تناقلت بعض الجرائد والمواقع الألكترونية المغربية هذ الأيام .خبرا صادما مفاده ان عريسا ارتكب جريمة قتل مع سبق الأصرار والترصد. في حق عروسه ساعة الدخول بها, ليلة حفل الزفاف .ويعود سبب هذه الجريمة الشنيعة, حسب العريس المجرم. الى فقدان العروس لعذريتها .وتحول الفرح الى مأتم. وليلة العمر الى ليلة القهر .وانفض السامر من أهالي العروسين الى ديارهم مذهولين غير مصدقين لما حدث. وبدل ان يركب العريس سيارة فاخرة مخفورا بالأحباب. ركب سيارة الشرطة مخفورا بالمحققين . وبدل أن تحمل العروس على العمارية. حملت على نعش نحو مشرحة الطب الشرعي.انها مفارقة من مفارقات الحياة, التي تجعل المرء يتأمل في عالم النفس البشرية الأمارة بالسوء. وكيف يصدر الأنسان أحكاما خاطئة, يعتقد لجهله انها عين الصواب. ويتصرف بقلب منزوع الرحمة, ليزهق روح ادمية. الله وحده وكيلها وحسيبها وخالقها.فهل العريس الشاب قطع الشك باليقين في مسألة عذرية عروسه من عدمها؟ ان الطبيب المحلف المختص هوالوحيد من سيؤكد فقدان العذرية, وسبب فقدانها, ونوع البكارة وكل التفاصيل الطبية ذات العلاقة بالموضوع.اذن فالعريس القاتل مخطأ تماما لتسرعه وعدم لجوئه الى الطبيب الشرعي.وقد حدث في الكثير من المرات أن برأ الطب الشرعي البنات المقبلات على الزواج من اتهامات فقدان العذرية التي يسوقها من عقد عليهن من الرجال .وقد تكون ضحية صاحبنا بريئة. لان البكارات أنواع, منها الغربالي, والمطاطي. وهذا موضوع طبي علمي نتركه لأهل الأختصاص...وفقدان البكارة يقع لأسباب غير الاتصال الجنسي المباشر بين الرجل والمرأة.كالوثب العنيف مثلا بل تولد بعض البنات من دون هذا الغشاء . وفي احدي حلقات برنامج قصة الناس, الذي تبثه قناة ميدي1 تي في. شاهدنا تلك الشابة الجريئة التي جاءت لتتحدث بوجه مكشوف عن مشكلتها مع خطيبها, الذي اتهمها بفقدان غشاء البكارة .وحكت بالتفصيل كيف أن نوع بكارتها هو المشكل وليس شيئا آخر. واقترحت على خطيبها أن يأخذها عند أي طبيب يشاء ليتأكد من براءتها لكنه رفض وأصر على اتهامه لها وقد كانت الشابة مقنعة في الدفاع عن نفسها لكن بعد التشهير بكيانها والحط من قدرها.وتشهد محاكم المغرب دعوات يرفعها أزواج يعتقدون أنهم مخدوعون, بسبب تحايل عرائسهم في مسألة غشاء البكارة. واذا كان قلة قليلة منهم ذووا حق فأن الكثير منهم ظالم لنفسه ولعروسه. وينتهي الأمر بالطعن في شرف الفتاة وأهلها وهذا ما يسبب جراحا نفسية لا تلتئم.وقد سبق أن تابعت من باب الفضول قبل سنوات قضية يطعن فيها زوج في عذرية زوجته. وقد سأله القاضي كيف عرفت أن عروسك ليست بكر؟ فأجاب بأنه تأكد من ذلك بنفسه بعد الايلاج . وأسقط في يده عندما أخبره القاضي بأنه بفعل الايلاج يكون قد دخل بها, وان الطعن في العذرية يكون قبل الدخول وليس بعده. .فطأطأ العريس رأسه وتحمل خسارة الدعوي .ومصروف العرس . وذهب للبحث عن امراة اخري انتصارا لكبرياء رجولته المزيف. لأنه أحيانا قد لايحدث خروج دم أثناء الجماع الاول بسبب مرونة غشاء البكارة وتمدده فيعتقد الزوج أن عروسه ليست بكرا وتقوم (القيامة ) . ولا شك أن غياب ثقافة جنسية علمية ودينية حول الموضوع, قد أفسح المجال لمثل هذه القضايا التي يقع ضحاياها البنات وعائلاتهن...وهنا يجب على وزارة التعليم والثقافة ووزارة الاوقاف والشئون الاسلامية ووزارة الصحة العمومية ووسائل الاعلام الرسمية والخاصة تقديم دروس مفصلة عن الثقافة الجنسية. صوتا وصورة ومقالة وتوزيع كتيبات وأقراص مدمجة. كي يعرف كل واحد مقبل على الزواج من الجنسين كيف يتعامل مع مثل هذا الموقف الحساس دون التسرع في اصدار الاحكام .واجراء فحوص طبية تمكن من التمييزفي مثل هذه الامور تجنبا للاحراج فمن يضمن من هؤلاء الذين يفتحون النار دون تمييز في حق بنات الناس أن لا يقع الظلم في حق بناته اثناء الزواج مستقبلا؟ ومن الأخبار السيئة التي سمعتها قيام احدهم بلجم زوجته بلجام . لأنه وجدها غير عذراء وأخرجها على أهله وهي تصرخ, ودارت رحي حرب داحس والغبراء بين الفريقين. دون دليل قاطع على اتهامه...ومنهم من خاف ان يخرج على اهله من دون منديل أبيض ملطخ بالدم. فقام بجرح يده ليكتمل مشهد من فانتزيا ثقافة شعبية راسخة في الجهل تختصر الشرف في غشاء البكارة... علما ان هذا الغشاء له أوجه خادعة ,كما سبقت الاشارة .وقد فطنت الصين الى هذا الاشكال وقامت باستغلاله تجاريا, بصنع الملايين من البكارات الاصطناعية. وتوجيهها الى الأسواق العربية بسعر البطاطس. وفي كل الاحوال فان البنت هي الضحية, عندما تتهم جزافا, وتصبح مثل سلعة غير مرغوب فيها. وقد تلجأ الى الانتحار. أو التواري عن الأنظار. تائهة تفترسها الذئاب البشرية. او تستسلم لقدرها حتي يقيض الله لها رجلا يسترها وقد تتنازل عن ارثها وحقوقها مقابل ذلك .وهذا يعد تمييزا لا يقر به شرع أو دين. وقد صدق رسولنا الكريم عليه أزكي الصلوات والتسليم عندما أوصانا بالرفق بالقوارير كناية عن النساء. والقوارير الزجاجية سهلة الانكسار والتحطم واذا تحطمت يستحيل جمعها من جديد
|