محاكمة مبارك نبراس الديموقراطية العربية
ذ.عكي خالد
ظلت محاكمة مبارك قضية تشد لها الأنظار وتتابعها القنوات حتى أنهاأخذت من الأسماءأقواها،فهي محاكمة القرن الذي ذأب الإعلام على تسميتها بذلك نظرالمحورتيهاوانفراديها في العالم العربي، فمحاكمة رئيس عربي لم تكن لتتم مادام راكعا للغرب وحافظا لمصالحه ،ومبارك الذي تنحى بمحض أرادته- كما اصبح يظهر اعتبارا لتطور الأحداث- وبعديد من الضمانات التي وفاها أصدقاؤه الغربيون والمحليون ظل رابط الجأش عالما بمنتهى الأمور. فقضاياه المثقلة والعديدة من قتل للمتظاهرين و التربح غير المشروع وتصدير الغازلإسرائيلبأثمنةأضرت بالاقتصاد المصري..و.....................كانت لتزج به في غياهب السجن لسنوات طويلة ،لكن القضاء المصري النزيه برر كل الجرائم وكيفها كما يحب ويرضى أصدقاء مبارك دون ان يجيب على أسئلة عديدة ،منها اذا لم يكن مبارك من قتل بإعطاءأوامره،فمن قتل هؤلاء ادن؟وغيرها من الأسئلة التي ظلت عالقة بعد حكم البراءة التي استفز مشاعر المصريين ،وبين بالملموس ان ألا ثورة في مصر،وإنما نظام بادل مفاتيح السلطة بين أبنائه. ما يزيد عن 50 جلسة كانت استراتيجية لنظام مازال هو القائم بالفعل رغم انتخابات جبرت الخواطر لمدة يسيرة ،لتعود المياه لنصابها ويفوض الشعب من جديد لديكتاتورية جديدة قديمة ،فهل الشعب واع فعلا بما يقوم به امان الجوع والتفقير جعلاه في ايد من يدفع، ليخرج جحافل مصفقه ومهللة للسيد الجديد؟ السيد الذي ظل إلى اليوم يجدد اله القمع ويطورها في غض للطرف من الغرب الذي يكيل بمكيالين ويربط الديموقراطية بالمصالح وحقوق الأنسان بالفوائد .فلن يعزب عن متتبع لقنوات مصر العديدة تبنيها التهليل والتكبير لسيد القصر الجديد ذو البزة العسكرية السيسي في ضرب صارخ لرسالة الصحافة التي من فرضها تنوير العقول ونقذ الأحداث من اجل بناء مجتمع واع بما يروج حوله وبما يعيشه ،لكن كل البرامج وكل الأغاني التي تمجد الديكتاتورظلت تصدح بها أمواجالإذاعاتوالتلفزيونات في ارتباط وثيق بالماضي وبالنظام المباركي، فالسيسي المرسل لإخراج البلاد إلى بر الرخاء هاهويخرج بدباباته العسكرية لإخضاع ما تبقى من الشعب وإظهارانلا رب لمصر سواه أسوة بصديقه مبارك.
قد لا نتفق على أخطاءالإخوان التي رامت اسلمه الدولة وحاولت الترويج لأيديولوجيتها بنوع من الاستغراق ،لكن ما اخذ بالانتخاب يسترجع بالانتخاب لا بالتفويض. هكذا يتم التقعيد لدولة ما بعد الثورة.
وهاهوالستاريسدل عن محاكمة القرن التي رجع منها ذوي الشهداء بخفي حنين، وبنصائح قاضي المحاكمة للمصريين- الذين أودعهم مودع السيسي- بان البراءة حكم عادل مبرزا مبرراته التي لا تقنع ألا من استفاد من هذا الحكم ،رغم تهديدات الحركات الشبابية بالاحتجاج عن حكم البراءة ان صدر في حق مبارك -لا نه يضرب ما تم التوافق عليه خلال الثورة بما سمي العدالة الانتقالية لطي صفحة الماضي الذي ظل مفتوحا بالفعل مع استمرار العسكر في الحكم-ألاان دبابات السيسي ما زالت رابضة في الشوارع تشحذ بنادقها لمن سيحتج عن وحي الرب الأعلى سيد القصر الرئاسي.
لكن الملاحظ ان الثورة ليست في القاموس العربي ما دمنا في ايدي الغرب وتحت جوانحه ،وما دام الشعب أميا لا يفقه من الأحداثألا ما تقوله وسائل اعلام الكل يعلم من يملكها ولمن ولاؤها. فمصر كما تونس أظهرت بالجلاء التام ان الشعوب العربية في معظمها لا تفرق بين الثورة والثروة فهاهي تعيد التفويض للسيسي في مصر ولقائد السبسي وزير داخلية بورقيبة وزبانيتهوأمين حزب بنعلي الذي حافظ بكل هياته وأفراده،لتتحقق المعادلة ان لا ثورة في العالم العربي وإنما هي رسالة للتداول على الكراسي بمنطق غربي وديموقراطية مستوردة وعلى المقاس.