لما نضجت الافكار الثورية في ذهني ، وانا في ريعان شبابي ، قررت ان اغامر بنفسي ،وادخل الترشيح للانتخابات الجماعية القروية من اجل الدفاع عن مصالح قريتي ، وادلو بدلوي من اجل التغيير واصلاح ما يمكن اصلاحه .وقد عانيت الشيء الكثير من قومي ، متذكرا في كثير من المناسبات قول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد وخاصة حين قال : ولما تحامت علي العشيرة ********** افردت افراد البعير المعبد وظلم ذوي القربى اشد مضاضة *********على المرء من وقع الحسام المهند . دخلت عالم الانتخابات لا اعرف اي شيء عنها ، وذلك بشغف كبير وحب اعمى لقريتي ، بدعوى ان المواطنين سدج ، يحتاجون الى من يدافع عنهم لان حقوقهم تهضم ، يكفي ان يوجد من يدافع عنهم ، لكن الامر ليس كما كنت اتوقعه في ما بعد . وجدت نفسي اول الامر وكاني غريب عن الناس لا يعرفني سوى بعض افراد قبيلتي هم الذين اجتمعت بهم ليلة يوم السبت ، واقترحت عليهم امر الترشح لمنصب المستشار الجماعي . وكان ملزما علي ان اتقرب الى المواطنين وخاصة المسجلين بداءىرتي الاتتخابية رقم تسعة . وكنت غاية من الحماس من اجل التغيير الجذري ، اذ كانت افخاد اسر انتهازية رجعية تتحكم في الشان المحلي لقريتي اكثر من ثلاثين سنة ، ونظرا لهذا الاستغلال الفضيع قررت ان كون سدا مانعا لكل منابع الفساد وهدر المال العام لقريتي ، وخاصة ان اغلب اعضاء الجماعة كانوا اميين لا يفرقون بين الالف والعصا وهمهم هو الحصول على المال ولوعلى حساب استنزاف خيرات جماعتنا الغنية بمواردها الطبيعية والبشرية والتي لاباس بها بالمقارنة مع موارد جماعات اخرى مجاورة لنا.وكان السبب الرءيسي في خوض هذا الغمار استحمار الرءيس كل المواطنين ويفعل مايشاء في تدبير الشان المحلي ، لانه هو الوحيد الحاصل على الدكتوراه في اللغة الفرنسية ، وظل يتباهى بها ، ويستصغر كل الطلبة والموظفين ، خاصة الجماعيين الذين كانوا تحت ادارته . وفعلا استنزف المال العام للجماعة بدون رقيب ولا محاسبة ، الشيء الذي اخر كثيرا من مصالح قريتنا .ولما احس وعلم الطاقم الحاكم بانني ساترشح لاني واحد من رجال التربية والتعليم . بدا هذا الطاقم بحملة انتخابية سابقة لاوانها ومفتعلا كثيرا من العراقيل والموانع حتى لا انجح واصير معارضا غير مرغوب فيه ، لان رجال التعليم انذاك في نظر الحكام والمسييرين نقمة يجب ازالتها من مسار كل ما يتعلق بتسيير الشان المحلي خاصة والاقليمي عامة .وبما ان موعد الانتخابات الجماعية بدا يقترب ، كانت الحملة الانتخابية السرية اللاقانونية تسري بين الناخبين والمنتخبين كل يوم وخاصة في الاسواق الاسبوعية..اضطررت ان البس لباسا حزبيا ، اتستر وراءه كي اتجنب ضربات السلطة البيروقراطية الخبيثة اللاانسانية ، رغم عدم اقتناعي بهذا الحزب وكل الاحزاب الانتهازية التي كانت تنعم باموال طاءيلة من الدولة .فكانت سياسة هذه الاحزاب التي عششت بين افخاد اعيان القباءيل واستغلال ابناء وبنات الاحياء الفقيرة بالتهميش والتحقير مع فكرة الاستغناء السريع والمناسباتي. وكل هذه الاحزاب منذ نشاتها الى اليوم ، ولربما حتى في المستقبل.... تتلون كالحرباء من اجل نشر اديولوجيتها والوصول الى امتصاص المال العام ومساعدة اللوبيات الخاءينة للوطن . (يتبع ).
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها
1- متالق رغم الداء والاعداء
أوجيغ موح
أولا و قبل كل شيء أود في البداية أن أتقدم اليكم أستاذنا الفاضل بعظيم الشكر والتقدير كما أنني ممتن لكم على هدا المقال الجميل والرائع.
إنه لمن المهم أيضا التذكير بالمعاناة والماساة المستمرة التي تعاني منها ساكنة المناطق الجبلية في المغرب. فمنطقة تاكلفت تبروشت وآيت وقبلي وتلوكيت...وبعض الأخرى المجاورة المعروفة لا زالت تعيش حياة البدو الحقيقية التي سمعنا عنها في كتب التاريخ القديم.
مناطق بدون مستشفيات مجهزة ولو بممرض وفي لعمله، يأتون النساء الحوامل من أعالي الجبال محملة على ظهور الدواب لتصل باب البناية المسماة عندنا بالمستشفى وتتفاجاء بغياب المسمى ممرض.ليتم نقلها مباشرة في اتجاه المستشفى الجهوي ببني ملال في ظروف جد قاسية بعد البحث عن سيارة إسعاف التي نجدها بدورها عاطلة أو تحتاج لرخصة من مسؤول ما للحصول عليها.
معظم سكان هذه المناطق لا زالوا يحملون الماء الصالح للشرب من العيون والآبار على الدواب (الحمير والبغال )لمسافات طوال قد تستغرق احينا يوما كاملا.
في هذه المناطق تنتشر ظاهرة الهدر المدرسي بشكل مخيف والسبب راجع إلى ما يلي:::
* ضعف أو انعدام القدرة الشرائية للمواطن أمام هذا الكم الهائل من البرامج التربوية والتعليمية التي لا تزيد التلاميذ أو شبه التلاميذ إلا عبئا ووزنا ثقيلا في المحافظ.
* بعد المؤسسات التعليمية عن المنازل المتفرقة في القرى حيث أصبح القسم عند الأطفال مكانا للاستراحة والاستعداد للسفر وحمل الأثقال من جديد.
* الفقر من اهم أسباب الهدر المدرسي خصوصا بعد حصول التلميذ على الشهادة الابتدائية ويضطر لمغادرة المنزل هنا يقف حمار الأب المسكين في العقبة حيت يحتاج إلى مال كثير لمسايرة ولده الطموح في التعليم.
* البنت أكثر تعرضا للهدر المدرسي أكثر من الولد نظرا للتقاليد والعادات السيئة التي تتسم بها العديد من الأماكن تجاه تعليم العنصر النسوي وانتقالها إلى المجال الحضري وووو...
* أما البنية التحتية والنقل والتجهيزات الأساسية التي لا حياة كريمة بدونها فحدث ولا حرج.معظم الطرقات الرئيسية والممرات المهمة تجدها من تجهيز وبناء الاستعمار الفرنسي في المنطقة. فلا جديد يدكر في هذا المجال....فلا زال السكان المحليين الأصليين يستعملون الدواب للتسوق وقضاء جميع الأغراض المتعلقة بالنقل.
أخيرا وليس آخرا نجدد لكم الشكر والتقدير استادنا الكريم ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد. كما نتمنى أن ينظر المسؤولين والمشرفين والمراقبين في هدا البلد إلى هده المناطق الجبلية المهمشة بعين الرحمة والالتزام ببنود الدستور الجديد في ما يخص النهوض بالعالم القروي. والسلام.