تزنيت: تفاصيل مثيرة بعد عودة فتاة من “رحلة اختطاف” قادتها إلى الشمال
تفاصيل مثيرة هي تلك التي كشفت عنها عودة فتاة أولاد جرار المختطفة قبل أيام، فعلى شاكلة الأفلام السينمائية التي تصور مشاهد الاختطاف والهروب كانت قصة فتاة أولاد جرار كما استقاها موقع تيزنيت 37 الدي أورد الخبر ،من روايات ومصادر متطابقة..
اختطاف ثم تنويم
أفادت الروايات التي استقاها الموقع من مصادره ان الفتاة، ذات الـ 21 سنة من عمرها، كانت خارج منزلها بغرض التبضع واقتناء بعض من حاجياتها بدكان في الجوار قبل ان تتفاجأ بسيارة تعترض طريقها وتحاول قطع مسيرها.. لم تتنبه الفتاة لذلك في البداية كلنها حاولت ثانيا تجاهل السيارة إلا أن السائق أصر على معاكستها إلى أن أجبرها على التوقف ومن تم إرغامها على ركوب سيارته قبل ان يقوم بتنويمها باستعمال قطعة قماش مرشوشة بمادة لم يتبين نوعها.. غابت عن الوعي فلم تعد تتذكر أية تفاصيل..
طيلة مسافة الرحلة، التي لم تستطع الفتاة تبين مسارها أو وجهتها، استفاقت أخيرا لتجد نفسها داخل شقة تطل على الشارع وهي تسمع فقط من رجحت أنهم “كوريتات” سيارات الأجرة أو الحافلات ينادون مراكش.. مراكش..مراكش”… حاولت التعرف على موقعها وهي التي لم تستفق بعد من نومها الذي سببته لها قطعة “القماش المخدرة”، حاولت جاهدة لكنها فشلت قبل ان يعود مختطفها من جديد ويقوم بتنويمها باستعمال ذات القماش.
فيلم داعشي
ظلت الفتاة المختطفة على تلك الحالة إلى أن استفاقت من جديد لتجد نفسها أمام مشهد لم تتخيله أبدا ولو للحظة..كان المشهد أشبه بـ”فيلم داعشي”.. فقد استيقظت من “نومها” لتجد امامها شخصا ذو لحية كثة يضع نظارات شمسية سوداء وبالقرب منه كانت هناك عصا حديدية وسكين جزار ينتظر من يستعمله وعلى مقربة منه كان ما يشبه هيئة سيدة وغطاء أبيض يلف جسدها بالكامل لا يُظهر منه إلى خصلات من شعرها هي التي كانت كفيلة بأن توحي للفتاة المختطفة أن الهيئة ليست إلا لسيدة ولا شيء آخر إلا هي.. ربما قد تكون وصلت الشقة بنفس الطريقة..
جالت بعينها داخل الغرفة ثم ما لبثت الكوابيس تدفعها للتفكير في حل للهروب من مأزق خاصة وأن مختطفها هددها مرارا وتكرارا إن هي أحدثت ضجة أو حاولت التفكير في الهروب ولم تكن عصا التهديد سوى شقيقه الذي أخبرها (مختطفها) أنه لا يعرف سوى الذبح والنحر ولا شيء غير ذلك.. تراجعت بداية لكنها لم تتوقف عن التفكير..
هروب هوليودي
ما هي إلا لحظات حتى لاحت امامها طريقة للهروب فقد استغلت ما رجحت أنه آلام رأس ألمت بمختطفها جعلته يترنح ويضع رأسه بين يديه من شدة ما كان يحس به.. انتظرت الفرصة فانقضت على العصا الحديدية لتوجه له ضربة قوية على مستوى الوجه والرأس أسقطت نظاراته الشمسية أرضا وأدخلته في نوبة هستيرية تركت لها فرصة الهروب من باب الشقة.
فتحت باب الهروب والنجاة دون ان تلتف وراءها لترى إن كان قد تعقبها أم لا.. نزلت الدرج فكان الطريق أمامها مفتوحا إلى أن وجدت بابا يحيل إلى الشارع.. خرجت منه فوجدت نفسها في مدينة لا تعرف تفاصيل شوارعها وأزقتها..
هنا طنجة..
بعدما تمكنت الفتاة من الهروب ونزول درج العمارة تعرفت أخيرا على ان المدينة التي قادتها إليها رحلة اختطافها لم تكن إلا مدينة شمالية على بعد كيلومترات وكيلومترات من مسقط رأسها في جنوب المغرب.. لقد كانت المدينة هي عروس الشمال.. طنجة..
قصدت دكانا تجاريا على بعد أمتار من العمارة.. حاولت الحصول منه على بطاقة وهاتف محمول غير أن املها تبدد بعدما أخبرها أن الحصول على “بطاقة سيم” يستلزم تسجيل معطياتها الشخصية واليوم كان يوم سبت وجل الوكالات التجارية كانت مغلقة..
لم تيأس رغم ذلك.. استوقفت سيارة أجرة.. حكت له قصتها فأشفق لحالها ثم سلمها هاتفه لتجري منه مكالمة هاتفية نحو رقم نداء شقيتها التي تواصلت معها والذعر يكاد يسقط الهاتف من بين أناملها.. حكت لها القصة ثم طلبت منها أن ترسل لها مبلغا ماليا حتى تتمكن من العودة إلى بيت أهلها وهو ما كان فعلا بعد ان توصلت بمبلغ مالي توصلت به عبر وكالة لتحويل الأموال فتسلمته لتقصد بعدها محطة الحافلات بحثا عن واحدة تقلها إلى مسقط رأسها بتيزنيت..
وهنا تيزنيت..
أخيرا وجدت حافلة متوجهة إلى الدار البيضاء ومنها إلى مراكش فاستقلتها، كانت رحلتها أشبه بالعذاب، تضيف الروايات، وهي تنتظر متى تصل إلى وجهتها قبل ان يتعقبها مختطفها مرة أخرى.. وصلت إلى وجهة الحافلة في مرة اولى ثم أكملت طريقها على متن الحافلة نحو تيزنيت قبل ان تتقدم إلى مصالح الدرك الملكي مفيدة المحققين بقصة اختفائها واختطافها من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ثم عودتها إلى أقصى الجنوب مرة أخرى سالمة دون أن يمسها مكروه.