دمنات :إعطاء الانطلاقة الأولى لتعاونية خضراء لإنتاج أكياس القماش غير المنسوج بأزيلال
حكيمة ادبيليج
تنظم جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب فرع دمنات، وتعاونية الأكياس البديلة بدمنات، يوم الخميس 27 دجنبر الجاري بجماعة امليل دائرة دمنات إقليم ازيلال، حفل إعطاء انطلاقة لمشروع تعاونية خضراء، تضم 24 شابا وشابة من ذوي الشهادات، العاطلين عن العمل، والذين استفادوا من تكوينات وتداريب، في إطار المهن الخضراء لمدة سنة كاملة، في إطار مشروع "الاستثمار في الطبيعة: نموذج جديد للمهن الخضراء بإقليم أزيلال"، المتابع من طرف جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، بدعم من مبادرة الشراكة الأمريكية الأوسطية.
في هذا السياق، أكد محمد شوقي، رئيس فرع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بدمنات، أنه في إطار حماية الموارد الطبيعية لإقليم أزيلال، واستثمارها بشكل أفضل، وفي إطار التأهيل والإدماج الإجتماعي والإقتصادي للشباب، خاصة الشباب العاطل عن العمل في المناطق الفقيرة، وإنطلاقا من الارتباط الوثيق بين قضايا الشباب، وإشكالية النمو، والإستثمار والتشغيل، وفي إطار معالجة أوضاعهم، التي تحتاج إلى ابتكار مبادرات ومشاريع جديدة وملموسة تحرر طاقاتهم، وتوفر لهم الشغل، والدخل القار، وتضمن لهم الاستقرار، وتمكنهم من المساهمة البناءة في تنمية الوطن، ومساهمة في تحقيق أهداف الرؤية الاستراتيجية للتنمية المستدامة 2030، خصوصا في مجال الاقتصاد الأخضر، تابعت جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، مشروع " الإستثمار في الطبيعة : نموذج جديد للمهن الخضراء بإقليم أزيلال"، بدعم من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية، والذي يهدف إلى تشجيع الشباب، في ولوج مهن جديدة، ذات الطابع الحمائي البيئي، وهو ما يسمى بالاقتصاد الأخضر".
وأضاف الفاعل الجمعوي أنه قد شرع في تنزيل أنشطة هذا المشروع ابتداء من أكتوبر 2017، عبر مجموعة من المراحل، تتمثل في انتقاء الشباب المستفيد المستوفي لشروط المشاركة المتعلقة بالمستوى الدراسي، والسن، والمنتمين، لإقليم أزيلال بعد إعلان من طرف الجمعية بمجموعة من الجرائد الإلكترونية الوطنية والمحلية، وكذا في مواقع التواصل الاجتماعي، وبرامج إذاعية، وملصقات تعريفية للمشروع على صعيد الإقليم، مشيرا إلى أنه في هذا الإطار تم تنظيم مقابلتين مع الشباب المسجلين مسبقا في المشروع، بغية تقييم مدى استعدادهم لمتابعة برنامج المشروع، وكذا شرح وتوضيح حيثيات وهدف المشروع، واختتمت هذه المرحلة، يبرز شوقي، بتنظيم ورشة لانطلاق المشروع يوم 25 يناير 2018، بمدينة دمنات، تلتها المرحلة الثانية من الأنشطة المبرمجة في المشروع والمتعلق بالورشات التكوينية، إذ تم تكوين 60 شابا وشابة عبر سلسلة من التكوينات المبرمجة في مجالات الاقتصاد الأخضر، والسياحة، وريادة الأعمال، والتسيير المالي، وفي تقنيات البحث والحصول عن التمويل، وفي استراتيجية البيع والتسويق، مشيرا إلى أن هذه المرحلة اختتمت بمجموعة من الاجتماعات بين فريق المشروع والمشاركين ليتم انتقاء 30 مشاركا ومشاركة لمواصلة المرحلة المتعلقة بالتدريبات في مجال المقاولات الخضراء وبناء مخططات العمل".
وفي ما يتعلق بالمرحلة الثالثة، قال شوقي إنه تمت فيها زيارة ميدانية يوم 19 أبريل من السنة الجارية، لمنقطة أسني التابعة لإقليم الحوز، لفائدة الشباب رفقة فريق المشروع، والمدربين، ومنظمة الأطلس الكبير، والأشخاص العاملين بالمؤسسات التي برمجت في الزيارة، حيث تمت زيارة كل من تعاونية "تاسا ويركان"، لإنتاج شتلات الزيتون ومحطة إنتاج ملح طبيعي، وتعاونية "إدراران لمنتجي الجوز"، والتي اطلعوا خلالها على تجارب خضراء.
وأوضح رئيس فرع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض فرع دمنات إنه بهدف ترسيخ ما تم التطرق إليه في المرحلة المتعلقة بالدورات التكوينية، باعتبارها مرحلة نظرية الهدف منها تلقين وشرح مفاهيم جديدة تندرج في إطار الاقتصاد الأخضر، تم الانتقال لمرحلة رابعة وهي الورشات التدريبية ابتداء من شهر أبريل الماضي، والتي قسمت لمراحل إعداد مخططات العمل (دراسة السوق- الدراسة التقنية، الدراسة القانونية، والدراسة المالية)، والذي يعتبر الهدف منها إعداد وبلورة وتنقيح مخططات العمل حسب متطلبات كل مشروع، ومساعدة الشباب على اختيار مهنة خضراء مناسبة، تخول لهم إستغلال الثروات الطبيعية، والإيكولوجية التي يزخر بها إقليم أزيلال والتي تتماشى مع ميولاتهم الشخصية في المجال المقاولاتي، والتي أطرت من طرف مدربين وخبراء في المجال المقاولاتي، موضحا، أن هذه المرحلة من المشروع عرفت
مساهمة الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بأزيلال، في تأطير ومواكبة الشباب في تنقيح مخططات عملهم، وقد تميزت كذلك بمساهمة جمعية "تافارنوت" بأدوات خاصة، بتجفيف، وتلفيف الفواكه، والأعشاب، لفائدة تعاونية نسائية مؤسسة في هذا الإطار.
وشدد شوقي، لاستكمال مخططات العمل، قام الشباب حاملو المشاريع بعدة زيارات، ميدانية لورشات ومؤسسات، وشركات، وتعاونيات في مجالات تخصصهم، بمجموعة من مدن المملكة، وخلصت التداريب التكوينية، إلى تأسيس سبع تعاونيات خضراء، في عدة مجالات من بينها تدبير وتثمين النفايات، وتثمين وتقطير النباتات الطبية والعطرية، تربية سمك الترويث، والزراعة الايكولوجية، وإنتاج أكياس صديقة للبيئة، وتثمين السياحة البيئية، والتي قدمت مشاريعها ومخططات عملها لمجموعة من المؤسسات المانحة".