الزيتون مملكة يهودية ثم تحولت إلى مملكة مسيحية، ثم ظهرت مملكتان إحداهما يهودية وأخرى مسيحية. وابتداء من القرن الخامس الميلادي، وبعد وصول الجمل من إيران مكّن من عبور الصحراء لأنه يطيق العطش. ذلك أن ظهور الصحراء مع التغيرات المناخية التي صادفت عشرة آلاف قبل الميلاد، فصل بين شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء. ولقد يسر الجمل عبور الصحراء، وفي تلك الأثناء نشطت تجارة القوافل، هنالك رحلت أسر يهودية من «درا» للاستقرار بواد زيز. وتعني زير الديك الضخم، المعبود اليهودي، ولا يمكن الجزم أن واد زيز منسوب إلى زيز، بما هو الديك اليهودي، فقد ينسب إلى الانحدار، «أزايز» بالأمازيغية، وقد يعني الواد الأزرق «إغزر زكزاون»، وقد يعني ذَكر الغزال بالأمازيغية، وتسمى الأنثى «تاملالت». وذُكر زيز اسما لإحدى المدن التي ذكرها أبو عبيدة البكري في كتابه «المغرب في ذكر أفريقيا والمغرب». والبكري لم يزر المغرب بالمرة، كما يزعم بعض الجاهلين، وإنما نقل أخباره عن التجار. ولا يعنينا هنا تفصيل القول في كلمة زيز، فيمكن العودة إلى الموضوع، في كتابي: حفريات في المجالية والهوية الثقافية بمحيط قرية تازمامارت، بقدر ما يعنينا ذكر اليهود. وفي تلك الأثناء استقر اليهود بحوض غريس لغاية استثمار معدن الفضة بموضع «تاوزاكت» على الضفة اليمنى برافد تودغى «تيركيت»، بالكاف المعطشة. وكان ليهود تودغي دور فائق في سك النقود من معدن الفضة منذ وقت مبكر من تاريخ المغرب. تعرض اليهود للمضايقة ابتداء من عصر المرابطين الذين حدّوا من نفوذهم الاقتصادي بمراكش أو أغمات كما كان يسمى الوسط لاحتكارهم التجاري، لكنهم يتمتعون بكامل حريتهم الدينية. لكن الموحدين اضطهدوهم وفرضوا عليهم زيا خاصا يميزهم عن المسلمين. وقضوا على الطائفة اليهودية بسجلماسة وتوات. لكن المرينيين الذين قربوا اليهود وأحسنوا إليهم جعلهم ينتشرون في كل مكان، فتمكنوا في سجلماسة والرتب وموش قلال وتيعلالين وكرس الوين. ومع سقوط غرناطة عاد التلموديون وظهروا بواد كير بموكر قرب كرامة وقصور قصر السوق، وتيليت بدادس. وابتداء من القرن السادس عشر الميلادي حضر اليهود بتابوعصامت والمامون. وكانوا يقرضون بالفوائد وتمكنوا من مراكمة ثروتهم. واستحوذ اليهود على جميع الحرف، الحدادة والنجارة وصياغة الذهب والفضة. ولم ينجُ اليهود من الفتاوى التي كان التجار المسلمون يستنزلونها في المراكز التجارية، تلمسان وتوات. وفي الأوساط البعيدة عن تأثير الثقافة العالمة حظي اليهود بتقدير فائق. ولأن جبال الأطلس الكبير الشرقي بعيدة عن تأثير الفتوى فقد ورد ذكرها بصيغة الحب في التراث اليهودي. فحينما تتحدث اليهودية مع ابنها تعدها بالذهاب غلى واحة تيعلالين ضمن أغنية، باللسان الدارج: دابا تكبر أموشي وتمشي لتيعلالين تاكل الخوخ الصافي اللي ما فيه تيبخوشين كلمة «تيبخوشين»، أي: فطريات الخوخ بالأمازيغية، وهي كائنات حية دقيقة لصيقة