أزيــلال / أفورار : "المُوقفْ" فضاء العار لليد العاملة النسائية بجماعة افورار
مصطفى طه جبان
سوق الشغل اليومي او ما يسمى بالموقف ساحة تضرب مواعيدها اليومية قبل شروق الاشمس مع يد عاملة من مختلف الاعمار و الاجناس قادمون من الاحياء الهامشية و الدواوير المجاورة لجماعة افورار في انتظار زبائن قد ياتون او لا ياتون.
على امتداد الشارع الرئيسي يوجد الموقف الذي يعتبر مكانا واسعا تمتد عبر رحابه يد عاملة نسائية اضطرتهن ظروف الفقر القاسية الالتحاق بالمكان المذكور تحت طائلة المنطق الانتهازي فتيات في مقتبل العمر و عوانس و ارامل يشكلن شريحة عريضة داخل الموقف يغادرن بيوتهن قبل الفجر و لا يعدن اليها الا بعد الغروب منهمكات جراء العمل الشاق و اشعة الشمس الحارقة التي تسبب لهن في العديد من المشاكل الصحية بالاضافة الى حالتهن النفسية المهزوزة بسبب ما يعانينه من تحرشات جنسية و مضايقات مسترسلة.
و لكون الموقف مكان يعج بحركة مكثفة فهو لا يخلو من مشاجرات كلامية حيث يشتد الصراع كلما أقبل الزبون رغبة في اختيار يد عاملة.
وجوه نسائية تحدت الظروف المناخية الصعبة منتظرة طلعة اول زبون تتوقف الشاحنات و العربات المجرورة ينزل المزارعون بحركات ثقيلة متمايلة تتم عن مكر مكشوف تهرع النساء نحو الزبون الذي غالبا ما يكتفي باشارات مرفوضة انسانيا لاختيار المحظوظات منهن.
تغادر الجرارات و العربات المجرورة بواسطة الدواب و الشاحنات المكان مخلفة احتجاجات من تبقى من اليد العاملة النسائية و هن يركضن في كل الاتجاهات تعبيرا عن وضع اشد بؤسا و اكثر اقصاءا حين تغدو المحن و الاشغال الشاقة مستعصية و غير عابئة لاوضاعن الصعبة و متطلباتهن اليومية.
و اذا كان الموقف ملاذا يجلب يوميا افواجا من النساء من مختلف الفئات العمرية من اجل الظفر بفرصة شغل غبر مباشرة تتمخض عنه معاناة القهر و الانتهاكات الانسانية و تتولى من خلاله اشواط التهميش و خرق كل المواثيق الانسانية، فهل ستتدخل الجهات المسؤولة من مجالس جماعية محلية وإقليمية وجوية والسلطات للبحث عن بديل لهؤلاء النسوة، خاصة وأن اليوم العالمي مرة دون أن يلتفت إليهن أحد بعيدا عن صالونات تجميل اليوم العالمي للمرأة؟ .بلاقيود