عبد العزيز المولوع
وكأن الزمان عاد إلى الوراء بمستوصف الولادة بجماعة افورار اقليم أزيلال لنعيش فصولا من عهد الكلاوي حيث أن إحدى الممرضات ( دايرة ما بغات (..) في عباد الله ..) حيث يجدن بعض النسوة وهن في حالة الوضع أنفسهن مرغمات على ... "كملوا من راسكم " قبل أن تجرى فحوصات طبية إستعدادا للوضع وإذا كانت النساء من اللواتي رأسهن قاسح يهملن مما يجعلهن يتساءلن بما سمعن عبر وسائل الإعلام عن الديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان التي جاء بها العهد الجديد ،فبالرغم من الإصلاحات الكبيرة التي همت مختلف مرافق المركز الصحي لمدينة أفورار ، فإن دار الولادة بها بدأت تعرف منذ عدة شهور تراجعا خطيرا على أكثر من مستوى ...
حيث أصبحت العديد من النساء يشتكين من سوء المعاملة داخل هذه الدار من قبل إحدى الممرضات التي يدل اسمها على السهم الخارق لكل امرأة حامل ، فلا تعرف شيئا اسمه حسن الإستقبال ، إذ غالبا ما تنهر أو تسب كل من تأتي للوضع ، فلا تقوم بواجبها اتجاه النساء الوافدات إلا كارهة واجمة الوجه ، تلعن الشجر والحجر وكل شيء يتحرك حولها كما لو كانت في عيادتها الخاصة التي تحاول قدر الإمكان جعلها من مستوصف عمومي من خلال الابتزاز والزبونية والمحسوبية " .
وكانت آخر فصول هذه المعاملة ماحصل لسعيدة مجاهد في عقدها الثالث صبيحة يوم الخميس 7مارس الجاري حين رفضت هذه الممرضة استقبال حالتها رغم تعليمات الطبيب الرئيسي , حيث تركتها تصارع المخاض خارج دار الولادة قائلة ( اسير اولدها ليكم الطبيب , هزوها من هنا راه قريبة تولد ) بعد أن أحكمت سيادة الممرضة إغلاق هذه الدار وكأنها ضيعتها الخاصة في تحد سافر لحقوق الإنسان والمواثيق والمذكرات الوزارية . سعيدة لم يكن لها من حل سوى سيارة الاسعاف والتوجه لبني ملال حيث وضعت مولودتها في الطريق مما يطرح أكثر من سؤال ؟
إن ما تتعرض له الحوامل من معاناة قاسية داخل هذه الدار السجن بفعل انعدام الرعاية الطبية وغياب الضمير المهني ، يجعل بعض الممرضات يلجان في معظم الأحيان إلى التخلص منهن بإرسالهن إلى مستشفى بني ملال بدعوى أن ولادتهن صعبة ، و الحقيقة أن المولدة هي من كانت حالتها صعبة ، أو أنها لا تملك الكفاءة والخبرة في التوليد ، لأن كل الحالات التي أرسلت من أفورار إلى مستشفى بني ملال كانت عادية ، الشيء الذي خلف استياء عارما وسط عائلات الحوامل ومعارفهم .
أكيد أن الوضع المأساوي الذي ألت إليه دار الولادة بأفورار يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى وجود هذه الدار ما دامت لم تعد تؤدي الأدوار المنوطة بها ، لذا على المجلس الجماعي لأفورار و الأحزاب و الجمعيات المحلية أن يتحركوا من أجل تغيير هذا الوضع الذي تكتوي بنيرانه نساءنا وأطفالنا ، وإعادة الأمور إلى سابق عهدها .