ماذا ينتظر المغرب لسحب اقتراح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية؟
بقلم د : مولاي نصر الله البوعيشي
التطور الطبيعي والتدريجي والمنطقي لمف الصحراء يستوجب تحديد سقف زمني للجزائر وصنيعتها للقبول بالحكم الذاتي أو سحبه وإغلاق باب الحوار نهائيا .
كما هو معلوم فقد طالب المغرب منذ استقلاله باسترجاع الصحراء المغربية المحتلة من طرف الاسبان ولهذه الغاية دخل في مفاوضات مباشرة مع اسبانيا توجت بتخلي اسبانيا تدريجيا عن الاراضي المغربية المحتلة :
إقليم طرفاية سنة 1958 و إقليم سيدي إفني بتاريخ 30 يونيو 1969 ثم إقليم الساقية الحمراء بتاريخ 28 فبراير 1976 ثم إقليم وادي الذهب بتاريخ 14 غشت 1979 ، وبعد ظهور حركة انفصالية تنازع المغرب حقه الشرعي في استكمال وحدته الترابية والتي لم تكن في الحقيقة سوى شرذمة ممن يهدفون الى قلب نظام الحكم متأثرين بالحركات الثورية في الشرق الاوسط وانتشار الفكر الشيوعي و نجاح حركة الضباط الاحرار في قلب الانظمة الملكية )مصر- ليبيا- العراق .....( ونتيجة كذلك لتنامي الصراع بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي و وجود المغرب الحليف القوي للغرب في موقع استراتيجي و كصلة وصل بين اوروبا وافريقيا، ورغبة الجزائر في زعامة المنطقة .
وعندما فشلت المحاولات السرية )تسميم الملك ( والعلنية )قلب نظام الحكم وتحويل المغرب الى جمهورية تدور في فلك الشيوعية وحزب البعث من خلال الانقلابين العسكريين 71و72 ( اتجه المناوئون الى تكوين عصابة من المرتزقة منهم شباب من ابناء المنطقة المشبعين بالفكر الشيوعي والمناهضين للحكم شبه المطلق للحسن الثاني ومن مرتزقة من الفيتنام وكوبا وليبا ومصر وسوريا وليبيا وانغولا اثيوبيا ...قبل ان تدخل ايران على الخط ... تحتضنهم الجزائر فوق الاراضي المستقطعة عنوة من طرف المستعمر ، الجزائر التي تكن كل انواع الحقد و الضغينة للمغرب منذ انهزامها المذل في حرب الرمال سنة 1963 .
اما التدريب العسكري فيتولاه ضباط من كوبا ومن بعض دول المعسكر الشرقي فيما يتولى البترودولار الليبي تسليحهم بمختلف انواع العتاد العسكري وقد شن هذا الجيش العرمرم المتعدد الجنسيات هجمات على المغرب طيلة عقدين على مختلف الجبهات و بمختلف انواع الاسلحة المتطورة .
وقد تكسرت كل تلك المحاولات اليائسة على صخرة صمود وقوة الجيش المغربي الباسل المؤمن بعدالة قضيته في مختلف المعارك الطاحنة التي سجل فيها الجيش المغربي انتصارات باهرة ضد المليشيات الانفصالية معززة بفصائل من عسكر الجزائر.. وعلى سبيل المثال لا الحصر معركة أمغالا التي اسفرت عن مقتل 200 جزائري و106 من الأسرى
معركة «بئر أنزران». حيث احرق الجيش المغربي قافلة من 500 جيب وسيارات مصفحة، و قتل 500 فرد من مختلف الجنسيات المكونة لعصابة البوليساريو . كما صد هجوم 5000 فرد من البوليساريو و800 سيارة عسكرية معززين بأسلحة ثقيلة على مدينة السمارة ، وتم القضاء على الغزاة وتمت ملاحقتهم وقتل الجيش المغربي 400 عنصر من عصابة البوليساريو هذه امثلة من حوالي 50 معركة تجرع فيها المهاجمون مرارة الهزيمة ورجعوا الى جحورهم يجرون ذيول الخيبة .
ولم يكتفي الاعداء بالحملات العسكرية بل شنوا حملات ديبلوماسية في اروقة الامم المتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية واستعملوا في ذلك اموال طائلة ليبية وجزائرية ووجدوا في بعض الدول الافريقية الدكتاتورية ارضا خصبة لمخططاتهم واشتروا بالهدايا الثمينة من سيارات فارهة وحقائب مجوهرات الاعتراف بجمهورية وهمية لا توجد سوى في مخيلة حكام الجزائر .
و بضربة معلم قبل المغرب في مؤتمر نيروبي اجراء استفتاء في الصحراء اضطر الاعداء بالقبول به تحت ضغط الخسائر البشرية والمادية التي تكبدوها تحت ضربات الجيش المغربي البطل كما اضطروا صاغرين الى القبول بوقف اطلاق النار وقد فشلت جميع مساعدي المبعوثين الامميين بعد ان تبين لهم ان هدف الجزائر ليس هو تقرير مصير " الشعب الصحراوي " بل واقترحت " بلا حشمة بلا عرَكًة " على الممثل الشخصي للامين العام للمتحدة الى الصحراء وزير الخارجية الامريكي الاسبق جيمس بيكر تقسيم الصحراء بينها وبين المغرب في تنازل مفضوح على "مبدأ تقرير المصير" الذي ما تتشدق به ، كما تبين استحالة استكمال عملية تحديد هوية المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء لان مليشيات المرتزقة يعلمون أن نتائجه لن تكون في صالحهم لا نهم لا ينتمون الى المنطقة ولا تربطهم اية علاقة بها ولا يحق لهم التسجيل في لوائح الناخبين حسب الشروط التي وضعتها الامم المتحدة ، وأن الذين يحق لهم المشاركة في الاستفتاء هم سكان الصحراء من مختلف القبائل المقيمين بها او المتواجدين في مختلف مدن وقرى المملكة التي التجأوا اليها هربا من العمليات العسكرية الاسبانية )عملية اوكوفيون كنموذج ( .
بعد توقف عملية تحديد الهوية اقترح المغرب الحكم الذاتي كحل توافقي يمكن ابناء الصحراء المحتجزين ضدا على ارادتهم من العودة للعيش بكرامة في ارض اجدادهم، وهو حل لقي ترحابا من الدول العظمى ومن جل دول العالم باستثناء بعض الدول المحسوبة على رؤوس الاصابع من حلف الجزائر ، التي ترى أن الاقتراح لا يلبي طموحاتها في الحصول على منفذ الى المحيط الاطلسي وتتشبت بتقرير المصير ولو فتحت باب مخيمات تندوف لقرر الصحراويون تقرير مصيرهم و لرجعوا الى المغرب اليوم قبل الغد . كما تتشبت بهذا المطلب الحق الذي يراد به باطل لتستمر في استنزاف المغرب للإلتفاف على مطالب الشعب الجزائري في الديمقراطية والعيش الكريم والهائه عن مصير المداخيل الهائلة للغاز المهربة من طرف الكابرانات الى الحسابات البنكية العالمية والى لفت انتباهمهم عن طوابير الحصول على الحليب والدقيق فيما تصرف الاف ملايير الدولارات على البوليساريو كل ذلك لإضعاف المغرب الذي بدأت وتيرة نموه في تسارع مضطرد وبدأ نفوذه يتقوى في افريقيا وفي العالم وهو أمر بقدر ما هو مزعج للجزائر فقد أصبح مزعجا لفرنسا كذلك، ومن هنا هذا التحالف الخبيث بينهما مؤخرا و من هنا كلك هذه الدسائس التي تحاك ضد المغرب في السر وفي العلن في بعض المحافل الدولية الاتحاد الاوروبي نموذجا لأنه لا يعقل أن يتغنى الاوربيون بحقوق الإنسان في المغرب طيلة ربع قرن وبين عشية وضحاها تصبح موضع تساؤل بل وادانة ؟
رفض الاعداء جميع المحاولات الاممية /الاستفتاء ، والحبية واليد الممدودة منذ تاريخ مطالبة المغرب في الامم المتحدة باسترجاع الصحراء من اسبانيا بدعم وتشجيع ومباركة من الجزائر التي صرحت بأنه لا اطماع لها في الصحراء ، وهو ما تم التأكيد عليه ر في جميع لقاءات الحسن الثاني مع القادة الجزائريين بنبلة و بومدين والشاذلي بن جديد وبوضياف ...كما استقبل الحسن الثاني للممثلين عن الانفصاليين في القصر الملكي بمراكش، ووقع قادة المغرب الكبير على ميثاق المغرب العربي المكون من خمسة دول كاعتراف ضمني لدول المغرب الكبير بمغربية الصحراء .......
كما رفض الاعداء اقتراح الحكم الذاتي الذي نوه به الجميع ! سؤالي الان : هو الى متى سيبقى المغرب متشبثا بسياسة اليد الممدودة التي يرفضها الطرف الاخر بما في ذلك اقتراح الحكم الذاتي ؟ الم يحن الوقت لسحب هذا الاقتراح ؟ لان أسباب نزوله لم تعد قائمة خصوصا وان القادة المؤسسين للجبهة الانفصالية عادوا الى حضن وطنهم بل ان فطنوا الى ما يحاك ضدهم وان الجزائر تستعملهم لتحقيق اهدافها الدنيئة ، ولم يبق من المسجلين في لوائح اسبانيا لسنة 1974 سوى حوالي 2000 نسمة وهم وحدهم المؤهلين للرجوع الى أرض الوطن واهلا وسهلا بهم ، وعلى باقي المرتزقة من جزائريين وغيرهم الرجوع من حيث أتوا .
الصحراء في مغربها يحمي ثغورها الجيش المغربي ويسير شؤونها أبناء الصحراء، و حان الوقت لسحب اقتراح الحكم الذاتي لان الجزائر لن تقبل بغير تقسيم الصحراء لايجاد ممر الى المحيط الاطلسي وهو مطلب لن يتحقق لها ولو انطبقت السماء على الارض لان الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب أريقت عليها الدماء الزكية لجنودنا الابرار وصرفت عليها اموال طائلة من مقدرات الشعب المغربي ولا مواطن مغربي واحد حر مستعد للتنازل على حب رمل من رمالها حفاظا على الوحدة الترابية و وفاء لدماء الشهداء . والسلام .