المنتخبون في المغرب يرددون التنمية باستمرار ، لكن على أرض الواقع لا يطبقون ما يقولون . المنتخبون في المغرب يرددون التنمية باستمرار ، لكن على أرض الواقع لا يطبقون ما يقولون . / قلم : محمد بونوار    

107

قلم : محمد بونوار

 

 

 

مشكلة النخبة المنتخبة في المغرب أنهم يرددون في كل مناسبة التنمية والبنيات التحتية والجري وراء رفع الهشاشة عن المناطقة المهمشة ، ويقسمون  بالله جهد ايمانهم ، ويرددون ذالك في سياقات مختلفة ، لكن في مكاتبهم يعلقون صورة الملك وينسون التنمية .

يتسابقون على حضور المهرجانات والتقاط الصور مع كبار المسؤولين ولا يبخلون في اطلاق تصريحات وارتسامات وتنويهات بأهمية الموروث الثقافي في ربط وشائج التماسك الاجتماعي وربط ماهو اجتماعي بالهوية المغربية وثوابثها .

لكن بمجرد ما تنظم الساكنة مسيرة ، أو مظاهرة ، أو وقفة احجاجية ، يختفون عن الانظار – وهنا أعني النخبة المنتخبة – وفي حالة ما حصل لقاء يجمع بين الساكنة المطالبة ببعض الحقوق والنخبة المنتخبة  ، يرددون – أي  النخبة المنتخبة – أن جميع الطلبات هي مسجلة في برنامج رهن الدراسة من طرف لجنة مختصة .

نفس النظام يتركرر كلما وقعت مسيرة ، أو مظاهرة ، أو وقفة احتجاجية ، لكن ما وقع أخيرا بجهة أزيلال ، انطلاقا بمسيرة أيت بوكماز- الهضبة السعيدة  الى مسيرات أخرى بمناطق المغرب المنسي ذو السرعة الثانية ، أتى بخطة جديدة ، ألا وهي التوجه الى مقر عامل المنطقة بصفته ممثل الملك في تلك البقعة الجغرافية ، وهو ما يعني أنه لم يعد دور للمنتخبين – رؤساء الجماعات – والذين يحاولون في مثل هذه المناسبة اقناع الساكنة بوعود كثيرة ، والتي غالبا لا تر النور طيلة انتداباتهم الانتخابية ، وهو ما يعني أن دور النخبة المنتخبة لم يعد يشفي غليل الساكنة المتعطشة الى الحصول على بنيات تحتية هم في أمس الحاجة اليها ، وهنا لاباس أن نفتح القوس لنذكر البعض منها : مدارس قريبة من السكان ، قناطر لعبور الاودية وربط الساكنة ببعض الخدمات ، طرقات لرفع التهميش عن ساكنة الدواوير ، مستشفيات القرب بما فيها دور  للولادة ، سيارات اسعاف لنقل المرضى ، توفير اشارات المرور وسياجات الامان الطرقية ، توفير الماء الصالح للشرب للساكنة  في مجالات تواجدها ، توفير النقل المدرسي ، توفير الانارة والصرف الصحي للتجمعات السكنية المنظمة ، ومحطات النقل العمومي وكذا توفير ملاعب القرب ومرافق الترفيه كالمسابح والحدائق ودور الشباب والائحة طويلة .

قد يتساءل القارئ لماذا قامت هذه المسيرات واحدة تلو الاخرى في مناطق المغرب العميق هذه السنة، ولم تقم في السنوات الماضية ؟

الجواب لا يحتاج الى علم كبير لفهم هذه الانتفاضات الاجتماعية ، اليوم بفضل وساءل التواصل الاجتمعي أصبح في رمشة عين الخبر يصل الى المواطن اٍينما كان ، مثلا يكفي لصورة التقطها مواطن مغربي في كورنيش طنجة ، أو الدار البيضاء ، أو الرباط ، أن تصل الى جميع المستعملين لما يسمى بالفضاء الازرق ، فما بالك بفيدو قصير يبين الرفاهية والرخاء والازدهار على مستوى البنيات التحتية مقارنة مع مواطن يعيش في المغرب العميق ، يعاني من الصباح الى المساء جراء النقل والتنقل وجراء الحصول على الماء الصالح للشرب وجراء البحث عن العمل وجراء  الجري وراء الحصول على الدواء ، أو جراء تحليلات طبية ، دون الكلام على الاضواء والمناظر الحضارية : عمارات وشوارع ومقاهي ومطاعم وفنادق وملاعب وطرقات سيارة وحافلات مكيفة وقطارات سريعة ومطارات قريبة وموانئ عملاقة وجامعات وحداءق ومنتزهات وووو…..

انطلاقا من هذه المعطيات السوؤال البديهي الذي يتبادر الى الذهن ، لماذا لم تصل الحضارة الى مناطق المغرب العميق ولو نسبيا ؟

رغم التفاوت الكبير الذي يظهر جليا على مستوى الملاعب – كرة القدم – مثلا ، وجبت الاشارة أن ساكنة المغرب العميق لا يطالبون بكورنيشات :  طنجة والرباط ، وأكادير،  والدار البيضاء ، قدر ما يطالبون بالماء الصالح للشرب وطرق لفك العزلة , ومدارس جمعاتية قريبة من الدواوير ، كما يطابلون بحواجز الامان لتافدي الحوادث الطرقية نظرا لوعورة التضاريس الجغرافية ، ومستشفيات قريبة  من أماكن تواجدهم .

بعض المسيرات التي وصلت الى مقر العمالة ، تم تحقيق بعض مطالبها ، لكن هذه الحلول لازالت دون مستوى تطلعات الدواوير العديدة والمهمشة والتي لازالت بعيدة عن الحضارة والبنيات التحتية التي يعرفها المغرب الذي يسير بالسرعة الاولى .

لتفادي هذا التأخر على مستوى التقدم الحضاري لابد من وضع برنامج متكامل يجمع جميع الفاعلين على مستوى الطرقات والقناطر أولا ، ثم المدارس والمستشفيات ، ثم ثتمين الجاذبية السياحية لخلق مناصب شغل ، ثم مرافق القرب للشباب والذي يعتبر مشتل بشري لاغناء التنوع الثقافي والاتني والعرقي والذي يغذي تعدد أنماط الحياة والتقاليد والقيم بالمغرب  .

 

كاتب مغربي مقيم بالمانيا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.