نظام التقاعد ..رب ضارة نافعة....

ذ.أحمد ونناش

ضارة لان الموظفين سيلجون إلى  العمل فوق ظهور زوجاتهم اللائي  مازلن يكافحن من اجل تربية أولادهن ، نظرا لعمل السن....
ضارة للذين لا يحبون عملهم ،وينتظرون بفارغ الصبر ،لحظة الفرج ،للخمول والكسل ...
ضارة لان الموظفين سيضطرون إلى الخروج إلى المر احظ كثيرا...
ضارة لان الموظفين سينقلون عبر كراسي متحركة ...
ضارة لأن العطاء سيفقد مكانته ،والنشاط الشبابي سيضمحل أمام متطلبات الأجيال ،وتقليدهم للمتغيرات اليومية عبر العالم ....
ضارة لأنها ستحد من التوظيف ،والترقي في الدرجات وبالشواهد ،مما يؤثر سلبا على سير العمل ...
ضارة لأنها  ستضع حدا للتساؤلات والرؤى المستقبلية...
ضارة لأن الربيع العربي سيزن نفسه.....
ضارة لأنها ستعثر  المخططات والبرامج السياسية ...
ضارة لأنها ستفرمل التفكير السياسي والاجتماعي لسنوات....
ضارة لأنها من سترفع من نسبة العاطلين عن العمل ....
ضارة لأنها ستؤزم الوضع الاقتصادي العالمي ....
ضارة لأنها يكثر فيها الإجرام ،والتشاؤم والإحباطات النفسية  ....
لكن في المقابل أليست نافعة ؟
_ لانه ستطبق مقولة وجه شيخ وقلب شاب...
_ لان الأمن والسلام سينتشر فيها ..مادامت الأهداف واضحة...
_لان العالم سيستوعب معنى كلمة الربيع العربي ، المنادية بالديمقراطية والحرية والعدالة ....
_ لأنها ستحل فيها الأزمات الاقتصادية _
_  لأنها ستعيد جدولة الديون وتنفس على المثقلين بها ...مصداقا لقوله تعلى ،إن بعد العسر يسرا...
_لأنها ستظهر لنا أفكارا سياسية ونقابية جديدتين ،في انتظار الانقضاض على المبتغى....
_ لأنها سنعرف من خلالها من نحن ؟ وماذا نريد ؟
_لأننا فوضنا أمرنا لله.....
_ سيتمرد  فيها الفرد على نفسه ..
_لأنها ستحفز عن  الاجتهاد لدى الطبقة العاملة ،حنينا لأيام الشباب ....
_ لأنها ستطبق مقولة الرسول " إذا غضب أحدكم فاليصمت.."
_ أليست هي التأنيب بعينها للقلوب الغير الرحيمة...؟
_ أليست هي الإنسانية وحب الآخر...؟
_أليست هي إعادة في التفكير في البرامج ...؟
_ أليست هي مراجعة الذات ...؟
_ أليست هي تعويض لأيام المرض والإضرابات....؟ أليست هي الاستفادة من خبرات الوطن...؟
_ أليست هي المستفيدة من الموظفين الأشباح والمغادرات الطوعية التي استنزفت ميزانية الدولة....؟
_ أليست هي قيا س الشارع العربي ومدى التفاعل معها ،لتمرير أجندات مسبقة ....؟

ذكرنا هذا بدكتور بجامعة محمد الخامس بالرباط ،وفي مادة معينة ،التي كان يستقبل فيها الطلبة أساتذتهم في القسم أو المدرج،وهم ينتظرون سيارته بالشارع ،لينزل منها فوق كرسي متحرك ،لينقلوه إلى القاعة، لا يبالون بمرضه أو تقدمه في السن ،ولكن لرشف عصير دماغه الذي يستمر ساعات ،لإفادتهم ،وتنوير عقولهم رغم سنه المتقدم ، فطوبى لهؤلاء......
ضارة نافعة أحلاهما مر بالنسبة لشعب تواق إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،والتقدم والحضارة ،والحب ،والإنسانية ،والعيش الكريم ......