وفاة الحقوقي اليساري مصطفى البراهمة بعد صراع مع المرض
أزيلال 24: متابعة
فارق المناضل اليساري البارز المصطفى البراهمة الحياة، اليوم الإثنين، عن عمر يناهز 70 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
اشتهر الراحل بدوره البارز في تأسيس حزب النهج الديمقراطي العمالي، وتقلد مهمة الأمانة العامة للحزب لولايتين متتاليتين بين عامي 2012 و2022، قبل أن ينسحب تدريجياً من الواجهة السياسية بسبب ظروفه الصحية.
البراهمة، الذي رحل عام عيشه السبعين كان محكوما بـ 20 سنة سجنا، بتهمة “المؤامرة ضد النظام” سنة 1985 لما كان من الوجوه التي خلفت المعتقلين الأُول في قيادة منظمة “إلى الأمام” الماركسية الجذرية، علما أنه سبق أن اعتقل لمدة سنة عام 1976، بتهمة الانضمام إلى صفوف “إلى الأمام” و”المس بأمن الدولة الداخلي”.
وكان البراهمة زمن سنوات الرصاص من الأسماء التي حافظت على استمرارية المنظمة السرية، قبل اعتقاله، ليؤسّس مع رفاقه سنة بعد “العفو الملكي العام” سنة 1994، بعدما قضى عشر سنوات من السجن، حزب النهج الديمقراطي.
وبدأ البراهمة مساره السياسي منذ انخراطه ضمن النقابة الوطنية للتلاميذ التابعة لـ”اليسار الجديد” الماركسي اللينيني المغربي السري آنذاك، وسبق أن قال في حوارات إن ما حدّد مساره الجامعي العلمي هو السعي ليكون قرب المهندس الجذري المغربي الراحل أبراهام السرفاتي الذي كان أستاذا جامعيا وتقلد مسؤوليات جامعية من بينها إدارة الدراسات.
وحتى سنوات عيشه الأخيرة، ورغم المرض، ناقش المصطفى البراهمة، المهندس الذي كان أيضا مفتشا جهويا للتعمير وإعداد التراب الوطني، أطروحة بالمعهد الوطني للتعمير والتهيئة.
اضطر البراهمة خلال فترة مرضه إلى السفر نحو فرنسا لمتابعة العلاج، بعدما تدهورت حالته بشكل كبير نتيجة إصابته بمرض عضال، ما جعله يغيب عن الساحة العمومية خلال الأشهر الأخيرة.
ارتبط اسم الراحل بنشاطه اليساري الراديكالي، حيث كان من مناضلي منظمة “إلى الأمام” الماركسية، ما جعله يتعرض للاعتقال ويُدان بعشرين سنة سجناً بسبب نشاطه السياسي.
عمل البراهمة أيضاً إطاراً في وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني، وظل إلى آخر أيامه وفياً لقناعاته الفكرية مدافعاً عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان.