مريرت والتنمية المستدامة : ميزانيات ضخمة , حفر , وردم , ومستنقعات....
أزيلال 24 : محمد شجيع
تحولت جل شوارع مدينة مريرت – إقليم خنيفرة إلى حفر وكأن القصف شملها حيث لا يخلو أي شارع
أو زنقة من هاته الأخيرة و السبب راجع إلى ما يسمى ب " الأشغال " المتجلية في إعادة هيكلة قنوات الصرف الصحي و التي فاقت ميزانيتها ثلاثة ملايير الأمر الذي جعل هاته ألأخيرة محل تساؤل من طرف الرأي العام المحلي وحل انتقاد مما يستوجب معه تدخل كل المصالح المسؤولة للوقوف على الإختلالات التي شابت العملية .... كما أن الشركة المكلفة بالمشروع لم تكلف نفسها عناء إعادة الأزقة إلى ما كانت عليه إكتفت بترك أماكن الأشغال على حالها بعد الإنتهاء
كلما أمنعنا النظر في الأزقة والشوارع وحالها وإلا نتخيل أنها تعود لقطاع عزة أو الغوطة الشرقية بالقطر السوري أو إحدى مناطق النزاعات المسلحة لكنها تعود ل " مريرت " والتي يصعب اجتيازها حتى بالدراجة العادية فإذا كنت تتحدث عن التنمية في " مريرت " فإنها تتجلى في الحفر و الردم كل ولاية إنتخابية واتخاذ هاته الأشغال الترقيعية ملهاة لتمرير الصفقات و الإغتناء منها حتى تعود ولاية أخرى وهكذا يبقى الضحك على الذقون سمة مسيطرة والترقيع والرتوشات هي المشاريع والتي ما إن تسقط ساعات من الأمطار حتى تتحول جل الأزقة إلى أوحال ومستنقعات لتظهر العيوب و يفتضح الغش الذي أضحى سيد الموقف ...من الغرائب أنه وفي سنة 2020 نستحيي أن نتحدث عن هيكلة الأزقة وعن قنوات الصرف الصحي وعن الإنارة العمومية وأن ذلك من أكبر الكبائر والعيوب
إن الهيكلة التي تطبل لها النخب الفاشلة أصلا والتي اعتلت الكراسي لتحقيق أهدافها الشخصية هي التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد متخذة الوهم بالتغيير و حقنة الإصلاح والحلم في التنمية هي السبب الرئيسي حتى وجد الناخب نفسه ضحية لها وغص معه النفاق الإجتماعي في جوف كل المنتخبين الذين يوضح ضعف تسييرهم و سوء التدبير فشلهم الذريع سوى بحثهم عن الإغتناء السريع وكسب الثروات وسيادة أسلوب أنا ومن بعدي الطوفان وإذا تأملنا الوضع من زاوية أخرى نرى أن اللوبيات المسيطرة وهي نفس الوجوه الشاحبة كلما تعلق أمر بما يسمونه " مشروع أو مشاريع " وإلا نجد أن الصفقات والأشغال تبرم مع نفس المقاولين حيث سيادة أساليب غض الطرف و " نصيبي هناك "
وكلما أوشكت الانتخابات على الأبواب إلا وتتحول بعض اللوبيات إلى رحى للصراعات الإنتخابوية واقتناص الفرص للفوز بالمعركة وما إن تنتهي حتى يظهر لك أن الساكنة وهمومهم في واد و المنتخبين في واد أخر .
إن مدينة مريرت تشكو من الإهمال و أضحت عنوانا للإصلاحات المغشوشة وجشع المسؤولين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها حيث غياب مخططات مضبوطة وغياب تنمية المحلية حقيقية سوى الحفر و الردم وكل عام ومريرت على حالها كما ألفها سكانه .