عند السحر ، بين ساعة وساعة
الشاعر الكبير ذ : عبد اللطيف الهدار
في الساعة الحالمة عند السحر
كنا اثنين ،،
رفقة القمر..
وكنا في هالة الضوء
ملاكين..
نسيح في جموح الوجدان.
وصنوبرة عتيقة وارفة الحنان؛
يمرّ حفيفها على قلبينا ،
يوحّد نبضينا..
فتصدح أعراش الشجر ،
لحنا لم يعزف على وتر..
في الساعة الحالمة عند السحر ؛
كنت دوحي ..
كنت صرحي ..
وكنت في عيني ،
تقطفين بوحي ،
بلا همس
بلا نبس..
فقط بكهربة تسري
بين روحينا..
في الساعة الحالمة عند السحر،،
كنا طفلين ،
نلهو في زخات النسيم..
وكان النسيم عليلا ،
والأثير لحنا جميلا..
وكان وجهك اللؤلئي ،
يعبث بصدري..
وأناملي
فراشات من نشوة السهر..
في الساعة الحالمة عند السحر..
آه .. كم كنت ظليلا،،
يأخذني الوجد الى جنات من رذاذ
فأغدو قطرة أمبيقية في عقد المطر..
في الساعة الحالمة عند السحر..
انسلخت من جنس البشر..
وها السحر ،،
وها الساعة التي كانت حالمة ،،
صارت حارقة
كاوية
حالكة
قاتمة..
والليل الذي كان صديقي
نديمي
حبيبي
حميمي
صار يناصبني العذاب.
والرذاذ الذي كان أليفا
صار اعصارا عنيفا
لم يخلف في سمائي غير اليباب..
وأنا الذي كنت في حضرتك
أرتقي مدارج النجوم..
عبر مهجتك..
صرت أنزوي بعيدا عن مقلتك
مثقلا بالهموم ..
صرت منفيا يلوذ بالتخوم..
أقتات على ما تبقى من صور.
في الساعة الحارقة عند السحر،
كنت وحدي في غياب القمر..
لا ، لم أكن وحدي ؛
كان معي الأرق ،،
كان معي القلق ،،
كان معي
كثير من الضجر،
في الساعة الحارقة عند السحر.