أزيلال : ثانوية المسيرة التأهيلية تنظم ندوة تحسيسية حول العنف المدرسي
أزيلال 24 : عمر بدري
في إطار أنشطتها التربوية الموازية، نظم نادي الفلسفة بثانوية المسيرة التأهيلية بأزيلال، يوم الجمعة 25 أبريل الجاري، ندوة علمية تحسيسية بعنوان: "العنف المدرسي: جذوره النفسية، تاريخه الاجتماعي، وأبعاده الفلسفية"، احتضنها فضاء النادي الداخلي للمؤسسة، وسط حضور وازن لتلميذات وتلاميذ المؤسسة، وأطرها التربوية والإدارية، فضلا عن عدد من أولياء الأمور والمهتمين بالشأن التربوي.
وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز ثقافة الحوار داخل الوسط المدرسي، وترسيخ قيم التسامح واللاعنف، انسجاما مع توجهات وزارة التربية الوطنية الرامية إلى جعل المدرسة فضاء آمنا ومحفزا على التعلم والإبداع.
وقد تميزت الندوة بتنوع المقاربات العلمية المقدمة، حيث افتتح الأستاذ رشيد آيت حمو أشغال اللقاء بمداخلة تناولت "المقاربة السوسيولوجية للعنف المدرسي بين الأمس واليوم"، مبرزا التحولات الاجتماعية الكبرى التي أثرت على علاقة التلميذ بالمدرسة. فيما تناولت الأستاذة حليمة أورحو الظاهرة من زاوية سوسيولوجية أيضا، متوقفة عند مظاهر تفكك الروابط الاجتماعية التقليدية وتراجع الأدوار التربوية للأسر والمؤسسات المجتمعية.
ومن جانبه، قدم الأستاذ ياسين دغي مداخلة سيكولوجية سلط فيها الضوء على الخلفيات النفسية للعنف المدرسي، مشددا على أهمية دعم التلاميذ نفسيا للحد من هذه الظاهرة ومستعرضا تفسيرات أربع مدارس كبرى: التحليلية التي تربط العنف بالكبت وغرائز الموت، والسلوكية التي تراه سلوكًا مكتسبًا، والإنسانية التي تعتبره نتيجة للحرمان، والمعرفية التي ترجعه إلى الأفكار المشوهة.. أما الأستاذة حفيظة فرحان، فقد قاربت الموضوع فلسفيا، معتبرة أن العنف يعكس أزمة قيم ومفاهيم مرتبطة بالسلطة والتنشئة الاجتماعية، داعية إلى تنمية الفكر النقدي لدى التلاميذ.
واختتم الأستاذ أشرف العسري سلسلة المداخلات بتحليل للعوامل الاجتماعية والاقتصادية المساهمة في استفحال العنف، مقترحا سلسلة من التوصيات العملية لمعالجته بشكل شمولي.

وشهدت الندوة تفاعلا إيجابيا من قبل التلاميذ، الذين عبروا عن آرائهم وطرحوا تساؤلاتهم المرتبطة بتجاربهم اليومية داخل المؤسسة وخارجها. كما تم في ختام اللقاء توزيع شواهد تقديرية على المشاركين، اعترافا بمساهمتهم الفعالة في إنجاح هذا الموعد العلمي.
وأكد منظمو الندوة أن هذه المبادرة تأتي ضمن برنامج متكامل يهدف إلى دعم الحياة المدرسية، وإرساء ثقافة اللاعنف والحوار البناء داخل الفضاءات التعليمية.