بفاكهة الخوخ. وبصدد الحديث عن واحة «تيعلالين»، بحوض زيز، رحب اليهود بتعيين الشيخ «بيهي نايت رهو» شيخا في التقطيع الإداري الذي أعدته فرنسا سنة 1919، وملأت اليهود منزل بالزرابي والفضة، إذ تحسبه زعيما أمازيغيا يراعي مصلحتها. ولقد فضلت اليهود الهجرة إلى مركز الريش في عهد الحماية الفرنسية، ومكثت الطائفة بعيدا إلى بداية السبعينيات من القرن الماضي وفضلت الهجرة إلى الدار البيضاء وإسرائيل. تلك هي نظرة تاريخية موجزة خالية من كل تفاصيل حول اليهود بجنوب شرق المغرب. 2ـ جانب التعود والتقاليد الشفاهية حصل استيعاب اليهود، أو في أحسن الأحوال، التقليد الثقافي الشفاهي اليهودي، وإدماجه في نسق التعود، مع العلم أن الفتوى تحترم في الغالب حقل التعود، بفضل القصر. وأذكر أننا نطلق اسم القصر على التجمع السكني المحصن بالجنوب الشرقي المغربي. وبفعل قدرة القصر على إنشاء حياة مفعمة بالتقاليد الشفاهية المتجانسة، يتعذر الفصل بين التقليد الذي يرجع إلى اليهود والتقليد الذي يختص به المسلمون. ذلك أن في القصر ثقافةَ الانغلاق، وثقافةَ الخوف فكان احتمال تشابه الطقوس مع ما هو وارد في المرجعية اليهودية، مرجحا، وقد لا يجانب الصواب. سأتحدث من المنطلق الذي لمسته أن ليس هناك إشكال في الوسط الأمازيغي في التعامل مع اليهود، وقد أنطلق من مركز الريش بجبال الأطلس الكبير الشرقي، لعلاقتي المباشرة مع اليهود هناك. فالتعايش قائم، وكذلك التعاون، وتقاسم مجال التعود والتقاليد الشفاهية. وسأركز في هذه المداخلة على مجال النسل، والتوسل بالضريح والقبر، ابتغاء جلب النسل، والقيام بفعل التذكار بإيقاد الشموع على القبر، وأعرج إلى ذكر بعض الشذرات من طقوس الدفن، وإحداث مكان خاص لغسل الموتى، فضلا عن الإقدام على استهلاك البيض. وسأعرج إلى مجال التعود، من حيث التقاطع والتلاقي بين المؤثر اليهودي المهدد بالاختفاء والوجه السائد في الحال، والذي يقاوم هو الآخر خطر الاختفاء لانعدام تدوينه. ولن أغفل مجال التعميد وضمنه حلاقة الشعر، وكذا تقدير العدد السحري 7، وزواج الأرملة بأخ زوجها، والعين الشريرة والخمسة، والشب والحرمل وعلاقتهما بالسحر، واعتماد اللون البنفسجي اليهودي في الأزياء الأمازيغية. ويبقى الختان، وفترة الأربعين يوما، وتقديم الخطيب للخطيبة الهدايا، وحفلة الحناء، والدخلة، والبكارة مجالات كلها ذات أهمية. كل سكان الجنوب الشرقي يدرأون العقم. فقد يجري أن تتوسل المرأة الشابة بضريح الولي، وتطلق على ابنها اسم ذلك الولي. وتقوم طقوس زيارة الضريح على إطعام الناس بجوار الضريح. ولن تستغرب إن صادفت شيوع تسمية الأشخاص باسم الولي بوسطه، نحو عبد المالك نسبة إلى الولي سيدي عبد المالك، وبوكيل نسبة إلى الولي سيدي بوكيل. وشاع اسم إبراهيم وعلي، وقلّ اسم بوسالم. وطالما توقد الشموع على قبر الولي طمعا في تحسين النسل، فضلا عن إطعام كل من حضر بمحيط القبر. والطعام المقدم، في الغالب، الكسكس