مصير مجهول لعزيز غالي بعد اعتراض “أسطول غزة”.. تساؤلات وتكهنات
أزيلال 24: صحف
ما يزال الغموض يلف مصير الناشط المغربي عزيز غالي، الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بعد إعلان السلطات الإسرائيلية عن ترحيل عشرات النشطاء الأجانب المشاركين في ما يُعرف بـ”أسطول غزة” إلى تركيا، من بينهم شخصيات أوروبية وعربية بارزة. ورغم نشر قائمة بجنسيات المرحلين، والتي تضمنت الجنسية المغربية، فإن اسم غالي لم يظهر في أي مصدر رسمي، ما أثار تساؤلات واسعة حول مكان وجوده ووضعه القانوني.
وكان الأسطول قد انطلق أواخر شهر غشت المنصرم من موانئ أوروبية وتونسية، بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، ونقل مساعدات إنسانية رمزية. إلا أن البحرية الإسرائيلية اعترضت طريقه في المياه الدولية واقتادته إلى ميناء أشدود، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية لاحقًا عن ترحيل 137 ناشطًا إلى تركيا، ووصفتهم بأنهم “محرضون يخدمون حركة حماس”، مشيرة إلى أن هدف الرحلة لم يكن إنسانيًا بل “استفزازيًا”، حسب وصفها.
وذكرت تقارير إعلامية أن عددًا من النشطاء تعرضوا لسوء معاملة خلال الاحتجاز، في ظروف وُصفت بالقاسية. وأفادت صحيفة ذا غارديان البريطانية ووكالة رويترز أن الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ كانت من بين المرحلين، مؤكدة أنها احتجزت في زنزانة مليئة بالبراغيث وعانت من نقص في الماء والغذاء. وقد أكد مكتب الخارجية السويدية زيارة أحد ممثليه لها في سجن كيتسعوت، حيث اطلع على ظروف اعتقالها.
وفيما أكدت السلطات التركية أن من بين المرحلين مواطنين مغاربة، لم تصدر السلطات المغربية، حتى الآن، أي توضيح رسمي بشأن مشاركة أو ترحيل عزيز غالي. وكان الأخير قد أعلن في وقت سابق رفضه لأي تعاون مع الجانب الإسرائيلي، معتبراً ذلك تطبيعاً لا ينسجم مع موقفه الحقوقي.
هذا الصمت الرسمي غذّى الشكوك بشأن احتمال استمرار احتجاز غالي داخل إسرائيل، أو خضوعه لإجراءات قانونية تختلف عن تلك التي شملت باقي النشطاء. كما أطلقت منظمات حقوقية مغربية ودولية نداءات تطالب بالكشف عن مصير جميع المشاركين في الأسطول وضمان سلامتهم، واحترام حقهم في التواصل مع محاميهم وسفاراتهم.
على مواقع التواصل الاجتماعي، تصاعدت الدعوات الموجهة لوزارة الخارجية المغربية للتحرك العاجل والاستفسار عن وضع غالي، خاصة في ظل أنباء غير مؤكدة تشير إلى بقاء عدد من النشطاء – من بينهم مغاربة – رهن الاعتقال والتحقيق داخل إسرائيل.
ورغم إعلان تل أبيب نيتها ترحيل جميع المشاركين في ما وصفته بـ”الحيلة الإعلامية” في أقرب وقت، لا يزال الغموض يحيط بمصير عزيز غالي، في انتظار توضيح رسمي من السلطات المغربية أو الإسرائيلية يُنهي حالة القلق والترقب التي تسود الأوساط الحقوقية داخليًا وخارجيًا.