وأخيرا تم فك اعتصام " تكلفت ّ " الذي دام خمسة عشر يوما ، وبطريقة سلمية ..
الاعتصام شل حركة الاقتصاد بهذه القرية الهادئة وتحولت الى شبح مخيف : الشاحنات موقفة’ ، الدكاكين مغلقة . .. هذا الاعتصام الذي اشتعلت أول شرارته المحرقة بمطالبة حق مشروع من مواطن فقير قصد الجماعة القروية من أجل اقتناء ورقة مخزنية وتم طرده.بدون مبرر يذكر..
وأمام تراكمات سابقة من تعاملات هذه المؤسسة ، انفجر الوضع وانفجر " البركان " الآدمي ليقف وقفة رجل واحد ضد رئيس الجماعة القروية الذي لم يظهر له اثر مند أمد طويل ..
لكن الحقيقة تكمن ما هو تحت الرماد ..،بحيث ان الوضع عرف توترات سياسية بين رئيس الجماعة الحالي الذي استوي على كرسي الرئاسة بطريقته المعهودة وشرائه الذمم (...) جلهم أميون وفقراء لا يملكون سبد ولا لبد ، وكما انه وزع وعودا زائفة ممزوجة بمرهم سم الأفاعي فانتقم من ساكنة بدأ شبابها ومثقفيها يحللون مستقبليات البلدة ..فاتهم خصمه بما ليس فيه و انه الأقوى والأجدر بتسيير الأمور فحارب معارضيه ..
وأمام هذه الأوضاع المتشابكة والمعقدة احتج ما يناهز أربعة ألف نفر أمام قيادة تگلفت بعد ان تم تأطيرهم من طرف بعض الأحزاب المتفقة لتغيير الوضع ومحاسبة الرئيس ...
وسرعان ما تحول هذا الوضع الى مطالب مشروعة وأخرى تحفيزية ..
وبدأت الأمور تتفاقم ...
فكان أول اجتماع مع عامل الإقليم اسيد علي بيوكناش ، بممثلين يمثلون تگلفت ، بمقر الكتابة العامة يوم 10 ابريل3013 خصص لمناقشة بعض المطالب ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية وقد حضر إشغال هذا الاجتماع رؤساء المصالح الأمنية والخارجية و12 فردا من ساكنة تاگفت .وفتح حوار جاد بين السيد العامل والممثلين حول المطالب التى حملوها معهم والتى تتعلق بالتعمير والتجهيز والصحة والماء الصالح للشرب والكهرباء والرياضة والشباب ..
كل المطالب استحسنها السيد العامل بعد مناقشة مستفيضة دامت سبعة ساعات و تمت الاستجابة لجل المطالب المشروعة ووعد وعدا قاطعا انه سيسهر بنفسه على تلبيتها والوقوف بجانبهم حتى تنجز وفق وقت زمنى محدد وسيصلح قاطرة التنمية المعطوبة التى أوقفها الرئيس " المبحوث عنه " ..لكن لا يمكن له ان يخالف ما شرعه المشرع ويخرق قانون مسطرة البناء لأن الساكنة تطالب إلغاء مسطرة البناء وإعفائهم من رسوم انجاز التصميم ورخص البناء ..
واستمر الوضع على ما هو عليه بعد أن تشبت الممثلون بالمطلب الأخير وما اعتبره المسؤولون مطلب تعجيزي ولا يمكنهم خرق القانون الذي شرعه المشرع ..
ويوم الجمعة 19 ابريل 2013 طلب الممثلون من السيد العامل اللقاء بهم صبيحة يوم السبت 20 ابريل ، حضر المسؤولون بمقر العمالة وتخلف الممثلون عن ساكنة تگلفت ..
وحوال الساعة الثالثة ضحا ، انتقل الى تگلفت ، عامل الإقليم والوفد المرافق له والمتكون من المصالح الأمنية ومدراء المصالح الخارجية ( التعليم ، الكهرباء ، الماء الصالح للشرب ، الصحة ) وفعاليات سياسية من مختلف الأحزاب الوطنية وكذا جمعية الأعالي للصحافة بأزيلال ...
وتم اللقاء بممثلي السكان بمقر القيادة حيث شرع السيد العامل بقراءة المطالب ( التى تفوق 50 مطلبا )،وكل مطلب وجد له حلا مشروعا وعلى المدى القريب ووعد صادقا انه هو المسؤول عن تنفيذه والسهر عليه ، كما ان ممثلي السكان اقتنعوا ان مسألة إلغاء رسوم البناء ليست بيد السيد العامل لكن لا بد من إيجاد حلول لها مستقبلا ...وكان الاقتناع سيد الوقف بعد مشاورات ممثلي السكان مع رؤساء الأحزاب السياسية والصحافة وتبين الخيط الأبيض من الأسود وخرج الجميع بنتيجة تخدم الطرفين ...
وحوالي الساعة الواحدة صباحا ، انتقل الجميع الى ساحة الاحتجاجات من أجل إجبارهم بالنقطة الأساسية التى أفاضت الكأس ، وأخد السيد محمد شوقى ، رئيس جماعة فم الجمعة الكلمة ، وشرح للمحتجين الذين يفوق عددهم الأربعة آلاف أن مطالبهم قد تم تلبيتها وان سيد عامل الإقليم صادق فى أقواله ووعد الحر دين عليه..
أما السيد حمادى بنخلوق ، فركز فى كلمته بالأمازيغية ان السيد العامل رجل ثقة ، وانهم مند الساعة لن يستسلموا لأعداء التنمية والمنافقون الذين أججوا الوضع وغير مبالين بالتنمية ، وسيحاسبونه آجلا ... وان الساكنة كسبت مشاريع أخرى زيادة على التى كانت فى ورقة المطالب وشكر السيد العامل وقال انه فعلا رجل فوق المستوى ...
كما ان السيد العامل أخد الكلمة باللغة الأمازيغية ن وهنأ السكان بهذه المكاسب ، وان الأمور سيسير سيرا عاديا وعليهم ان لا ينصغوا للذين فى قلوبهم مرض ، والذى وقع ما كان عليه ان يقع ، لكن لا بد لليل ان ينجلى وانه مع الموطنين ومطالب الساكنة ومحاربة اعداء التنمية .....
وختم الحاضرون هذا اللقاء بالتصفيقات الحارة و بالدعاء المستجاب وتلاوة آيات من الذكر الحكيم رددها الجميع بقلوب خاشعة مؤمنة ....