اليوم يخلد المدرس اليوم الوطني في ضل الإكراهات وواقع مأسوي في مناطق جبلية نائية بازيلال ؟
ازيلال : هشام احرار
اليوم يخلد المدرس اليوم الوطني في ضل الإكراهات وواقع مأسوي في مناطق جبلية نائية يصعب التأقلم فيها ، إنها وضعية تفرضها التعيينات الجديدة لأطر التعليم ،تعيينات ترمي بالمدرسات والمدرسين في جحيم أماكن ماظنوا أبدا ان يصلوا إليها.
قد يتساءل سائل عن وضعية هؤلاء المدرسين مدرسة او مدرس قادمة من مدينة ما لم يتعود أبدا على طبيعة قاسية ،تضاريس جبلية وعرة وظروف اجتماعية مغايرة ومنافية لأدنى شروط العيش الكريم حيث صغر السن لايخول لهم الخضوع إلى الأمر الواقع ،حيث لامسكن ولا طريق معبدة ولاغير معبدة ولا مسالك تيسر العبور ولا دكاكين ولا ماء ولا كهرباء كما ان مجموعة المدارس بالجبال هو واقع مرير يعيشه مدرسات ومدرسو التعليم الابتدائي . التضاريس هناك صعبة إذ توجد الفرعيات في أعالي الجبال ،مسالكها وعرة واقع يفرض نفسه على الأستاذ ،الذي كان يألف السهل والرفاهية والعيش الكريم .
طريق لا تمث للطرق بصلة ،حيث يصعب الوصول إلى مقر الفرعيات او المركزيات خصوصا إذا كان الموسم ممطرا او كثرت فيه التساقطات الثلجية،ظروف صعبة جدا في أماكن جد صعبة ،حيث لا مجال للحديث عن جودة التعليم ،في حقيقة الأمر يصعب وصف الأمور بكل حيثياتها ،فمهما حاولنا الإلمام بكل المشاكل التي نعاني منها في أحضان جبال الأطلس الكبير وبالضبط في الفرعيات ،فأول مشكل يصادفه الأستاذ هو السكن الذي يمكن اعتباره سكنا مهنيا للمنضومة التربوية ككل يمكن إجمالا وصفه بجحر للفئران :صغير الحجم وغير مجهز بأدنى شروط العيش الكريم أيل للسقوط في أية لحظة وبالتالي حياة المدرس دائما مهددة .ومما يزيد الطين بلة بعد الفرعيات عن التجمعات السكنية وبالتالي لا يستطيع المدرس اكتراء سكن أخر ملائم ولا يجد إمامه الا قبول ما هو متاح بالإضافة إلى عدم توفر الإنارة بالفرعية والسكن التابع لها حتى وان وجد بالقرية،أما مشكل الماء فلولا وجود بعض العيون البعيدة عن المدرسة لكنا متنا عطشا دون الحديث عن نظافة الثوب والبدن، التعيين بهده المناطق يؤسها في وحدتها ويساعدها للتأقلم مع أجواء التضاريس الوعرة تم ابنته المعلمة ونظرا لكونها تعيش يجب من العودة تحتم عليه رغم ذلك البقاء على الاتصال الدائم مع بناتهن لأي مكروه لان ماهو معلوم ان مكان عيشها لوحدها فالآباء دائما على خوف من تعرض السلامة خوف مستمر من تعرض بناتهن لأي مكروه خاصة أنها تعيش في قرية لوحدها لاتتوفر على أدنى شروط الراحة والعمل ، وخاص في الفرعية في جبال الأطلس الكبير وعندما تتساقط الثلوج (إذا لم تجد ما تحب فأحبب ماتجد) ، فحسب الاستادة "م.س" بفرعية ايت بوولي أنها حولات مرارا التخلي عن الوظيفة لأنها تجد الصعوبة للتأقلم مع الحياة الجديدة والظروف الصعبة في غياب وسائل الترفيه كالتلفاز لتتبع البرامج التلفزية وصعوبة التنقل وغياب أدنى شروط الحياة الكريمة .
ان المسؤولين عن المنظومة التربوية بالمغرب مجبرين أكثر من أي وقت مضى ان يبحثوا عن آليات واستراتيجيات من شانها ان تحسن وضعية القيمين على الشأن التعليمي وبالتالي تحسين أداء المتعلمات والمتعلمين ،ان البرنامج ألاستعجالي بمشاريعه المختلفة والمتعددة لم تاخد بشكل جدي الوضع العام للمدرسة او المدارس سيكولوجيا او سوسيوثقافيا" فليس من رأى كمن سمع" ان الذي لم يعيش وضع وظروف المدرسات والمدرسين سهل عليه ان يصدر أحكاما جزافية دون موجب حق حيث يحملهم المسؤولية الكاملة في تدني المستوى التعليمي للمتعلمين ،فان كان همنا تحسين وضعية التعليم بالبلاد علينا ان نهتم أولا بوضع المدرسين باعتبارهم حجر الزاوية في هذا الشأن.