حبس انفرادى وحقيبة بها كتابين.. كيف سيقضى ساركوزى أيامه خلف القضبان؟

424

أزيلال 24 : متابعة

 

 

في خطوة غير مسبوقة بتاريخ فرنسا، دخل الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، البالغ من العمر 70 عامًا، سجن لا سانتي في باريس بعد إدانته في قضية التمويل الليبي لحملته الانتخابية عام 2007. وتم نقله إلى قسم العزل داخل السجن للإقامة في زنزانة انفرادية لضمان أمنه وسرية احتجازه.

بدأ الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، اليوم الثلاثاء، قضاء عقوبة السجن لمدة 5 سنوات في سجن لاسانتي بباريس، ليصبح أول زعيم فرنسي يدخل السجن منذ المارشال فيليب بيتان لتعاونه مع النازية بعد الحرب العالمية الثانية.

وتأتي إدانة ساركوزي، الذي تولى الرئاسة بين عامي 2007 و2012، بتهمة التآمر لجمع أموال من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية في 2007. وتتمحور القضية حول مزاعم بأن حملته تلقت ملايين اليوروات نقداً من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، الذي أطيح به لاحقاً خلال انتفاضات “الربيع العربي”.

وفي حين أدين ساركوزي بالتآمر مع مساعدين مقربين لتدبير هذا المخطط، فقد برّأه القضاء من تلقي الأموال شخصياً أو استخدامها لأغراض خاصة. وقد نفى الرئيس السابق باستمرار ارتكاب أي مخالفات، واصفاً القضية بأنها ذات دوافع سياسية. ويقضي ساركوزي بالفعل عقوبة سجن أخرى من خلال ارتداء شريط إلكتروني حول الكاحل، وذلك في قضية فساد منفصلة تتعلق بمحاولته الحصول على معلومات سرية من قاضٍ مقابل خدمات وظيفية.

على الرغم من استئنافه للحكم، اتخذت محكمة باريس قراراً “غير مسبوق” ببدء ساركوزي تنفيذ عقوبته فوراً، دون انتظار نتيجة الاستئناف. وبررت المحكمة قرارها بـ “خطورة الاضطراب الذي ألحقه الفعل بالنظام العام”. ويُعد هذا الإجراء مثالاً على لجوء القضاة الفرنسيين بشكل متزايد إلى أوامر “التنفيذ المؤقت للأحكام” لمواجهة التصورات المتعلقة بالإفلات من العقاب، ما يعكس تحولاً في نهج فرنسا في التعامل مع جرائم كبار المسؤولين.

 

 

من المرجح أن يُحتجز ساركوزي في وحدة العزل بسجن لاسانتي، حيث يوضع السجناء في زنازين منفردة ويمارسون الأنشطة بعيداً عن بعضهم بعضاً لأسباب أمنية. وتتراوح مساحة الزنازين، التي أصبحت تضم حمامات خاصة بعد التجديدات، بين 9 إلى 12 متراً مربعاً. وسيحصل ساركوزي على هاتف أرضي، وتلفاز مقابل رسوم شهرية تبلغ 14 يورو (نحو 16 دولاراً).

وفي تصريح لصحيفة “لوفيغارو”، كشف ساركوزي أنه سيأخذ معه كتابين ، من بينها رواية “الكونت مونتي كريستو” لألكسندر دوما، وهي قصة رجل سُجن ظلماً ويخطط للانتقام ممن خانوه.وكتاب “حياة المسيح “.

على الرغم من غضب حلفائه السياسيين واليمين المتطرف، أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة “إيلاب” في الأول من أكتوبر/تشرين الأول أن الرأي العام الفرنسي يؤيد قرار المحكمة. ووفقاً للاستطلاع، رأى 58% من الفرنسيين أن الحكم نزيه، بينما أيد 61% قرار إرسال ساركوزي إلى السجن دون انتظار نتيجة الاستئناف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.