20 أبريل ذكرى الربيع الامازيغي...
ذ. أحمد ونناش
ظهرت أول جمعية امازيغية في فرنسا ،انخرط فيها مجموعة من النشطاء ،ومنهم الناشط "بوجمعة الهباز" الذي يعتبر أول حاصل على دكتورة في اللسانيات الامازيغية ،في جامعة السربون ،وبهذا النشاط يتم اعتقاله يوم 19/4/1980،هذه الحركة الامازيغية العلمانية ،جوبهت بأحزاب أمازيغية إدارية .لكنها فرضت نفسها ابتداء من التسعينات ،بدأت معها اتصالات بين جهات المغرب العربي والعالم الغربي ،
إن الربيع الامازيغي يؤرخ لبداية نهضة الامازيغ ورفضهم للاستلاب الثقافي ولعل أحدات الربيع الأسود ل20ابريل الذي سيحتفل الجزائريون بذكرى الربيع الامازيغي الأسود غذا ، انطلقت شرارته سنة 2001 ، ،إبان الأحداث الدامية التي شهدنها منطقة القبائل " تيزي وزو بعد قتل دركي" لمسيناس كرماح "خلف 127 شهيدا وما يزيد وراءها، ،مطالبين بترسيخ القيم الديمقراطية ،وقيم الحرية ،والسلام ،وكرامة الإنسان ،والاختلاف في الرأي،كما هو متعارف عليه في القوانين الكونية ...
هذا الربيع الذي أجبر السلطات الجزائرية ، على إدراج اللغة الامازيغية في الدستور ،والإعتراف بها كلغة وطنية ،وتدريسها في المدارس وميلاد عدة قنوات تلفزيونية، وجمعيات امازيغية، وفرضت اللغة نفسها على الساحة الوطنية ، بعدما كانت مقصية ومهمشة ،مما دفع بالربيع الامازيغي إلى البحث عن مناطق مازالت تبحث عن فريق الاتقاد من الظلم والاستبداد وقمع الحريات ،وطمس الهوية ،والانفراد بالقرار مع جبابرة الجنيرالات الجزائرية .الشيءالذي لا تفبله العقلية الامازيغية منذ قرون ، والذي كان من اسباب تعثر الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا ،بعد تعايشهم من قبل ، مع أقوام خارجية أخرى، بدء من الفنقيين الى القرطاجيين والبزنطيين والرومان والوندال، الذ ين د خلوا المنطقة باحترافية، لكنها استسلمت بعد مقاومة عنيفة من طرف الامازويغ الأحرار ..
كانت انطلاقة الربيع الأمازيغي من الثاويات ،باركته مناطق عدة ،لما عرفته الجزائر في هذه الفترة من فساد ،وغلاء المعيشة ،وتفشي ظاهرة البطالة ،والتهميش الذي طال بعض المناطق دون الأخرى ،وممارسة القمع ،والفرو قات متباينة بين الشعب والأسر الحاكمة ،والتي استفادت من عدة صفقات بترولية في هذه الفترة ،بالإضافة من السياسة التي نهجها جنرالات الجزائر بإقصائها..
والملفت للانتباه ،أن الحركات الاحتجاجية ،لم تسقط في فخ التقسيم العرقي ،إذ تمردوا باسم كل الجزائريين ،رافعين شعار ،العدالة ،والكرامة ،وحقوق الإنسان ،وتحسن الأوضاع المعيشية ،لكافة أبناء المناطق المهمشة والفقيرة.الشيء الذي جعل العاصمة تنظم إلى هذه الحركات الاحتجاجية ،مادام لها نفس المطلب ...
توالت الاعتقالات بين صفوف المدافعين عن الهوية والكرامة ، آخرها اختطاف الناشط الامازيغي "خالدالزراري" نائب الكونغرس العالمي الامازيغي،من طرف السلطات الجزائرية ،وبطريقة أفلام "الويسترن" كما روى ذلك بعد وصوله إلى مطار محمد الخامس ،اثر الكلمة التي ألقاها في المهرجان الخطابي ل"تيزي وزو " القبائلية ،ليتم استنطاقه ، مبررة ذلك ،أنه لايحق للأجانب ، إلقاء خطابات ولا المشاركة في مسيرات في مثل هذه المناسبات ..
وحسب ما تناقلته وسائل الإعلام ،فإن معظم المدن المدن الجزائرية شهدت مسيرات ضخمة ،رفعت فيها شعارات ،مستحضرة شهدائها ،الذين قدموا أرواحهم ،من أجل عيش كريم للجميع ،كما اختفت فيها الصراعات السياسة بين الحزبين التقليديين للأمازيغيين" بتيزي وازو "التجمع من أجل الثقافة ،وجبهة القوى الديمقراطية ،كما انطلقت هذه المسيرات من الجامعات ،والبعض منها لا يخلو من مشادات بين رجال الأمن ،الذين لم يستطيعوا التحكم في زمام الأمور ....
20 أبريل لهذه السنة سيستحضر فيها الامازيغ الذكرى،بحثا عن حياة الكرامة لا الاحتواء والإقصاء والتهميش التي طالت لغتهم .مع العلم أن مجموعة من الفعاليات الامازيغية ،من أحزاب وجمعيات دعت إلى النزول على الشوارع بكثافة ،مطالبين بحقوقهم ،وترحما على شهداء هذه الانتفاضة ،التي تبناها الربع العربي ،وتدعوا على مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة في جميع ولايات الجزائر ،ولهم استثناء هذه السنة في فوز بوتفليقة يالولاية الرابعة وما شهدت مدينتي" باتنا "وعنابة"من أحداث ،خلال عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية.هل ستكون هذه الذكرى سلمية ،؟أم ستعرف منحى آخر وربما تكون الشرارة لمواجهات جديدة.وما الفاعلات الاخرى التي ستحضر هذه الذكرى ،في ظل تحاقن شعبي بفوز بوتفليقة بولاية رابعة؟