عاشوراء الماء والنار ومخاطر الالعاب النارية
سعيد فجوري
الاحتفال بعاشوراء يوم العاشر من محرم تتخذ عدة أشكال، من اللعب التي تصبح تجارة رائجة إلى الفواكه اليابسة التي يقبل عليها ربات البيوت، لتقدمها لضيوفها طيلة فترة الاحتفالات، مرورا بطقوس النقر على "الطعاريج" كل ليلة والغناء.
يوم "الشعالة" وهو يوم معروف لدى المغاربة الذين يحتفلون بالنار، يوم تاسع محرم، وأصبح الشباب يعمدون فيها إلى إحراق إطارات عجلات السيارة، وكل ما هو قابل للاشتعال.مما يسبب في اندلاع النيران وإحداث حرائق.
زمزم هي عادة الرش بالماء صباح يوم العاشر من محرم بين الجيران وخاصة بين الشباب في الشوارع تعبيرا منهم بالاحتفاء بمناسبة عاشوراء برش من تربطهم بهم علاقات الود والمحبة الا انها تحولت مع مرور الزمن الئ تصرفات غير مسؤولة من طرف البعض وتحولت عادة الرش بالماء في أحيان كثيرة الئ مصدر الإزعاج والتحرشات خاصة من طرف الشباب الذين يتعمدون رمي الفتيات و النساء بالماء من اجل التسلية او الانتقام.
وتمثل ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات في هذه المناسبة سلوكا سلبيا يسود مجتمعنا رغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب، في ظل إصرار الباعة على ترويجها..
ولعل وعي الناس بخطورة هذه الألعاب يجب أن يبدأ من الوقوف عند مفهوم هذه الألعاب التي لا تشبه سائر الألعاب الأخرى، كونها أساسا عبارة عن متفجرات ضعيفة الانفجار نسبيا، وتصنع من مواد كيماوية شديدة الاشتعال..
فاستهلاك أطنان من الألعاب النارية والمفرقعات، يسجل خاصة في عاشوراء. ويسبب ترويجها المتواصل في الأسواق استهلاكا مفرطا لها وتبذيرا كبيرا لدخل الأسر..
وفي المقابل يجني ثمار تسويق وترويج هذه الألعاب المحفوفة بالمخاطر بعض التجار الذين يرون فيها مصدرا للكسب بغض النظر عن مخاطرها الصحية والنفسية والبيئية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.
وباتت هذه المواد تشكل خطرا ليس على مستخدميها فقط، بل على الموجودين في محيط استخدامها أيضا، لما تسببه من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، كما تحدث أضرارا في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق.
يشار إلى أن الحرارة والضوء والشرر الناجمة عن استخدام المفرقعات، تعتبر من العوامل المباشرة للإضرار بالجسم، خاصة منطقة العين الحساسة لأن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر.
وقد سجلت حالات إصابات عيون بعض الأشخاص بهذه الألعاب، وتمثلت في حروق في الجفن وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للبصر.
كما تعتبر الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيماوي والفيزيائي، وكلاهما خطر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار ، بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية إذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة على سبيل المثال.
ويؤذي الأطفال أحيانا بعضهم بعضا أثناء مزاولة هذه الألعاب، كما تؤدي البعض منها إلى ترويع الأطفال النائمين الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات بما يسبب لهم الهلع والخوف، وهذا وجه آخر للمضار النفسية المترتبة عن هذه الألعاب الخطرة.
بذلت و مازالت تبذل مجهودات جمة لمعالجة هذه الظاهرة الخطرة التي تتطلب تكاتفا لحصرها والقضاء عليها و تطويق تداعياتها.
ويبقى للمدرسة ووسائل الإعلام دور محوري في هذا الإطار إلى جانب دور السلطة المحلية والأسرة للحد من هذه الممارسات