أيت اعتاب : رحيل تلميذة أمام باب الثانوية… وجرس إنذار يدقّ في أزيلال
ازيلال 24 : الحسين تصميت
استفاقت جماعة مولاي عيسى بن إدريس على فاجعة هزّت القلوب قبل العقول. تلميذة صغيرة كانت تحمل حقيبتها متوجهة نحو فصلها بثانوية القاضي عياض، محاولة قطع الطريق ، وللأسف ، قضاء الله ، لم تصل إلى مقعدها. سيارة مسرعة وضعت حدًّا لأحلامها عند باب المؤسسة، وتركت خلفها زملاء مذهولين وقلوبًا مكسورة لا تعرف كيف تستوعب الغياب المفاجئ.
صباح الاثنين، خرج العشرات من التلاميذ إلى الساحة، ليس من أجل الدروس أو الامتحانات، بل ليحتجّوا على موتٍ كان يمكن تفاديه. رفعوا صور زميلتهم وصدحت حناجرهم بأسئلة مؤلمة:
«أين كانت الإسعاف؟ ولماذا تأخرت ساعة كاملة؟»
أسئلة بسيطة تختصر معاناة مجتمع اعتاد الصمت والتبرير بدل المساءلة.
كيف يعقل أن تبقى فتاة تنزف على الطريق فيما مركز الوقاية المدنية قريب؟ كيف نقبل أن تظل أرواح أبنائنا رهينة الصدفة؟
إن تأخر الإسعاف وغياب ممرات العبور وضعف المراقبة الطرقية أمام المؤسسات التعليمية ليست تفاصيل ثانوية، بل مؤشرات على خللٍ عميق في أولوياتنا.
التلاميذ الذين خرجوا محتجّين لم يطالبوا بالمستحيل، بل بما هو بديهي: طريق آمن، إسعاف حاضر، وسلامة تحميهم وهم يتجهون نحو العلم.
لقد أطلقوا جرس إنذار يجب ألا يُطفأ بعد أول وعد أو بيان رسمي.
وفاة هذه التلميذة ليست حادثًا عابرًا، بل مرآة تعكس واقعًا هشًّا يهدد أطفالنا كل يوم عند أبواب المدارس.
من المؤلم أن يُعلّمنا الصغار دروسًا في الكرامة والحق في الحياة، وأن يذكّرونا بأن الأرواح أغلى من الإسفلت.
رحلت التلميذة… وبقي السؤال معلقًا:
كم حياة أخرى سنفقد قبل أن نصحو؟رحيل تلميذة أمام باب الثانوية… وجرس إنذار يدقّ في أزيلال
رحم الله التلميذة وجعلها طيرا من طيور الجنة وتعزينا القلبية لوالديها واساتذتها ولأسرتها الصغيرة والكبيرة
انه قضاء وقدر والصبر واجب