احتجاج آباء تلاميذ دوار أغرم بسبب النقل المدرسي: اتهامات بتصفية حسابات داخلية
أزيلال 24: عبد الجليل ابو الزهور
علمنا من مصدر محلي بدوار أغرم أن عدداً من أولياء أمور التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بثانوية الخوارزمي بسيدي يعقوب امتنعوا ليومين متتاليين الجمعة والسبت عن إرسال أبنائهم إلى المؤسسة التعليمية، احتجاجاً على الوضع المتعلق بتحديد نقطة انطلاق النقل المدرسي على بعد يقارب كيلومتراً ونصف من الدوار، مما يرهق التلاميذ، خاصة في فترات الصباح الباكر والظروف الجوية القاسية.
ما يجري في سيدي يعقوب اليوم، ليس مجرد خلاف حول نقطة توقف حافلة، بل هو صورة مصغرة عن كيفية إدارة الشأن العام بعقلية التحكم والانتقام بدل منطق المصلحة العامة. فالنقل المدرسي وُجد لتقريب المدرسة من التلميذ، لا لتحويل الطريق إليها إلى حلبة صراع سياسي ضيق.
وللتأكد من المعطيات، ربطنا الاتصال بالسيد لحسن أوكنو، عضو جماعة سيدي يعقوب وأحد مكونات الفريق الأغلبي بالمجلس، والمنتمي لنفس الحزب الذي ينتمي إليه العضو الذي يوصف محلياً بـ”المتحكم في كل صغيرة وكبيرة داخل الجماعة”.
وقد أكد أوكنو صحة ما ورد على لسان عدد من الآباء، موضحاً أن التلاميذ فعلاً لم يتوجهوا اليوم إلى الثانوية احتجاجاً على القرار الجديد. وأضاف أن النقل المدرسي كان، طيلة السنوات الثمانية الماضية، يصل مباشرة إلى الدوار دون أي مشكل، قبل أن يُتخذ هذا العام قرار مفاجئ بتغيير نقطة الانطلاق إلى موقع أبعد دون مبرر واضح.
ووصف أوكنو هذا القرار بـ”الانتقامي وغير المنصف”، معتبراً أنه جاء كرد فعل على رفضه الخضوع والانصياع لأوامر العضو المتحكم في دواليب الجماعة. كما حمل المسؤولية الكاملة لـ”جمعية التميز للنقل المدرسي والتنمية” التي قال إنها “نفذت أوامر هذا الأخير دون مراعاة مصلحة التلاميذ أو معاناة أوليائهم”.
وختم عضو الجماعة تصريحه بتعبير مؤلم عن واقع أبناء الدواوير النائية قائلاً:
> “كم من أبناء منطقتنا حُرموا من حقهم في التعليم فقط لأن مدارسهم بعيدة، ومن استطاع مواصلة دراسته كان ذلك بثمن الرحيل عن موطنه الأصلي. من يعرف مرارة الحرمان من الدراسة لا يمكن أن يقبل بحرمان جيل جديد منها”.
ونضيف أن الطريق إلى المدرسة لا يجب أن يمر عبر دهاليز الحسابات السياسية، وأن من يتعامل مع التعليم كأداة ضغط أو مكافأة حزبية، إنما يعلن إفلاسه الأخلاقي قبل السياسي. فالمدرسة ليست ساحة لتصفية الحسابات، بل هي رهان المستقبل وكرامة الجماعة كلها.
إن ما يحدث في أغرم وسيدي يعقوب، كما يقول أحد أبناء المنطقة، امتحان للقيم قبل أن يكون اختباراً للنقل المدرسي، امتحان للضمير المحلي ولقدرة من يدير الشأن العام على التمييز بين الخدمة والسلطة.