كرة الرجاء تصلح ماأفسدته السياسة .....
ذ. أحمد ونناش
94 دقيقة وقلوب المغاربة تعيش حالة خفقان ،وهم جاحظي الأعين ،في جهاز تلفاز يتحكم فيه طاقم مغربي في قطر، ليرقص بدوره مع الجمهور المغربي إذ قصروا المسافة بين مراكش والدوحة ،ناسين كل الهموم اليومية ،والاحتجاجات التي تشهدها شوارع العاصمة ،والتصريحات المختلفة للفرق الحزبية عن الأداء الحكومي ...وانعقاد مؤتمرات جهوية للأحزاب ،والمظاهرات التي تعيشها "مصر" المطالبة بإعادة الشرعية .. ومشاكل الجامعة مع التجديد.. ومعاناة السوريين مع البرد القارص للثلوج ...وقطع اللإمدادات لهم ،التي من شأنها أن تحمل الدفء للداخلين إلى عملية تحرير "دمشق" أو المطالبين فقط بالتعادل ..الذي لم يرضى به فريق الرجاء ..لنعيس في عرس كروي عالمي ،بطله أبناء" الحي المحدي" ودرب "السلطان" ،والأحياء الفقيرة والمهمشة ،التواقة إلى هذا الانشراح العظيم ،وإعادة البسمة إلى محياهم .....
فريق" الرجاء" كنس الشوارع من الاحتقان،والإجرام ،وأعطى الصورة الحقيقية للوطنية ،التي قاتل من أجلها ،إرضاء لشعب بكامله ،ما أحوجه إلى هذا التتويج ،بعد إلإخفاقات السابقة بدء من المدرب البلجيكي "كريتس" الذي لم يفلح في تكوين فريق قادر على التحدي ....وصولا إلى المدرب المقتدر "فاخر" الذي عبر في تصريحات سابقة ،بعد سلسلة من الهزائم التي مني بها الرجاء في البطولة الوطنية، بأنه بصدد إعداد فريق قادر على خلق المفاجأة في البطولة العالمية للأندية ..
ليجد المدرب "البنزرتي "الطريق أمامه معبدة ،بسبب بسالة كتيبة "العسكري "التي جندها ،وخطط لكمائن ضد الخصوم ...
هنيئا للمغاربة بهذه الانتعاشة التي نعتبرها استثنائية مرة أخرى ،لأنها ضخت دماء جديدة في القلوب ،انتعش معها المغاربة ،واستمتعوا بأداء رائع مع عمالقة كرة القدم ،وأمام كاميرات العالم ،وجمهور العالم ،الذي ذاق لذة "الطنجية المراكشية العالمية "التي دخلت إلى التاريخ مرة اخرى من بابها الواسع ،وشوهدت رقصات "الصامبا" البرازيلية بنغمات مغربية ، أسمعت هذه التشجيعات لمن بهم صمم ،ونظرت هذه اللمسات الفنية لم بهم رمد.....