( سقوطُ الأوجهِ)
شعر : ياسمين العرفي
من وحي قصيدة ( سقوط الأقنعة ) للشَّاعر : مصطفى علي
نعمْ صدقْتَ الرَّأيَ يا أخاً في الإنسانيّةْ
يا صاحبَ الفكرِ القويمِ والرُّؤيا النَّقيَّةْ
فلربّما في لحظةٍ قدْ تسقطُ الأقنعةْ
لكنْ ماذا إذا سقطَتْ وجوهٌ
لمْ تزلْ في أمسِها مُتبرقعَةْ ؟!
هيَ فورةُ التَّنورِ ما نحتاجُهُفي المنافي العربيَّةْ
سُمّيتْ منْ بابِ المجازِ بلاداً في البلاغةِ والكناية واستعارات اللهجاتِ القبليَّةْ
فما منْ سالمٍ فيها منْ مُقيمٍ أو ممَّنْ هاجرَ مُرغماً إلى بلادٍ قصيّةْ
فكأنَّما قدرُ العربيّ أنْ يظلَّ حبيسَ الصّراعاتِ الهمجيَّةْ
وبرغمِ لبسه البنطالَمازالَ تحتَ الجلدِ عباءةَ الجاهليّةْ
ولمْ تزلْ داحسُ والغبراءُ ميدانُ التَّناحرِ في العقولِ الطَّائفيَّةْ
هوَ تاريخُنا لمْ يسلمْ منهُ الرُّسلُ
ولا حتَّى الكتبَّ السَّماويَّةْ
مازالَ فينا أبو جهلٍ تبّتْ يدا أبي لهبٍ وتبْ
وهندٌ لمْ يشفِ غليلَهَا أكلُ كبدِ حمزةَ ذي الكرامةِ والنَّسبْ
لمْ تزلْ فينا تُغوي المكائدَ حمَّالة الحطبْ
ولمْ تزلْ فينا ألفُ نائحةٍ
وليسَ من معتصمٍ يلبّي أو يقومَ إذا الرجلُ انتدبْ
فبأيّ آلاء القصيدةِ نشتكي وبأيّ آلاء المآسي نحتجبْ ؟ !
تاريخُنا عارٌ منَ المخازي والخيانةَ والشَّغبْ
فبأيّ داءٍ قدْ بُلينا ؟
" لكلُّ داءٍ دواءٌ يستطبُّ بهِ " !
إلا الخيانةُ وهيَ منْ طبعِ العربْ
أما قتلوا سمطَ الرَّسولِ ولمْ تزلْ في كربلاءَ نائحة وندبْ ؟
كمْ أتحفونا بالشّعاراتِ الطَّويلةِ والعريضةِ والخُطبْ ؟!
هذا هوَ تاريخُنا
وجميعُنا فيه المُدانُ
بلا جريرةٍ وبلا سببْ
خنقوا الصَّوتَ قبلَ الرُّوحِ
كمّوا أفواهاًتتوقُ للخبزِ
قبلَ أنْ تتلهَّفَ للحريَّةْ
فما نفعُشعرٍ وحرفٍ ونثرٍ و كلماتٍ ورديَّةْ؟!
ما نحتاجٌهُفي شرقِنا العربيّ
عصا موسى ويداً سِحْريَّةْ
ما نحتاجُهُ في شرقِنا
طوفانَ نوحٍ
زلزلةً
مُعجزةً إلهيَّة
علَّالجراحَ تُخيط ُجراحاً
تروي القصصَ المنسيَّةْ
ليرفرفَ الحمامُ ويُخلقَ السَّلامُ
وتنبتَ ورودٌ جوريَّةْ
ويُولدَ الحبُّ مِنْ رحمِ الآهِ
برغمِ الأوجاعِ وطولِ المخاضاتِ العصيَّةْ
لا بدَّ في أوطانِنا مِنْ ولاداتٍ قيصريَّةْ!