تخليدا للذكرى العشرين لاغتيال آيت الجيد بنعيسى التي خلدها رفاق واصدقاء الشهيد بمسرح المنصور بالرباط مساء الخميس 23مارس الجاري اكد رفاق الشهيد في كلمة بالمناسبة بضرورة كشف ملابسات قضية الشهيد بنعيسى آيت الجيد الذي مر على اغتياله 20 سنة، بعدما اغتيل من طرف مليشيات تنتمي الى جماعات أصولية يوم 25 فبراير 1993 بمحيط جامعة محمد بن عبد الله بفاس ، دون أن تنكشف الحقيقة، في هذه «الجريمة السياسية البشعة ومعاقبة كل المتورطين الذين نفذوا الجريمة والذين خططوا لها ودعموها، بمن فيهم المسؤولون السياسيون المباشرون وغير المباشرين، تفعيلا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب وإنصاف ذاكرة الشهيد وذكراه» .
و ذكر نور الدين جريراحد رموز الطلبة القاعديين بفاس والذي كان هو ايضا ضحية للقوى الاسلامية في بداية التسعينيات ، بمحطات الشهيد منذ انتقال عائلته من نواحي تزكي بطاطا بالجنوب المغربي للاستقرار بحي عين قادوس بفاس، حيث انصهر في نضالات الجماهير الشعبية من خلال العمل الجمعوي والحقوقي والتطوعي، وصولا إلى نضالاته داخل الجامعة وتحمله مسؤولية داخل الاجهزة التنظيمية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة فاس منذ 1987، وذلك في ظرف تميز بالحظر العملي على المنظمة الطلابية والقمع الذي طال مسؤوليها، وهي الاعتقالات التي طالت ايت الجيد كطالب ينتمي لفصيل القاعديين التقدميين، قبل ان تمتد إليه ايادي الظلام لتغتاله سنة 1993، ولم يكن منفذو العملية سوى عناصر تنتمي آنذاك إلى فصائل تابعة لكل من جماعة العدل والاحسان وكذا الاصلاح والتوحيد الذي سيتحول من بعد إلى حزب العدالة والتنمية..
وأكد جرير ان المجرمين معروفون وأنهم لا يزالون أحرارا، مطالبا بمحاكمة المتورطين ، في إشارة إلى عبد العالي حامي الدين تتهمه عائلة ايت الجيد بمقتل ابنها، رفقة عمر محبّ، وقال ان التهمة ثابتة في حق حامي الدين الذي تنكر لانتمائه الاسلاموي وقال كذبا في محاضر الضابطة القضائية انه ينتمي إلى الفصيل القاعدي، مضيفا أن القاعديين براء مِن مَن تلوثت يداه بدماء الشهيد ايت الجيد..
وتميز الحفل بحضور العديد من الفعاليات السياسية والحقوقية من بينها خديجة الرويسي وأحمد بنجلون ونبيلة بنعمر، ورفاق آيت الجيد من كل جهات واقاليم المملكة . بتكريم عائلة الشهيد عمر بنجلون في شخص اخيه احمد بنجلون، الذي حضر رغم المرض الذي اقعده لما يفوق عن ثلاث سنوات، كما تم تكريم عائلة شكري بلعيد من خلال حمة همامي بعدما كان مقررا حضور أرملة الراحل شكري بلعيد، بسمة الخلفاوي ،وحضر همامي الأمين العام للجبهة الشعبية التونسية، ورئيس هيأة دفاع بلعيد بالنيابة عنها ، الذي قَدِم من تونس لتمثيل الحزب والعائلة.. كما تخللت الحفل مجموعة من الفقرات الموسيقية والكوريغرافية التي لامست ظاهرة الاغتيال السياسي وقضايا الحرية والديمقراطية من خلال الابداع الفني واللحن الموسيقي..