المرأة المغربية بالجلابة واللثام…من ايام الزمن االقديم
زينب حسام
منذ فتحنا أعيننا في هذه الحياة ونحن نرى جداتنا وأمهاتنا يلبسن الجلابة، ولا زلت لحدود هذه الساعة.
تعتبر الجلابة المغربية من الأزياء التاريخية التي تزيد المرأة المغربية جمالا، فهي رمز للأصالة والعراقة المغربية التي تعكس صورة الجمال الأنثوي المغربي، وترجع الجلابة المغربية إلى العهد الماريني حيث ظلت صامدة في ظل العديد من الحضارات التي مرت على المغرب وتركت بصماتها على حياة المغاربة دون أن تؤثر على أصالة الجلابة التقليدية المغربية.
ومازالت المغربيات يتألقن بالجلابة المغربية رغم مرور عصور وظهور التصاميم العالمية للأزياء، حيث لا يغريهن ارتداء زي أنيق سوى الزي المغربي في كل المناسبات.
في مجتمعنا المغربي كانت النساء تلبسن “الجلابة بالقب او الجلابة باللثام” وكن بزيهن ذاك جميلات تشعر إزاءهن بكثير من الحميمية والدفء ، وكن ينزلن لثامهن في أي لحظة ليشربن الماء أو لأخذ نفس خاصة أيام الحر وكان اللثام خفيفا وأحيانا تحفه بعض التطريزات ، وبعد ولوج النساء إلى سوق العمل تغير المشهد ودخلت البنات الكليات والمدارس وأصبحن عاملات وطبيبات وممرضات وأستاذات وفي كل مكان يخدمن فيه هذا الوطن ، وفي خضم هذا التغيير تخلت النساء أيضا عن اللثام.
ولكن افتقدت الجلابة خصوصية كانت تميزها وهو غطاء الرأس المسمى القب اللذي كانت النساء يلبسونه مع لثام من الموسلين ويتفنن في طرزه.
الجلابة المغربية لن تموت
الجلابة هي الأصل كانت وستظل منتوجا مغربيا أصيلا يعبر عن ثقافة بلد بأكمله، ورغم التطور الذي شابها لتلائم احتياجات العصر كما يدعون، إلا أن الجلابة التقليدية مطلوبة ومرغوبة من طرف النساء
الجلابة المغربية كلباس أساسي لا تفرق بين النساء اللائي يرتدينها من حيث انتمائهن لطبقات اجتماعية مختلفة وغير متطابقة، فهي توحد بينهن ليظهرن كنسيج متكامل أثناء تواجدهن خارج منازلهن. كما أنها قد أصبحت حاليا ذائعة الصيت على المستوى العالمي، فهي تتماشى مع مختلف التصاميم والتقليعات لتواكب أحدث صيحات الموضة إرضاء لجميع الأذواق
ستظل الجلابة المغربية كمنتوج تراثي يعبر عن أصالة البلد الذي ينحدر منه، في الوقت الذي لازالت فيه قلوب المغربيات تخفق للزي المغربي، استطاع هذا الأخير تخطي الحدود المغربية والوصول إلى العالمية، حيث سحر المشاهير بتصاميمه العريقة الممتدة على مدى التاريخ البعيد.
لا زالت إلى يومنا هذا تلعب الجلابة دورا مهم بحيث لا زال عامة الناس يلبسونها كما يقول المثل الشعبي المغربي
”الجلابة سترة في الصيف وفي الشتا ”