أو التمر. أورد إيلي مالكا اليهودي المتخصص في مجال التقاليد الشفاهية والتعود نصا لتوسل، تقول المرأة: «يا ولي الله إني أتوسل إليك باسم صلاحك ونجد صيتك أن تحل حزامي وأن تحميَني حتى لا ابقى محرومة من الأولاد». وجل النساء اللائي في حاجة إلى الإنجاب يزرن المقابر اليهودية ويضعن أحزمتهن على اللحود سؤلا في الإنجاب. فدور الأولياء يكمن في إبعاد العقم عادة سائدة في الوسط. وما يحصل بمحيط المزارات البشرية تجده في المزارات الطبيعية. والغاية من الإنجاب إنجاب الذكور. فإذا كان المولود ذكرا فيجري التبرك به، أنه ضيف، ويستقبل بحرارة أكثر من البنت التي تعد مصدرا لهموم الأسرة التي تنشأ تفكر في زواجها وسيرتها. لذلك لا بد من التوسل بالقبور طمعا في حظ وافر. وفضلا عن وضع الأحزمة على اللحود سؤلا في الإنجاب. وقد تلاحظ ذلك في المقبرة اليهودية بجنوب مدينة كرس لوين الأثرية شرق مركز الريش قبل تحصينها، يحصل إيقاد الشموع بالضريح أو القبر. ولا أزال أتذكر يوم كانت ترسلني والدتي إلى أحد الأضرحة كل مغرب شمس لإيقاد الشمع. لأنها كانت تزورها قبل ولادتي. وكنت أعتقد يومها أن ميلادي متصل بهبة ضريح، لذلك كنت أقوم بالمهة صحبة أختي، وبكل فرح، سنة 1970. ولا أزال أتذكر والديّ بالمنزل التي سكنوها بإيقاد الشموع. لذلك لا أفتأ أقدم على إيقاد الشموع وإيقاد النار في الكانون، ولو مرة واحدة في الأسبوع في المنزل الذي ورثته عن والدي. وإعمالا لثقافة الخوف أحدثت له بابين. كل ذلك في سبيل التذكر. وإن إيقاد الشموع على القبور عادة، تذكارية لروح الفقيد، وفي ذلك اعتقاد، تقول الأستاذة مريم أفقيهي في كتابها الفضاء الجنائزي اليهودي، بأن روح الإنسان تشبه شعلة الشمعة، فبنفس الشكل كما تضي الشمعة شموعا أخرى وتحافظ شموعا أخرى وتحافظ على بريقها، فكذلك الإنسان يستطيع أن يعطي من ذاته، ويؤثر في حياة الآخرين، دون أن ينقص منه شيء. الصفحة 104. وتضيف، فكما تبحث الروح عما يرتفع بها إلى ما فيه خير وصلاح، فكذلك تحترق الشمعة مرتفعة في السماء. ومن العادات المشتركة بين اليهود وغيرهم درء إدخال جثة ميت هلك خارج منزله، إذ يوجه مباشرة إلى المقبرة. لكني، للأسف، صادفت شخصا أدخل جثمان امرأة بعد أن جيء به بعيدا من إحدى العيادات بالدار البيضاء، وهو سلوك منافٍ لما هو سائد. ويكمن المشترك أيضا في إحداث بيت لغسل الأموات بجوار المقبرة، «تمسيردت» بالأمازيغية، أو «تحانوت إسمطال». يحدث فيها موقد لتسخين الماء. ولأن من اليهود من يختارون مواضع قبورهم قبل موتهم، حسب إلي مالكا، تسمع أن كثيرا من الأشخاص يوصون بدفنهم بموضع ما، بجنوب شرق المغرب. ويشترك اليهود مع غيرهم في ممارسة الحداد، فقد يجري منع التخضيب بالحناء أمدا يختلف من تجمع سكني إلى آخر، ومنع التطيب. وأما منع لباس المصبوغ من اللباس فتقليد، إن كان سائدا فقد اختفى في الوقت الحالي. ويشترك اليهود مع غيرهم في غسل الأيدي على قبر الميت بدفنه، لذلك