مرآة الحروب
بقلم :عبد اللطيف برادة
اشاهد العالم عبر نافدة مرصعة بنجوم الليل
فلاشيء تغير من حولي
العالم القاتم ينهار
ها هي كل الاوهام وكل الكوابيس تركتها ورائي
اوراق ذابلة تنساب في مهب الريح
في قصيدتي ارثي كل أولئك الذين ماتوا من دون قضية
اجد نفسي وانأ اكتب من اجلهم
امزج الدموع مع شيء من العرق
اتسائل فلا يأتي الجواب
فلما لم تنقش اسماءهم على مسلة من رخام كضحايا هيروشيما
ضحايا حرب لا ذنب لهم فيما وقع
اجهش غضبا و دموعي تتساقط كالمطر تحت جفني
اعلم ان كلماتي ستبدو لكم مجرد انعكاسات لشيء مضى
او صفحة انطوت ام مرآة لجرح لم يندمل
جفوني تنفتح على عالم غريب
وبعيوني المولعة كمصابيح زيت ارى وسط الظلام اشباح تتحرك
فتبدو لي وكأنها وجوه لمن نهبوا البلاد متسللة من عصور ما قبل التاريخ
زمنا كانت فيه الاراضي شاسعة
زمنا بلا وطن وكل قبيلة تدعي انها الوطن
نعم قد نعاني اليوم من جراء كل دالك
ولكن رغم الألم والمسافة سنواصل دائما
لنقول ادن لأنفسنا سوف نتغير ربما كي ننتصر للقضية
ربما أكون قد عبرت عن شيء من الغضب
او بشكل سيء في بعض الأحيان في قصيدتي
لكنني كنت بدون تواضع محقا فيما اقول
ربما كان علينا ان نحب بعضنا البعض
وان نقترب مهما كان الواقع مختلفًا فيما بيننا
في اتون الحرب كانت الصحف تصرخ مثل الجرحى
بعضها تفتري وتصطنع انتصارات
ضمن الصحافيين هناك من ينثر سيجارة ويكتب في زاوية من المقهى ما يشاء
هناك من يتخايل نفسه بطلا في قلب المعركة
ومنهم من يفرط في الشتم لاكتساب الود وكأنه هو الجنرال الذي يقود المعركة
اعدكم ان لا شيء سيضل خلف ألقابهم العملاقة
لكن ليس أنا ولا هم من يهم
انا مجرد شاعر ينطق بحرف من جمر
مجرد عاشق لحق به الحيف
انني اكره ذكر اسماء اعدائي الدين يقفون حجر عثرة في طريقي بالطوابير
ابغض فقط العذاب الذي يمتص دمي ينهش من لحمي
هؤلاء يكرهونني لمجرد انني انشر الحقيقة
الحقيقة ان الظلم الذي لحق بي فتح كل جراحي
جعلني اسب ضلي الذي يلاحقني
اجتر الامي كلما جلست اذاكر ماضي البائس
أنا الجرح الذي ان بدأ يتسع فلا يندمل
وفي قصتي الضيقة اشمل كل من هم مثلي وضعوا على هامش القضية
اقاسم هؤلاء الدين اقصفوا خطئا في حروب ابادة نفس الشعور
انا من اولئك الدين وضعت على حسابهم كل الاخفاقات
ورغم كل الضغوط لن ادعم ابدا ما تدعيه الصحف
يقال ان حتى الحروب التي لم يتم كسبها هي أيضا هزيمة الشعراء؟
اما هؤلاء الدين يدمرون شعوبهم فمن يحاسبهم
1111
اسمع الى نصيحتي يا قارئي
اقرا الحروف التي تتولد من اصابعي وهي مشتعلة
خذها مني بمفردهما هنا و لا تقذف بها احد
فلما لا اشاطر الشعوب همومهم
فلما لا او لست انا مثلهم اعاني من ظلم اثم
وحتى عندما أفوز يقال عني أنني أنا الخاسر
لا تصدق كلما يقال عني"قل لي ايها القارئ العزيز
هل فعلا كما يدعون انني كتبت قصيدتي عبثا؟
عني من اشياء بغيضة لا ، لا تعتقد ما قيل
"ذكرهم ايها القارئ ان القذائف لا تهزم القصيدة؟
اما انا فلقد استبدلت الكراهية لمن سلبوا حقي بحبي لوطني
وحتى ان انتزعوا من صدري جذور قلبي
او صادروا دواويني ثم اصدروا مذكرة تفتيش لمحو كل قصيدة كتبتها عن الدمار لن انكسر
ها انني انحني أمام العلم وهو يرفرف وكله افتخار
ولما لا وكلما املكه هو حبي لوطني
وطني قد امضى مجرد ميدان اقتتال
ووطني يغضب شديدا عندما يراني اصمت
وطني احبه و لو حاولوا ان ينتزعوه من صدري كجذور قلبي
لكن لما نطلب من الحجر ان يقاوم القنابل والزلازل
ونطالب بأشياء مستحيلة والصمت يكتم انفاسنا
الصمت والصراخ لهما نفس الإيقاع الذي يطنب اداننا الصماء
وقد يتساءلون دوما عن سر القصيدة
ولما هي التي تنبأت بانتصار العقيدة
يضل السؤال يتعقبني
فيتدحرج الحرف في كل مرة على لسان كالأفعى
فهي الافعى اللعينة التي تتساءل دوما كيف للشعراء ان يذكروا اشياء تتحقق
وكيف يتم دالك اهي صدفة
فربما لهم آلهة من شمع تنبئهم بكل المصير