مريرت المنسية و سيناريو الهيكلة المغشوشة
أزيــلال 24 : شجيع محمد ( مريرت )
منذ أن عرفت مدينة مريرت و كالمعتاد وكما ألفه الساكنة مشهد اقتلاع وإعادة هيكلة الأرصفة و الطرق والأزقة فلا يمر على مشروع هيكلة سوى سنة أو سنتين حتى يتهرئ وتعتريه الحفر و تكشف الأمطار الغش الكامن في البنيات التحتية وهكذا تتم معاودة الكرة مما جعل التنمية بالمدينة مؤجلة إلى أجل غير مسمى وهكذا تضيع السنوات و تستنزف الميزانيات حتى أضحت مدينة مريرت تحمل عنوان
" مشاريعنا و هيكلتنا التي لم تتم " والتي نستخلص من خلالها أن الأمر ينطبق تماما على مدينة مريرت
وكما هو معلوم ما إن يظهر مشروع بمريرت حتى يستبشر له الساكنة خيرا ظنا منهم أن مدينتهم تسير في ركب المدن المتطورة و المتحضرة لكن سرعان ما تتبدد الأحلام وتتحول هذه المشاريع إلى سراب فلا شيء تحقق ولا تنمية تذكر حيث ألفنا مشاهدة أثار القصف على الأزقة بسبب الحفر والبرك والأودية المنتشرة في كل مكان وحتى جوانب المؤسسات التعليمية لم تسلم هي الأخرى وتحولت مداخلها وجنباتها إلى مستنقعات و برك مائية مليئة بالأوحال وخير دليل إعدادية جابر بن حيان و مدرسة تحجاويت ومدرسة محمد الوافي و مدرسة أيت مو زد على ذلك ظلام الحالك الذي أرخى سدوله على جل الأزقة - وإذا ما تأملت الوضع يظهر لك أن المغرب الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام والذي نسمع عنه ونراه في القنوات الإعلامية شيء و وضع مدينة مريرت شيء آخر كأنها في جزيرة لا يحكمها دستور البلاد ولا تسري عليها المراقبة وربما الجزيرة أحسن بكثير وكثير وكلما تأملنا الهيكلة التي تشلمها المدينة نجدها مغشوشة من القاعدة إلى القمة في ظل غياب لجان المراقبة و السرعة في الإنجاز لغرض الحصول على الملايير فأين هو دور اللجنة المحدثة أو اللجان المختصة ربما أن لكل واحد نصيب في الكعكة لتصبح أشغال الهيكلة مصدر رزق وثراء للغالبية وكل مشروع يولد في المدينة إلا ويولد مشوها وغير واضح المعالم ليبقى هذا النوع من المشاريع السمة المسيطرة على المشهد التنموي بالمدينة حتى عادت عنوانا لصيقا بالمدينة إصلاح وهدم ثم إصلاح بعده هدم وهكذا يسير قطار التنمية ويبعد ركب التحضر وكم من زائر يتحاشى حتى التجول وسط أزقة " المدينة " ربما أن هذا الإسم لا ينطبق على مريرت حتى شارع الجيش الملكي الذي يطل على العديد من المرافق الإدارية ( مركز الشرطة – معهد التكنولوجيا التطبيقية – ثانوية المجد – مركز الفحص التقني للعربات – مقر الجماعة الترابية – باشوية المدينة ..) والذي تمت هيكلة الجزء الثاني منه خلال الشهور الأخيرة تحول إلى حفر وبالوعات بدون أغطية و ظهرت في حفر كالمقابر ..أهذه هي الهيكلة التي تتحدثون عنها ؟ أهكذا تكون المراقبة ؟ أهكذا تكون المشاريع ؟ فأين دور المجالس المعنية ؟ و اللجان المختصة ؟ أم أن الأمور تسير على خطى المشاريع الوهمية - الحسيمة منارة المتوسط – أسباب غياب المراقبة تبقى مجهولة في الجزء الكبير أما الجزء الآخر فوجهه مكشوف وحتى المشاريع تمرر و تتم المصادقة على جودتها بدون أية مراقبة تذكر لينطبق على ذلك المثل القائل " لي عندو مو فالعرس ما يخاف "
إن مدينة مريرت تشكو من الإهمال و أضحت عنوانا للإصلاحات المغشوشة وجشع المسؤولين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وكل عقد ومريرت على حالها كما ألفها سكانها