شاعت عبارة «غسلنا أيدينا عليه»، باللسان الدارج. فإذا قيل الكلام عن شخص، فاعلم أن لا شأن له في المجتمع، وكأنه توفي. وُيقتبس من الطقوس الجنائزية أكل البيض، أو تقديم وجبة السمن مع البيض. وفي تقديم البيض رمز لعدم استقرار الحياة البشرية. يجري التعميد بالماء قياسا على نهج الصابئة، والغاية من التعميد إدماج الطفل في الملة. والعادة لا مرجع لها في الديانة الإسلامية. واقتصر التعميد بجبال الأطلس الكبير الشرقي لدى بعض العشائر برش جسد العروس التي لم يمض على رواحها حولٌ كامل بماء عاشورى العاشر من محرم. ويأتي الأطفال صباح يوم العاشر من محرم حاملين معهم أوانٍ مملوءةٍ ماءً ويسكبونها على العروس، وفي الفعل تعميد مسبق لما ستلده من الأطفال، تعميد استباقي يستبق الموعد. ولا أثر لتعميد الأطفال في حفل يُنظم للغاية. صحيح أن الأطفال ينزلون الأودية للسباحة بعد العنصرة التي توافق يوم 24 من شهر يونيو بالتقويم الجولياني، التقويم الفلاحي الأمازيغي. وفي ذلك تبرك بذكرى ميلاد النبي يحيى، يوحنا المعمدان، وما عدا ذلك لا حسيس للتعميد في الوسط. وأما حلاقة الشعر أول مرة فتجري في جو مغلف بالتبرك، أو في حفلة تسمى لدى اليهود حفلة التحفيف، أي حفلة الحلاقة. ولا يزال الحلاق، يحمل اسم (أحفاف) بالأمازيغية، وشفرة الحلاقة تحمل اسم الحفاف. بعد الحلاقة يُلبس الطفل الوشاح لدى اليهود، ولدى غيرهم يوجه الطفل إلى يوجه الطفل إلى أحد الأضرحة، وتفضل مناسبة عاشورى، لإجراء عملية التحفيف، أي: الحلاقة الأولى، ويلاحظ ذلك بجوار ضريح سيدي بوكيل على الضفة اليسرى لواد زيز غرب مركز الريش. وهناك من يفضل أن يُجري التحفيف للأطفال من لدن شريف النسب أو فقيه ذي دراية في التعاليم الإسلامية. وتعلق بعض التمائم في ضفيرة الطفل أو في عَرفه. وهناك عشائر تترك في رأس الطفل الذكر ضفيرةً إلى حين إجراء عملية الختان، ومنهم من يمتعونه بالقصة رمزا للتبرك. وتُمارس الحلاقة على البنات أيضا مع تمتيعهن بضفيرتين اثنثين وقُصّة (الطرة). وحينما تتزوج تُزال علامة البكارة والطفولة عليها. ونقول عند زواج البنت: أزالت الضفائر، أي انتقلت من نطاق الطفولة إلى مجال الرشد. والعنصر المبرمج في هذه الحصة العدد السحري 7. يحتفل اليهود باليوم السابع بعد ليلة الدخلة. وهناك عشائر تحتفل باليوم السابع «زعرور»، ولا أعرف معنى الكلمة بالأمازيغية. أقول هناك عشائر قليلة تحتفل باليوم السابع بعد الدخلة يسمى «زعرور». ذلك أن العدد ثلاث هو الدال في مجال العرائس والتناسل. ورغم ذلك، يبقى العدد 7 مرجعا ذا دلالة في الثقافة الأمازيغية. وحسبنا أن في الأشعار الأمازيغية نلفى عدد إخوة يوسف 7. والعين الشريرة يتطير منها كل سكان الأطلس الكبير الشرقي، والمقصود بالعين الشريرة نظرة حسود، حسب تعبير إلي مالكا الخبير في مجال التعود اليهودي. وكلما نظرت إلى المرأة باهتمام تقول لك: (العمى)، أي: (سلط الله عليك العمى). فلا خلاف بين اليهود وغيرهم في التعابير ذات الصلة بالعين الشريرة، وضدها الدعوة بالحماية (الله يحضيك). ومن الرموز المواجهة للعين الشريرة العدد السحري (5)، وهو العنصر الرابع في هذه المداخلة، ويعبر عن خمسة باليد المفتوحة أو (خمسة في عينك). وطالما تحمل المرأة يدا من ذهب تحتوي على خمسة أصابيع حماية لها من العين الشريرة. وفضلا عن درء العين الشريرة بالعدد 5 تعبيرا عن المواجهة الرمزية، يأتي الحرمل والشب في الدرجة الثانية. فإحراق مادة الشب في مجمر يرفع على في مجمر يرفع على المريض يكفي لإظهار تمثال العين الشريرة في الشب المحروق، وبعد ذلك يضع المريض قليلا من الشب تحت وسادته. ولا تؤتي الطلاسم السحرية أكلها بدون حبوب الحرمل. ويكاد التأثير اليهود في مجال التعود يزاح جانبا، ويبقى اللون البنفسجي في الأزياء الأمازيغية معبرا عن ثقافة الخوف والاحتراز، ثقافة التقوقع والانغلاق. يسمى البنفسجي اليهودي بالأمازيغية «تخابشت» أو «تودايت». والتقوقع تعبير عن الاضطهاد الذي الاضطهاد الذي حاق بالمجتمعات ذات اللباس الأمازيغي الصنهاجي بجبال الأطلس الكبير الشرقي، والمنبسطات الممتدة جنوب الأطلس. لئن كان الختان يجري في اليوم الثامن الموالي لازدياد المولود، طبقا لمرجعية يهودية، وحسب ما أورده الخبير في مجال التعود إلي مالكا، فإن سكان الأطلس الكبير الشرقي لا صلة لهم باليهود من حيثُ الختان، إذا استثنينا الذين يجرون العملية في الصباح، أو في وقت الضحى. ذلك أن جل سكان جبال الأطلس الكبير الشرقي يفضلون إجراء الختان قبيل غروب الشمس رأفة بالأطفال الذين تُجرى عليهم العملية. وتظل عملية الختان المشترك بين اليهود والمسلمين مع اختلاف في تقدير درجتها بين الفرض والسنة. والمشترك المشهور العدد 40 فهو سحري يقدره اليهود لصلته بمجلس ميعاد، وعدد أفراده أربعون. انتقل العدد إلى التنظيم القبلي الأمازيغي نحو مجلس الأربعين لدى كونفدرالية أيت عطا، ونفس الشيء لدى بني يزناسن، وانتظمت مجالية أيت يزدك على العدد 40. ومعلوم أن بلد «أيت يزدك» يغشى 40 وحدة زراعية، كل وحدة زاراعية تحمل اسم مستوطنة «تمزداغت» بالأمازيغية، كل مستوطنة تعم 40 حبلا، والحبل وحدة لقياس المساحات. أذكّر أن نصيب «أيت فركان» 14 «تمزداغت»، ونصيب «أيت مومو» 13 ونصيب «أيت الثلث» 13. وللتذكير فعدد خيام «أيت يزدك» القادمة من «تيزكي» بحوض تودغى أربعون خيمة نزلت جبل العياشي بجبال الأطلس الكبير الشرقي في القرن 18. ويمتد العدد السحري 40 إلى مجال الرضاعة، فقبل مضي 40 يوما على المولود لا يسمح للمرأة بإخراج أي سائل من الدار وأي طعام خشية أن ينضب الحليب. ويجري تقاسم 40 لدى أمهات أنجبن في نفس الفترة، ويجري نفس التقاسم لدى الآباء أيضا. كيف يجري تقاسم40؟ يجري تقاسم 40 بين الأمهات أو بين الآباء بتبادل النقود أو الطعام. أن أهبَ لك درهما وتهبُ لي درهما. وبهذه العملية يحصل درء نضوب الحليب. وعن الهدايا التي يقدمها أهل الفتى لأهل خطيبته أورد إلي مالكا أنه كلما حلّ أحد الأعياد الدينية في الفترة الفاصلة بين الخطبة والبناء فإن عائلة الفتى ترسل إلى أهل الفتاة التمر والجوز. ويقتصر سكان الأطلس الكبير الشرقي على تقديم ألبسة جديدة هدية للخطيبة أو قليل من اللحم الوزيعة. ولئن كان اليهود يقدرون اليوم الأول من العرس ويسمونه يوم القطعة البيضاء، أي القطعة البيضاء من الثوب التي يشد بها رأس العروس بعد تخضيب رأسها بالحناء، فإن بعض القصور بجبال الأطلس الكبير الشرقي يفعلون الشيء نفسه. وفي حفلة المشطة «أسراي» بالأمازيغية، ويستعمل النسيج الأبيض لدى الجميع رمزا للتفاؤل بمستقبل المرأة العروس. وليس هناك أي اختلاف في ترتيب شعر العروس وتفقيس بيضة فوق رأسها. ولست أدري ما إذا كان اليهود يرتبون الشعر في سبع ضفائر. والحناء خلطة سحرية لدى اليهود والمسلمين بجبال الأطلس الكبير الشرقي، تحمي العروس من العين الشريرة يقول إلي مالكا. وهناك طقس أوردته في كتابي المرأة المقيدة دراسة في المرأة والأسرة بجبال الأطلس الكبير الشرقي يخص الاستخلاء الأولي للعروسين ليلة الدخلة، مفاده أن بعض العشائر تسمح للشبان بحضور الدخلة شريطة التزام الصمت، وأما اليهود فكانوا يسمحون للشبان بمنادة الزوج من خلال باب الغرفة يقول إلي مالكا، ذوقني يا صاحبي. أن يذوقهم من الحلويات. وفي جميع الأحوال فطقوس الدخلة متعددة وهي في طريق الاختفاء. وعن البكارة يعد اليهود أحرص الناس عليها، وهناك عشائر لاتزال أشد حرصا على البكارة بجبال الأطلس الكبير الشرقي. ومن أسباب الطلاق انعدام البكارة، وزنا المرأة، وعقم الزوجة، ومخالفة الشرع والأدب، وعيب شرعي في المرأة، ونشوز المرأة. ولا يزال الاعتقاد سائدا في بعض الأوساط والذي مفاده أن المرأة هي التي تصاب بالعقم، وأما الرجل فيتناسل حتى يموت. وكدأب اليهود ساد الفحص الشرعي في كثير من الأوساط حيث يجري اختبار البكارة بالبيضة، حينما يختلف أهل العريس وأهل العروس في شأنها. وأما نشوز المرأة فطالما يسبب الطلاق إلى حدود وقتنا الحاضر، والمقصود بالنشوز إقدام المرأة على رفض معاشرة الزوج. تلك هي بعض الرموز المشتركة في عالم التعود والتقاليد الشفاهية، بالجنوب الشرقي المغربي. وهي ضمن جوانب التأثير اليهودي لأن اليهودية: ليست اليهودية دينا، بل هي نظام دنيوي غلف بالدين. واليهودية ليست دينا، إنما هي طائفة من الناس تتمذهب باليهودية، نقلا عن كوينز بور.
|
|
1210 |
|
0 |
|
|
المرجو الإتصال بالموقع على البريد الإليكتروني التالي
azilal24info@gmail.com
|
|
|
|
|
|
|
|
جريدتنا بالفايس بوك
|
|
|
|
كتاب و أراء
|
|
|
|
الى من يهمهم ا لأمر
|
|
|
|
انشطة الجمعيات
|
|
|
|
طب و صحـة
|
|
|
|
التعازي والوفيات
|
|
|
|
حوارات
|
|
|
|
أنشطة حــزبية
|
|
|
|
أنشـطـة نقابية
|
|
|
|
إعلان
|
|
|
|
أخبار دوليــة
|
|
|
|
موقع صديق
|
|
|
|
القائمة الرئيسية
|
|
|
|
خدمات الجريدة
|
|
|
|
أدسنس
|
|
|
|
|