مؤشر التنمية بين الاعلام الرسمي والواقع المعيش ، من وحي الأجتماع السنوي لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمراكش
بقلم : نصر الله البوعيشي
وأنا اتابع التغطية الصحفية اليومية لاجتماعات مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمراكش ، ألاحظ تنويه بعض المؤتمرين المستجوبين - في قناة الاعلام الرسمي طبعا - بما حققه المغرب من تقدم و ازدهار ، واسهب البعض منهم في الحديث عن ارتفاع مؤشرا ت النمو الاستثنائية مما بوأ المغرب الريادة في المنطقة .
اعترف أنني لا أفهم في لغة المال والاستثمار والادخار والتضخم وما اليها من المصطلحات المرتبطة بمجال المال والاعمال ولكنني على الاقل افهم أن مؤشر التنمية البشرية هو أداة إحصائية تستخدم لقياس الإنجازات العامة في أبعادها الاجتماعية والاقتصادية. و وفقًا لهذا المؤشر، يتم تقييم الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للبلد بناءً على مستوى الصحة والتعليم ومستوى معيشة الناس
و الحقيقة أن الواقع المعيش يعكس قيما منخفضة لمؤشر التنمية البشرية : انخفاض دخل الفرد ، ارتفاع مستويات الفقر بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة والناتج عن الارتفاع الصاروخي اليومي لأسعار المواد الغذائية فاللحوم مثلا لم تعد في متناول السواد الأعظم من الشعب المغربي بالرغم من استيراد الابقار والاغنام التي لم نرى لها اي اثر على سوق المواشي
اما الأسماك اصبح استهلاكها مقتصرا على الطبقات العليا كما أن ثمن الخضر الغذاء اليومي للمغاربة تضاعفت اثمانها ،
مواد البناء وهو المجال الحيوي النشيط فقد ارتفعت جل مواده باكثر من 300 %) مما تسبب في ركود غير مسبوق في مجال البناء والانشاء وقد تسبب ذلك في عطالة الالاف العمال و افلاس مقاولات البناء الصغرى
اما بخصوص الطاقة فان الوقود يعرف زيادات يومية والجميع يعلم ما يترتب عن كل زيادة في اثمان البنزين .
اما الابعاد الأخرى لمؤشر التنمية فالتعليم و على الرغم من اعتماد المغرب العديد من برامج ترقيعه منذ الاستقلال ، إلا أن منظومة التعليم المغربي تعليمنا يصنف في اسفل المراتب حول العالم، وما زال يعاني اختلالات عدة، منها ضعف المقررات المعتمدة، والتردد في اختيار لغة التدريس بين العربية والفرنسية واخيرا الأنجليزية ولا يستبعد يدراج بنموسى البرتقيزية خصوصا ونحن مقبلون على تنظيم كاس العالم بشراكة مع البرتغال ،
يعرف تليمنا إضافة لظاهرة العنف المتبادلة بين الأساتذة والتلامذة، وكذلك بعض ظواهر الفساد التي لازال التحقيق جاريا في شان بعضها ، كما يعرف أزمة العطالة التي تقضي على آمال العديد من خريجي الجامعات هذا دون الحديث عن وضعية اللاستقرار المادي والمعنوي التي يعيشها اطر المنظومة ،هذا مجرد غيض من فيض .
اما بخصوص الصحة فيكفي القاء نظرة على التقارير الرسمية الحكومية - شهد شاهد من اهلها - التي ابرزت نقصا حادا في الموارد المالية والبشرية، كما يعرف القطاع ضعفا في البنيات التحتية الاستشفائية وغياب العدالة المجالية في توزيعها، إلى جانب ضعف التجهيزات الضرورية لضمان جودة الخدمات الطبية. أما فيما يتعلق بمؤشر الولوج إلى الخدمات الصحية وجودتها، فكما هو معلوم فالصحة تحتل المراتب الدنيا عالميا .
بخصوص الصحة اسمحوا لي ان اختم بهذه الطرفة المضحكة المبكية :
خلال الصيف الماضي اقامت احدى الجماعات الفقيرة اسبوعا ثقافيا تخللته التبوريدة والشيخات واختتم بسهرة فنية كبرى استقدمت اليها اسماء فنيةمشهورة وهذا يتلب ميزانيات ضخمة ، وخرج المواطنون للاحتجاج على رئيس الجماعة متهمين اياه بتبذير اموال الجماعية وهم احوج ما يكون الى مستوصف بعد اعياهم التنقل الى مستشيفات بعيدة قصد التطبيب فكان هذا هو رده :
اذا بنيت لكم مستوصفا او ساهمت في بنائه فسيظن بعضكم انني أتمنى أن تمرضوا ( تنفايل عليكوم بالمرض ) لذلك ف" النشاط " أحسن لكم لأنه يطيل الأعمار . ( لم اسجل الفيديو من الفايسبوك ويمكن البحث عنه والاطلا ع عليه لمن يرغب في ذلك .)