أزيلال 24: رضى التومي / صحفي متدرب

في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز البنية التحتية الصحية وتقريب الخدمات من المواطنين، شهدت مدينة بني ملال انطلاق أشغال بناء مستشفى جهوي جديد، يُرتقب أن يشكل نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية بجهة بني ملال–خنيفرة، التي تضم أكثر من مليون نسمة.

المشروع، الذي يمتد على مساحة إجمالية تناهز 44.500 متر مربع، يأتي استجابة للحاجيات المتزايدة في القطاع الصحي الجهوي، ويهدف إلى توفير طاقة استيعابية تصل إلى 450 سريرًا، ما يجعله من بين أكبر المنشآت الطبية في المنطقة.

وسيُنجز هذا المستشفى وفق معايير هندسية ومعمارية حديثة، تُمكّنه من تقديم خدمات صحية متكاملة تشمل تخصصات حيوية مثل الجراحة العامة، وطب النساء والتوليد، وطب الأطفال، إلى جانب وحدات العناية المركزة والإنعاش، مما يعكس الطابع المتطور للمرفق المنتظر.

وتُقدّر الكلفة المالية لإنجاز هذا المشروع الصحي الاستراتيجي بـ380 مليون درهم، وهو استثمار يعكس التزام الدولة بتقليص الفوارق المجالية وضمان عدالة صحية لجميع المواطنين، لاسيما في المناطق الداخلية التي ظلت تعاني من محدودية البنيات التحتية الصحية.

ويُنتظر أن يُسهم هذا الورش الكبير في خلق فرص عمل عديدة، سواء خلال مرحلة البناء أو بعد افتتاح المستشفى، مما يُنعش الاقتصاد المحلي ويدعم التنمية الاجتماعية بالجهة.

ويأتي المشروع في سياق الخطة الوطنية لتعزيز العرض الصحي، والتي تتضمن أيضًا إنشاء مراكز صحية قروية، وتوسيع خدمات الوحدات الطبية المتنقلة، من أجل الاستجابة لحاجيات ساكنة المناطق النائية والمعزولة.

من جهتهم، أعرب عدد من المواطنين والفاعلين المحليين عن ارتياحهم لانطلاق هذا المشروع، متمنّين أن يُنجز في الآجال المحددة، وأن يُسهم فعليًا في تخفيف الضغط على المستشفى الإقليمي الحالي ببني ملال، الذي يعاني من الاكتظاظ ونقص الموارد البشرية والتجهيزات.

ومع انطلاق هذا الورش الصحي الجديد، تُفتح آفاق واعدة لتطوير القطاع الصحي في جهة بني ملال-خنيفرة، في أفق جعل المدينة مركزًا صحيًا جهويًا بمعايير عصرية، يُلبّي حاجيات الساكنة ويضمن ولوجًا منصفًا للخدمات العلاجية.