1- إذا جفت الأرض (من الجفاف) و انقطع الخير(الزرع) وإذا جفت القلوب (من الجفاء) انقطع الخير (الضحك)، فالضحك هو زرع الخير، ومن لا يضحك فكأنه لا يعرف الخير.
الذي يضحك لا يمكن إلا أن يكون طيبا.
الذي يعرف أن يلتقط مواقف تجعل الناس يضحكون، لا بد أنه يعرف الطيبوبة ويسمح للناس أن يعبروا عنها بالضحك. نخطأ عندما نظن أن الطيب قادر دائما أن يجعل الناس يضحكون، كما نخطأ عندما يضحك الناس من لقطة مضحكة فنقول أن صاحب الضحكة هو نفسه صاحب الضحكة. الضحكة ملك مشاع من يضحك (لها) ليس حقه فيها أقل من الذي يفعل ذلك (بها)،
2- للمهرج أجرة لأن الناس يضحكون (هذا هو المهم) وليس لأنه قام بعمل مهم من أجلهم
الضحك نشاط طبيعي عند الإنسان، وليس نتيجة ما يحكيه رجل خفيف الظل، لان كل ما يفعله من يضحك الناس هو انه يجعلهم يتذكرون عادة الضحك.
ليس الموسيقي الحقيقي و الرجل الخفيف حقا، هو من يستهلك الفرح والضحك بل انه ذلك الذي يخلق النغم داخل نفسه، ويضحك من أعماقها كذلك، لان هذه النعم مكانها الطبيعي هو داخل الإنسان...أما ذلك الذي تؤديه فرقة من الموسيقيين أو جماعة من المهرجين، فهم يغنون موسيقى ويحكون طرائف. عندما نسمعها هده الألحان، نتذكر الأنغام التي ولدت مع الإنسان ونضحك، لأن الطفل عندما يتنفس الهواء خارج رحم أمه، يبكي وكأنه يودع الضحك، تلك النعمة التي تمتع بها خلال الحياة الطبيعية، وعندما يحين أجله يكون قد نسي عادة الضحك تماما، ولا يجد طريقة للتعبير غير تلك العادة التي اكتسبها من الخارج، نصفها إذن بأنها مصطنعة (من الصناعة) أو مكتسبة(من الكسب)، فالإنسان لا يتعلم من الحياة غير البكاء وينسى الضحك الذي يولد مع الإنسان.
3- قلنا أن الفرح صناعة وقلنا إن الضحكة من الكسب والى الكسب. الناس يرقصون من الفرح ويغنون من الفرح ويضحكون من الفرح. يستغل بعض الناس مواهبهم، لان ليس لهم مهنة أخرى يعيشون منها ما و يكسبون بها قوت يومهم. يستحق هؤلاء الموهوبون أن يكون لهم دخل قار من صناعة الفرح، ليس لأنهم يصنعون الفرح، ولكن لأنهم يشاركون الفرح.
4- ...أما الفرح، لا يحتاج إلى آلات ومعدات.مكانه الطبيعي هو داخل الإنسان.. الضحك مثل الفرح. الفرح والضحك أصبح صناعة ومهنة فرقة من الموسيقيين والمهرجين. هناك منهم فرقة صغيرة يحترمون الجمهور، لأن هؤلاء لا يستهلكون الفرح والضحك بل يخلقونه داخل أنفسهم، لان مكانه الطبيعي هو داخل الإنسان، أما الهرج والتهريج فهو مؤثرات صوتية، نزين بها مشهد الفرح. الضحك عادة الناس الطيبين، يستغلها أي مهرج من اجل أن يصبح له مدخول قار من الضحك. يضحك الناس ليس لان المهرج يخترع الضحك ولكن لان هناك قابلية للضحك عند الناس.
5- يقولون أن الضحك يمكن أن يكون آلية نفسية لإخفاء القلق. ينكدون علينا حياتنا هؤلاء الحشريون، يسمونهم أطباء نفس. عوض أن يعلموننا كيف نضحك، يستخسرون فينا لحظة ضحك. يهمهم أن نكون مرضى لان ذلك...هو الذي يعطيهم مبررا لان يتدخلوا في حياة الناس، وأهم من ذلك، يسمح أن يضمنوا مدخولا قارا لان الضحك نشاط طبيعي وقار في حياة الإنسان الذي يضحك لأنه طبيعي وقد يقوده الضحك إلى عيادة من اجل أن يأخذ حقه من القلق.
6- الضحك... ذلك البكاء، الذي نتذكر به أننا لا زلنا أحياء.